النجاح الإخباري - قالت منظمة آكشن إيد الدولية إن مئات الآلاف من الأشخاص في غزة سبل عيشهم خلال الأشهر الستة والنصف الماضية وبالإضافة إلى فقدان أحبائهم ومنازلهم وأي مظهر من مظاهر الأمان والحياة الطبيعية، كما يكافحون الآن من أجل البقاء مع ارتفاع أسعار الضروريات.

وفي الوقت الذي يحتفل به العالم باليوم العالمي للعمال جميع أنحاء العالم، بلغ معدل الفقر والبطالة في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، اذ تم فقدان ما لا يقل عن 201 ألف وظيفة منذ 7 تشرين الأول، وهو ما يمثل ثلثي إجمالي القوى العاملة في غزة وفقا لمنظمة العمل الدولية. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية وغيرها من الضروريات – في حالة توفرها – بشكل كبير، كالدقيق والسكر حيث أصبح معظم السكان غير قادرين على شرائها .

وقالت شيرهان، وهي أم نازحة لستة أطفال من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 شهراً  لمنظمة آكشن إيد فلسطين : " لا يوجد لدينا مصدر رزق للحصول على المال، فنحن نعيش يوماً بيوم. الحفاضات غالية الثمن، وكذلك حليب الأطفال. ليس لدينا أي شيء. أتجول في الخيام وأطلب المساعدة من الناس. الحفاضة الواحدة تكلف 5 شيكل [1.09 جنيه إسترليني]. وهذا مبلغ كبير لحفاضة واحدة. وحتى لو كانت أرخص، لا نملك المال لشرائها. أستخدم قطع القماش القديمة بدلاً من الحفاضات".

وتوقفت جميع الأنشطة الاقتصادية تقريبا في غزة. يركز معظم الناس فقط على بقائهم على قيد الحياة، بسبب نزوح أكثر من 85% من الأشخاص من منازلهم، وندرة الغذاء والماء ويحاولون العثور على مأوى آمن وطعام كافٍ لعائلاتهم ".

من جانبها بثينة صبح قالت مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، شريك منظمة أكشن إيد فلسطين في غزة: " إن النساء الأرامل حديثاً يكافحن بعد أن أصبحن المعيل الرئيسي لأسرهن بين عشية وضحاها. أصبحت العديد من النساء المعيل الوحيد للأسرة إذا ما نظرنا الى العدد المتزايد من قتل الأشخاص وهم معظمهم من المتزوجين ولديهم عائلات، هذه أعباء كبيرة تتحملها النساء وهي أعباء نفسية ومالية وإجتماعية تستنزف هؤلاء النساء".

وتواصل بثينة حديثها: " إن المشاريع المدرة للدخل للنساء التي دعمتها جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل في السابق لدعم النساء في اضطرت إلى الإغلاق. كان لدينا أكثر من 120 مشروعًا صغيرًا على مدار السنوات القليلة الماضية التي تستهدف النساء المهمشات لمساعدتهن على إعالة أنفسهن وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. لكن للأسف، لم تعد أي من هذه المشاريع قادرة على العمل.  من الصعب جدًا الحفاظ على استمرارية المشاريع في الظروف الحالية. لأن المواد الخام إما غالية الثمن أو غير متوفرة. كما أن صاحبات المشاريع غير قادرات على شراء المواد اللازمة لمشاريعهن بسبب ارتفاع الأسعار وعدم استقرار الأسعار وبقائها معرضة للارتفاع والانخفاض مما يزيد التخوف من المستقبل. جاءت سيدتان للتشاور بشأن عدم استقرار الأسعار، للتحدث عن مخاوفهما من شراء المواد والاحتفاظ بها في المخزون. هناك خوف من دفع مبلغ إضافي ثم خسارة الأموال بسبب الانخفاض المفاجئ في الأسعار. هناك مخاطر مالية كبيرة بالنسبة لهن، مما يضطر النساء لإيقاف عملهن ومشاريعهن؛ وبالتالي فقدان مصدر رزقهن"

  كان مئات الآلاف من الأشخاص في غزة حتى قبل 7 تشرين الأول محرومين من سبل العيش.  وكانت فرص عملهم محدودة للغاية بعد أكثر من 17 عامًا من العيش تحت الحصار الإسرائيلي غير القانوني، وفقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية(UNCTAD) ، كان ثلثا السكان يعيشون في فقر، وكان 45% من القوى العاملة عاطلين عن العمل - مع تأثر النساء بشكل غير متناسب.

حاليا، فإن ما يقارب سبعة أشهر من القصف أدى إلى تدمير جزء كبير من غزة. ويُعتقد أن ما بين 50% و61% من المباني في غزة - بما في ذلك المنازل والمحلات التجارية والشركات والجامعات والمدارس والمستشفيات - قد تضررت أو تم تدميرها ، إلى جانب تدمير الى  92% من الطرق الرئيسية.  تقدر التكلفة الإجمالية للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية بنحو 18.5 مليار دولار، وفقا للبنك الدولي.

تأثر التشغيل في الضفة الغربية أيضًا بشدة منذ 7 تشرين الأول. حيث تم فقدان ما لا يقل عن 306,000 وظيفة - أو أكثر من ثلث إجمالي القوى العاملة - وفقًا لمنظمة العمل الدولية. كما تم إلغاء تصاريح العمل التي تسمح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل، في حين تم وضع العشرات من الحواجز الجديدة بين البلدات والمدن في الضفة الغربية، مما يمنع الناس من الوصول إلى أماكن عملهم.

وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري : " إن الحرمان من فرص العمل وإعالة الأسر هو طريقة أخرى لإمتهان كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الرعب والصدمة. لقد تأثرت النساء بالفعل بشكل متفاوت بالفقر والبطالة، لكن منذ 7 تشرين الأول، تزايدت الضغوطات على النساء، كما أن كثير من النساء أصبحن معيلات لأسرهن، بعد قتل الأزواج أو اعتقالهم. في نفس الوقت الذي اختفت فيه أي مصادر للدخل المتوفرة. قد تؤدي الصعوبات المالية التي تواجهها العديد من الأسر إلى تفاقم خطر العنف ضد المرأة. معظم السكان في غزة أصبحوا غير قادرين على تحمل تكاليف الغذاء بسبب عدم دخول المساعدات إلى القطاع بالحجم المطلوب، وهذا يجعلهم على حافة المجاعة. يجب أن يكون هناك وقف فوري ودائم لإطلاق النار إذا أردنا أن يكون هناك أي أمل في تجنب المزيد من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والمرض. إنها الطريقة الوحيدة لوقف القتل وإيصال المساعدات الكافية لمن يحتاجون إليها".