النجاح الإخباري - تحدث المحلل السياسي والباحث الفلسطيني، جهاد حرب، عن السيناريوهات المحتملة للمشهد السياسي الفلسطيني في ضوء الحديث عن حكومة فلسطينية جديدة قد تنبق خلال الشهر المقبل.

 وقال حرب لـ"النجاح الإخباري": "يتم الحديث عن خطة عربية تشمل إدماج حركة حماس في منظمة التحرير وتتحول إلى حزب سياسي إسلامي تحت مسمى التغيير والإصلاح، وهو قريب إلى مسمى حركة حماس في قائمتها الفائزة بالانتخابات عام 2006".

وبين أن هذه الخطة لها العديد من السوابق التاريخية، مستشهدا بتجارب سابقة لحركات إسلامية في المنطقة، مثل حزب الخلاص الذي شكلته قيادات حماس عام 1995، وحزب الحرية والتنمية الذي شكله رجب طيب أردوغان في تركيا بعد حظر حزب الرفاه الإسلامي.

وأكد حرب أن الأهم من الأسماء هو البرامج والخلفية الرئيسية لهذا التنظيم، مشيرا إلى أن حماس قد تتبنى مسمى التغيير والإصلاح الذي استخدمته في قائمتها الفائزة بالانتخابات التشريعية عام 2006.

وأضاف حرب أن أي عملية سياسية مستقبلية تهدف إلى حل القضية الفلسطينية يجب أن تستند إلى اندماج مجتمعي بين الفصائل الفلسطينية، محذرًا من أن أي خطوات منفصلة أو إفرازات ثانوية لن تنجح في ظل الحديث عن أحداث تاريخية كبرى تؤثر على فلسطين والمنطقة.

وأشار حرب إلى أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وهو اليوم الذي شنت فيه إسرائيل حربا على قطاع غزة، هو حدث تاريخي كبير يتطلب معالجة آثاره باندماج فلسطيني، مؤكدا أن الأغلبية الدولية تؤيد هذا الاندماج، سواء من الدول العربية أو الغربية، كما تظهر دعوة روسيا للفصائل الفلسطينية للحوار.

وقال حرب إن الهدف من هذا الاندماج هو توحيد الموقف الفلسطيني والتوافق عليه بين الفلسطينيين، للنجاح في أي مسار سياسي مستقبلي ولمعالجة آثار الحرب الإسرائيلية على غزة، التي خلفت دمارا وقتلا وجرحى ونازحين.

وأوضح حرب أن حكومة وفاق وطني تحتاج إلى موافقة وتوحيد الأطراف الفلسطينية، مشددا على أن لا حماس ولا فتح تستطيعان إعادة الحياة إلى أهالي قطاع غزة وإعماره وتوحيد المؤسسات وانبعاث مصادر الرزق من جديد والتهيئة لإجراء انتخابات.

وختم حرب حديثه بالقول: "إن المواجهة السياسية بشكل رئيس تتطلب توافق الأطراف الفلسطينية، داعيًا إلى تجاوز الخلافات والانقسامات والتركيز على المصلحة الوطنية العليا".

- صفقة المصالح المشتركة

وفيما يخص صفقة التبادل التي تجري المباحثات بخصوصها أو ما بات يعرف باسم "باريس 2"، قال المحلل السياسي الأردني، لبيب قمحاوي، لـ"النجاح الإخباري": إن حماس لديها أسباب تدفعها للتنازل قليلا لتمنح الشعب الفلسطيني فرصة لإلتقاط الأنفاس والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، مضيفا أن نتنياهو يريد أيضا تخفيف الضغط عن حكومته داخليا وخارجيا.

لكن لبيب تحدث كذلك أن هذه المباحثات قد لا تقود لوقف الحرب، مشيرا إلى أنه لم يتحدث أحد عن وقف الحرب، لا نتنياهو ولا اتفاق باريس.. هناك موافقة مبدئية على الامتناع عن إطلاق النار لمدة معينة غير واضحة الملامح قيل إنها 40 يوما.

وأضاف: "اشك أن تنجح هذه الاتفاقية لأنها لا تعطي نتنياهو ما يريد ولا الفلسطينيين ما يريدون وهذا لا يحظى باهتمام الاسرائيليين".

واضح أن الإطار العام لما يجري يوحي أن إسرائيل مرتاحة الآن أكثر منن الفلسطينيين الذي جابهوا ما لا يطاق وما لم يشهده التاريخ خلال هذه الحرب.

وتابع: "حماس لا تريد أن تحملهم المزيد من الويلات".

وحول إمكانية اجتياح رفح قال: "إذا حصل امتناع عن وقف إطلاق النار ليس وقفه وفشل العالم بالضغط على إسرائيل بالتأكيد سينفذ نتنياهو تهديده باقتحام رفح، أنا لا أثق بالهدنة حتى لو تمت، والامتناع عن إطلاق النار قد لا يكون حقيقا لأن لإسرائيل خطوط حمراء لم تعلن عنها حتى في مؤتمر باريس، ولن تسمح لأحد بتجاوزها، وبالتالي العودة للشمال بأرقام محددة وليست مفتوحة ولا زال اقتحام رفح ضمن أجندة العدوان الإسرائيلي".

يشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت عما وصفته بالخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الأسرى مع حركة حماس تنص على وقف القتال لست أسابيع وإطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، دون الإفصاح عن نتائج حقيقية لهذه المفاوضات.

- حماس تريد ضمانات

بدوره قال المختص بالشأن الإسرائيلي د.عدنان نعيم أن حماس تريد ضمانات وتعهدات تنفيذية من الوسطاء القطري والمصري والأميركي لهذه الصفقة التي تشمل إنسحاب قوات الاحتلال من مدن قطاع غزة ووسطها وتحرير أسرى ومنع الطائرات المسيرة من التحليق في الأجواء وإدخال مساعدات إنسانية.

وقال نعيم إن الأميركيين مهتمون بإبرام صفقة جدية قبل رمضان في ظل تورطهم في باب المندب ولبنان وسوريا والعراق وأن هناك ضغط على إسرائيل غير مسبوق من أهالي المحتجزين والمعارضة الإسرائيلية.

وأشار نعيم إلى أن غانتس صرح أن العدوان على غزة قد يستمر شهورا، لكن لا يمكن إبقاء المحتجزين في القطاع أكثر وأن إسرائيل تمارس الضغط على حماس عبر التدمير والقتل والمجازر وخلق مجاعة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف نعيم أن حزب الله واليمن أعلنا أنهما سيوقفان الاشتباك في جنوب لبنان والبحر الأحمر في حال تمت هدنة في غزة وأن هذه التصريحات تهدف إلى تهدئة وتبريد المنطقة.

وتحدث نعيم عن تصريحات نتنياهو وتلويحه باجتياح رفح، وقال: "إن نتنياهو إذا أقدم على هذه الخطوة ينسف كل شيء وأن رئيس المخابرات الأميركية سي آي اي سيضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان ولو بشكل مؤقت على رفح".

وأكد نعيم أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب أميركية غربية تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأن إنكسار إسرائيل هو إنكسار للإرادة الأميركية في الشرق الأوسط كقوة باطشة فارضة لسيطرتها.