النجاح الإخباري -  تدخل اليوم الثلاثاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها المئتين من دون مؤشرات على نهاية قريبة لهذه الحرب التي حصدت أرواح نحو 35 ألف شهيد فلسطيني، مع تواصل عمليات الآليات العسكرية وتشبث كل من إسرائيل وحركة حماس بمواقفها ومطالبها.

ومع تفاوت وجهات نظر الدول والمجتمع الدولي بشأن الصراع، يبدو الوضع معقدا ومحفوفا بالمزيد من التحديات، ما يدفع بالمشهد في قطاع غزة نحو مزيد من الغموض والمصير المجهول.

ويبدو الشارع الإسرائيلي مشتعلا مع عدم تحقيق أهداف الحرب ومن بينها إطلاق سراح من احتجزتهم حركة حماس، وتتواصل المظاهرات في مختلف المدن الإسرائيلية ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. غير أن أصواتا أخرى تدعو الأطراف التي يصفها الإسرائيليون بالأقل تطرفا للانسحاب من الحكومة على أمل إسقاطها وإنهاء شبح حرب إقليمية تلوح في الأفق بين الحين والآخر.

وفي جرد حساب، كما تسميه المحللة في هيئة البث الإسرائيلية دافني ليال، انطلقت الحرب على غزة لتحقيق هدفين رئيسين:

إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس، بالإضافة إلى هدف استراتيجي آخر هو ضمان عدم تكرار هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتقول ليال إن هناك هدفا أهم يتمثل في توجيه رسائل لمن تصفهم بأعداء إسرائيل في المنطقة لمنعهم من مجرد التفكير في مهاجمة إسرائيل وإلا كان مصيرهم كمصير قطاع غزة. لكنها تشير إلى الهجوم المباشر الذي شنته إيران في الآونة الأخيرة على إسرائيل في دلالة على عدم تحقيق الهدف.

وتضيف "الهجوم الإيراني لا يبشر بالخير، فهو يظهر أن أعداء إسرائيل لم يستوعبوا الرسالة وتم انتهاك سيادة إسرائيل بطريقة غير مسبوقة".

وتلفت إلى أن إيران تسابق الزمن للوصول إلى الطاقة النووية وإلى أن إسرائيل محاطة "بقبضة خانقة" من القوات التابعة لطهران التي أقدمت بنفسها على مهاجمة إسرائيل.

سقف التوقعات

تعتقد ليال أن نتنياهو رفع سقف التوقعات إلى مستوى يكاد يكون مستحيلا في غزة، وأنه سيكون من الصعب إنهاء الحرب والمضي قدما في صفقة تبادل الأسرى دون حل حكومته لتأتي حكومة أخرى وتقوم بهذه المهمة.

وتدعو المحللة الإسرائيلية إلى إعادة الحسابات بشأن غزة والحرب الدائرة بها، وتضيف "حماس ترغب أكثر من أي وقت مضى في انتهاء الحرب، وعندما أعطت جوابها للوسطاء بأنها مستعدة للإفراج عن 20 رهينة مقابل 42 يوما من الهدنة ووضع ضمانات المرحلة التالية والأخيرة من الصفقة، فهذا يعني أن إسرائيل لن تتمكن من رؤية الرهائن إلا عندما تكون مستعدة لإنهاء الحرب".

وتضيف "حتى بالنسبة لأهالي غزة باتت الحرب منتهية، وهذا يمكن ملاحظته من الصور التي التقطت لتنزه الناس على الشاطئ في غزة".

وتابعت "لقد وافقت إسرائيل بالفعل على إنهاء الحرب في غزة لكنها لم تحصل على شيء في المقابل، والاتفاق الوحيد القائم هو إنهاء الحرب رسميا مقابل عودة المختطفين".

وتتصاعد حدة المظاهرات الداعية لإعادة المحتجزين من غزة بأي ثمن؛ وشن رئيس المعارضة يائير لابيد يوم السبت الماضي هجوما حادا على الحكومة خلال مشاركته في مظاهرة تدعو للإطاحة بالحكومة.

ووصف لابيد الحكومة بأنها من أسوأ الحكومات التي مرا على إسرائيل ودعا لإجراء انتخابات فورا.

 الاستعداد لعملية برية في رفح

على الرغم من أن الحديث عن النصر في الحرب انحسر بقوة في إسرائيل، تتواصل الاستعدادات لشن عملية برية في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة. وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت أن الجيش لديه خطط لمهاجمة رفح.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية يوم الخميس الماضي إن اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح سيتم على مرحلتين، تتمثل الأولى في إجلاء السكان والنازحين من المدينة إلى مواقع أخرى، وتتمثل الثانية في دخول رفح وهو ما قد يستغرق عدة أسابيع.

ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية قولها إن الجيش ينتظر الضوء الأخضر لبدء عملياته، وألمحت إلى موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على العملية، مشيرة إلى أن لديها معلومات حول الخطة المرتقبة.  

ويسود اعتقاد في إسرائيل بأن معركة رفح قد تؤدي إلى تغير في معادلة الحرب غير محسومة النتائج حتى الآن، وربما تضع النهاية للحرب بأكملها.

ويرى مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات هاني المصري أن إسرائيل رغم كل ما فعلته في غزة، لم تستطع أن تكسر شوكتها. 

وقال لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الصحافة الإسرائيلية تقول إن الفلسطينيين هم من يتجهون للنصر المطلق وليس نتنياهو. ربما يكون هناك نوع من المبالغة، لكن في النهاية إسرائيل لم تتمكن من تحرير المحتجزين ولم تقضِ على المقاومة".

وبحسب المصري، فإن إسرائيل فشلت سياسيا أيضا إلى جانب ما وصفه بفشلها العسكري.

وقال: "إسرائيل لم تستطع أيضا تشكيل قوة عربية تدير قطاع غزة أمنيا، ولم تستطع إسناد المهام الإدارية في غزة للعشائر، وكان هناك رفض للتعاون معها".

وأضاف "هي تسير من فشل إلى فشل".

صور من المعاناة في القطاع: