ماجد وائل - النجاح الإخباري - وجهت الاجهزة الأمنية خلال الأشهر الماضية ضربات قوية لشبكات تصنيع وترويج المخدرات، عبر نجاحها بالقبض على تجار وضبط عدد كبير من المشاتل وذلك ضمن الاستراتيجية التي وضعتها الاجهزة الأمنية، الهادفة إلى ضرب وتجفيف منابع المخدرات.

لسنا ممر

يقول الدكتور اياد عثمان نقيب الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين الفلسطينيين ومدير جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات أن انتشار ظاهرة الاتجار في المخدرات لها أسباب عدة منها ما يتعلق بالاحتلال وأخرى تتعلق بعدم اصدار أحكام رادعة بحق المتهمين بالاتجار.

وأضاف أن المناطق التي لا تخضع لسيطرة السلطة الأمنية المسماه مناطق (سي) هي أكثر المناطق التي يتم الزراعة فيها لأنها بعيدة عن المراقبة "وتكون مطمعاً لتجار المخدرات".

وأشار عثمان لـ"النجاح الإخباري" أن معظم هؤلاء التجار يحملون الهويات الاسرائيلية ويحضرون تقنيات لزراعة المخدرات من الداخل الفلسطيني المحتل ويتم زراعتها في أراضي مملوكة لمواطنين فلسطينيين ، وبالتالي لا يقعون تحت طائلة القانون.

وشدد أنه لا يمكن اعتبار فلسطين "ممر" لهذه التجارة في المنطقة حيث أن الكميات التي يتم زراعتها وصناعتها يتم ترويجها في السوق المحلي وفي الداخل المحتل وعلى الاغلب أنها لا تصدر للخارج .

وذكر أن انتشار المخدرات الكيمياوية بين الشباب التي تسمى الهيدرو " القنب المهجن " والتي يتم تصنيعها في المشاتل باضافة مواد كيماوية "هو مؤشر على أن الهدف من زراعتها هو اغراق السوق الفلسطيني".

حماية المواطن

بموازاة ذلك يفترض أن يواكب انجاز الأجهزة الأمنية في هذا الملف خطّة للحكومة والمجتمع المدني تعالج آفة "السم الأبيض"، حيث اقرت الحكومة في جلستها أمس توصيات اللجنة الخاصة لمكافحة المخدرات، والتي تهدف إلى حماية المجتمع من تفشي آفة المخدرات الخطرة.

وشدد البيان الصادر عن رئاسة الوزراء الى المضي قدما في  توفير بيئة قانونية رادعة وحامية للمواطنين من جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية، وتوحيد الأطر القانونية الناظمة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتحديد المواد والمؤثرات العقلية غير المسموح التعامل بها، وتحديد المؤثرات العقلية التي يجوز التعامل بها لأغراض طبية، وإقرار نهج واضح لعملية معالجة متعاطي المخدرات..

ومن الناحية القانونية والردع، فإن المادة 18 من القانون الجديد الصادر عام 2015، شملت على عقوبات رادعه بحق متعاطي المخدرات وتجاره، ولكن تطبيقه لا زال دون المستوى المرجو بحسب الدكتور عثمان.

وردا على مزاعم البعض بعد اكتمال الاجراءات القانونية عند كل عملية دهم يؤكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ازريقات "انه في جميع الحالات تكون الاجراءات القانونية مكتملة وهناك اذن بالتفتيش من النيابة العامة وبوجود ممثل عنها أثناء عملية المداهمة".

احصائيات

وأكد ازريقات أن منع قوات الاحتلال زراعة هذه المواد في الداخل واغلاق الحدود جعل من أراضي الضفة الغربية مكاناً مناسباً لزراعتها خصوصاً في المناطق القريبة من الداخل لتسهيل عملية الهروب .

وكشف ارزيقات لـ"النجاح الإخباري" أنه تم ضبط 40 مشتلاً ، و 22000 شتلة مخدرة ، و 8000 حبة لأنواع مختلفة من هذه الحبوب منذ مطلع العام الجاري.

ارقام مفزعة

قال مدير اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات الدكتور ناصر الطريفي ان ارقام متعاطي المخدرات في فلسطين مفزعه وفي تصاعد إذ أن آلافا من الغزيين يدمنون على المواد المخدرة الكيميائية، بينما تشهد الضفة حالات متزايدة على الإدمان على الهيروين بشكل لافت.

واشار الطريفي في تصريح منشور له الى ان اعدادا كبيرة من متعاطي الهروين في الضفة يتعالجون في المراكز ذات الاختصاص من بينهم فتيات وبين ان معظم ضبطيات المخدرات تتم في مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية يصعب على الاجهزة الأمنية الوصول اليها في المقابل تعمل سلطات الاحتلال على توفير الحماية لهم.

 

 

ِ