النجاح الإخباري - تتواصل الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة في الجامعات الأميركية وامتدت لجامعات في دول أوروبية وعربية، وهو ما يشكل أداة ضغط على الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، لكن إلى أي مدى يمكن لهذه التظاهرات فيما توصف بـ"قلاع المعرفة" أن تقود إلى وقف الحرب، وما هي انعكاساتها؟

المختص بالشأن الإسرائيلي والأمريكي الدكتور حسين الديك، يقول لـ"النجاح": أعتقد أن هذا تحول كبير في الرأي العام الدولي من الحرب في غزة، وسيكون له تأثيرا إيجابيا وارتدادات في حمل الإدارة الأمريكية على اتخاذ إرادة سياسية وفعل سياسي للضغط على الاحتلال من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة، وقف العدوان على الشعب الفلسطيني".

وقال: "المهم من الإشارة إليه أن هذه التظاهرات تتركز في الولايات الأمريكية المؤثرة سياسيا واقتصاديا، عندما نتحدث عن كاليفورنيا كبرى الولايات من حيث عدد السكان وتقريبا المساحة ومن حيث التأثير الاقتصادي والسياسي، نيويورك هي أيضا ولاية ديمقراطية مؤثرة سياسيا واقتصاديا. نذهب إلى ولاية تكساس وهي قلعة الحزب الجمهوري، كما أن كاليفورنيا ونيويورك قلاع الحزب الديمقراطي. تكساس هي قلعة الحزب الجمهوري".

وأضاف: "بمعنى أن تلك الاحتجاجات ليست مقتصرة على طلاب من الديمقراطيين أو الجمهوريين أو ولايات هامشية وصغيرة، ولكنها في الجامعات الأمريكية قاطبة، وتتركز في الولايات المتأثرة المؤثرة والحاسمة في أي سباق انتخابي أو أي تأثير اقتصادي سياسي اجتماعي مستقبلي. لن تستطيع. الحكومة الأمريكية أو الإدارة الأمريكية أن تسيطر على تلك التظاهرات".

ومضى قائلا: "بعض تلك الجامعات وبعض تلك التظاهرات أصبحت تحقق أهدافها. أعلنت جامعة كاليفورنيا بالأمس وقف تعاملها مع الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات منها. هذا تطور مهم. أعتقد أن حركة الاحتجاجات تلك ستتطور وتستمر".

من جانبه، يرى المحلل السياسي أشرف عكة في حديث مع "النجاح" إن التفاعلات في الولايات المتحدة والرأي العام العالمي والدولي، والتحركات في جامعة هارفرد وما يجري فيها، وكذلك الجامعات بشكل عام في بريطانيا وفي فرنسا وفي غيرها تشير إلى أننا "أمام انتصار استراتيجي على السردية الصهيونية على سردية هذا الاحتلال".

وبخصوص إن كان التحركات في الجامعات والجهود التي يبذلها الوسطاء قادرة على إنهاء الحرب، يشير العكة إلى "أنا حسب قراءتي وبالمنطق السياسي يجب أن يقال الاتي أن الأمور الآن ليست عند طرفي النزاع ليست عند المقاومة وليست عند الإسرائيلي. الطرفان عمليا كل منهما متمسكا بأهدافه ومتمسك بما يريد. ولكن الآن الأمور تعتمد على طبيعة الجهود الدولية والإقليمية المفضية بالضرورة إلى إقناع الطرفين بضرورة الموافقة على هذه الصفقة".