مدى شلبك - النجاح الإخباري - في فيديو مصور بكاميرا موبايل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بإمكانك أن تذهب في جولة قصيرة لمنزل الرئيس الراحل ياسر عرفات في قطاع غزة، والذي تحول بعد رحيله إلى متحف وطني.

يلحظ السائر بين أرجاء المنزل بساطة المكان وتواضعه فخشب الزان لا يتكدس بين الزوايا، ولا فراش مخملي هنا ولا سجاد عجمي، المكان يتسم بالعفوية، فهنا لا داعي للشكليات.

أثاث المنزل الخاص بأبو عمار تستيطع أن تجده في أي منزل فلسطيني، أثاث خشبي بسيط يملأ الغرف التي تخلو من أي مبالغات سوى من تاريخ مثقل بالذكريات.

صور أخرى تُظهر خزانة ملابس أبو عمار المتواضعة، والتي تضم بضع بدلات عسكرية، تناوب الرئيس الراحل على ارتدائها سنوات الثورة، منذ أن كان يخوض الكفاح العسكري في الشتات، واستمرت معه حتى عاد إلى فلسطين، ولم نشهد له صورًا بغيرها، حتى وهو يزور ويستقبل قادة دول العالم، على الرغم من أن أطرافها قد تآكلت من كثرة الاستخدام.

دون أن تغيب، كوفيته الشهيرة التي صارت رمزًا للشعب الفلسطيني، ومسدّسه الشهير، الذي كان بحوزته أثناء إلقاء كلمته التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1943.

جدران ناطقة

بينما يعتقد كثيرون أن الجدران كومة حجارة خرساء لا روح فيها ولا حنين، تُظهر جدران منزل ياسر عرفات العكس، حيث أن صورًا ناطقة تكسوها، فتكاد لا تخلو بقعة من جدار إلا وتتوسدها صورة لمشهد.. بداية من مراحله النضالية المبكرة، حتى مفاوضات السلام ولقاءاته مع قادة عالميين وعرب، بالإضافة لقادة التحرر في العالم.. من نيلسون مانديلا إلى جاك شيراك وهواري بمودين وجمال عبد الناصر.

التسلسل العمري لأبو عمار مسرود على إحدى هذه الجدران، فتراه في صباه انتقالا إلى شبابه حتى اشتداد عوده، وخلال سيرك.. تدخل إلى غرفة توثق جدرانها مواقف ومشاركات اجتماعية لأبو عمار مع أطفال فلسطينيين، أو فنانين عرب، أو جلسات تضم أشخاص ذات صلة به.

فيما يحمل جدار آخر صورًا شخصية لرفاق دربه، كما تحتضن حجارة المنزل ملصقات عتيقة تخص حركة التحرير الوطني الفلسطيني، تؤرخ لفترات نضالية يحضر فيها جميع ألوان الطيف الفلسطيني، وشهداء الفصائل، بداية من أحمد الشقيري وغسان كنفاني والشيخ ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وأبو جهاد وأبو إياد.. وجميع القادة الشهداء.

من دون أن يغيب المشهد الثقافي العربي والفلسطيني خاصة عن اهتمامات الرئيس، فترى صورًا للرئيس الرحال بصحبة الشاعر محود درويش، وسميح القاسم وماجد أبو شرار، وغيرهم من المثقفين الفلسطينيين والعرب.

وفي المقابل مجسمات لا حصر لها عن القدس والمسجد الأقصى.

وعلى رف خشبي، يضم مجموعة من التحف ودروع ذات دلالات ثقافية ونضالية متنوعة، وتحضر من بين المقتنيات، هدايا مقدمة من قادة العالم، منها تماثيل صُممت على شكله الشخصي، وتماثيل تم إهداؤها له من قبل زعيم الثورة اللاتينية تشي جيفارا، كما احتوت على جائزة نوبل للسلام، وكذلك بعض الدروع والمجسمات.