النجاح الإخباري -  ان توالي التصريحات الصادمة والعهود التي لم تتحقق أفقدت كلمة دونالد ترامب مصداقيتها في الأسواق المالية.

وعلق مسؤول استراتيجية الاسواق لدى "فوندرليش سكيوريتيز"، آرت هوغن، بالقول: إنه "لكثرة الإنذارات الكاذبة لم نعد نتأثر" بتصريحات الرئيس.

وغالبا ما ينسب ترامب إلى إدارته الأداء القياسي لمؤشرات وول ستريت، وأشاد يوم الأربعاء الماضي، على "تويتر" بـ"النمو غير المسبوق تقريبا لسوق الأسهم منذ الانتخابات"، لكن المستثمرين ما عادوا يولون أهمية لمثل هذه التصريحات.

وعندما هدد ترامب في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، بـ"التدمير الكامل" لكوريا الشمالية، فإنه بالكاد انعكس ذلك على مؤشر داو جونز الذي أقفل على ارتفاع بـ18%.

وعندما أكد أنه يريد خفض نسبة الضرائب على الشركات إلى 15%، ما يمكن أن يشكل هدية للمساهمين فيها، قال مدير الاستثمارات لدى "ميستشارت فايننشال سيرفسيز"، غريغوري فولوخين، إنه "كنا نعلم أن ذلك ليس واقعيا".

وعندما استقال المدير العام لشركة "ميرك"، في آب/أغسطس من مجلس اقتصادي في البيت الأبيض احتجاجا على تصريحات ترامب حول تجمع لدعاة تفوق العرق الأبيض بعد أعمال عنف في شارلوتسفيل، وهاجمه الرئيس بشكل مباشر عندما أكد أن ذلك "سيتيح له وقتا إضافيا لخفض الأسعار المبالغ بها للشركة"، ارتفع سهم الشركة بـ0,47%.

وتابع هوغن "بما أن هذه الاستفزازات لم تليها أفعال أبدا ضد شركة أو بلد فان الأسواق باتت محصنة أمام سيل التغريدات".

وعلق أستاذ العلوم المالية في جامعة مانهاتن والمراقب للأسواق المالية، تشارلز غايست، بأنه "يتفاعل المستثمرون فقط عندما يعلمون أن كلمة الرئيس ستطبق وأنها ليست مجرد خطابات".

وبعد أن درس ثلاثة باحثين هم: ألكسندر كوروف من جامعة وست فرجينيا، وكي جي ومركيتا وولف من معهد سكيدمور، وقع تغريدات ترامب التي تستهدف تحديدا شركات مدرجة في البورصة منذ انتخابه وحتى 31 تموز/يوليو، توصلوا إلى أن هذه التغريدات أدت إلى تحسن أسهم الشركات المستهدفة بنحو 0,64%.

لكن وقعها كان أكبر بكثير قبل تولي ترامب لمهامه الرسمية في 20 كانون الثاني/يناير، عندما كانت تغريدات الرئيس المنتخب تحرك الأسهم بما معدله 1,14%، ما يمكن أن يمثل مليارات الدولارات لكبرى الشركات.

وتراجع تأثير ترامب إلى حد كبير خصوصا بعد عجزه عن التوصل إلى توافق مع الكونغرس من أجل إلغاء قانون أوباماكير وتهديداته النارية ضد بيونغ يانغ والجدل الذي أثارته تصريحاته حول أعمال العنف في شارلوتسفيل.

وقال فولوخين إنه "إذا كنا نعلم أن خطابه على مستوى آخر غير الواقع فهذا ليس معناه أن الواقع لا يمكن أن يستوحي من تصريحاته. ومن الواضح أنه يشدد موقفه إزاء كوريا الشمالية، ولو أنه لن يدمرها بشكل نهائي. واتفاق التبادل الحر بين دول أميركا الشمالية الذي قال إنه أسوأ معاهدة تجارية في التاريخ، ربما لن يتم إلغاؤه أبدا لكنه بات موضوع إعادة تفاوض".

وشدد غايست على أنه "لا يهم ما يتفوه به ترامب من ترهات أو وعود لا يلتزم بها، لقد حال ترامب وإدارته دون إقرار تشريعات جديدة، وهذا الأمر يؤثر على وول ستريت".