منال الزعبي - النجاح الإخباري - جولة واحدة لأماكن تعتبر ممتلكات عامّة كفيلة بإزاحة النقاب عن جريمة ترتكبها أيادٍ خفيّة هدفها التخريب والتدمير وتشويه الصورة الحضارية لمجتمع بأسره من خلال ممارسات يقوم بها أفراد بدوافع لا منطقية تعود في مجملها إلى كوامن داخلية وسوء تربية.

ممتلكات تكلّف مبالغ طائلة وتقدّم خدمات للسكان عامّة، يطلبها الصغير والكبير بإلحاح وتذمُّر من القائمين عليها في المجالس المحليّة والبلدية، والسلطات، إذ توفّر الراحة والسلامة والأمان وتعكس ثقافة وأسلوب حياة، حتى إذا ما تمَّ توفيرها سهل على شريحة من المجتمع تدميرها ببساطة.

إشارات مرور يتم تحطيمها أو طمسها بدهانات وكتابات فارغة، تحرم السائقين لا سيما الجدد منهم، من الالتزام بالقانون الذي يقلل من خطر وقوع الحوادث، ويضمن السلامة العامّة، أرصفة يتم تكسير بلاطها وخلعه ما يُعثّر حركة المواطنين ويشوّه المنظر، مقاعد في حدائق عامّة يتم تخريبها وحرمان الكثيرين من الاستفادة منها والاستمتاع بجلسة لطيفة، ألعاب في متنزهات عامّة وجدت لتوفير متنفّس لأطفال المنطقة يتم تخريبها دون مبرر، صناديق نفايات يتم إشعال النار فيها وإفسادها رغم المعاناة التي تبذلها البلديات لتوفيرها حفاظًا على نظافة الطرقات، أعمدة إنارة تكسَّر كلَّ يوم، لتغطَّ الشوارع بظلام دامس، ونيران تضرم عمدًا في الأحراش والجبال.

في هذا الخصوص وبعد الكثير من الشكاوي التي تصل من خلال مواطنين غيورين على الصالح العام تحدَّث الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينيّة العقيد لؤي ارزيقات لـ "النجاح الإخباري" قائلًا:  "لا يمكن اعتبار تخريب الممتلكات العامَّة ظاهرة، هي تصرفات فرديّة لا مسؤولة وأغلبها بفعل أطفال وأشخاص غير مدركين".

وأضاف أنَّ الشرطة تقوم بواجبها على أكمل وجه بدءًا من تلقي الشكاوي التي تقدّمها غالبًا مؤسسات، وتباشر عمليات البحث والتحري وملاحقة كلّ من يرتكب هذه المخالفات.

وبيّن أنّه يتمّ القبض على الفاعلين وسماع أقوالهم حسب إجراءات النيابة العامّة ومن ثمَّ إحالتهم للقضاء.

وأضاف أنَّ كلَّ الإجراءات متاحة لمعرفة القائمين بمثل هذه التصرفات من بحث وتحري وكشف البصمات والاطلاع على الكاميرات والأدلة الجنائية وسماع الشهود.

وأوضح أنَّ قيام الشرطة بإجراءاتها يساهم في الحدِّ من هذه الأفعال التي "ننكرها جملةً وتفصيلًا، ولا نتوانى في اتّخاذ الإجراءات الصارمة بحقهم، حسب قوله.

وأضاف: "نحتاج أن ننشر ثقافة الانتماء والوعي، وهذا دور تكاملي تقوم به الأسرة والمدرسة والشارع والسلطات والمجتمع بأسره".

تخريب طال المدارس والمستشفيات والحدائق والشوارع وحتى وسائل المواصلات العامّة والمقاهي والجدران، كلُّ تلك الممارسات تعتبر اعتداء سافرًا على المجتمع.

كلُّنا مسؤول سكان، وبلديات، وسلطات، وأهالي، ومدرسون، مطالبون بالوقوف يدًا بيد لنشر ثقافة الانتماء المجتمعي وقيمة الحفاظ على الممتلكات العامّة.