ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل تريد إخراج حماس من غزة، لكن حتى اجتثاثها من الشمال لم ينجح.

وبينت الصحيفة في تقرير لها اليوم الثلاثاء إن شمال غزة كان أول ساحة للمعركة في الحرب، لكن لا تزال هناك اشتباكات عنيفة بعد مرور 200 يوم على بدء الصراع، وتقول إسرائيل إن آلاف المقاتلين ما زالوا موجودين هناك.  

وتشير الصحيفة إلى أن تجدد الاشتباكات بين المقاتلين والجيش يشكل مثالاً واقعياً للقوات الإسرائيلية على صعوبة تعزيز مكاسبها بينما تستعد لهجوم في رفح.

وتزعم إسرائيل أنها فككت إلى حد كبير كتائب حماس القتالية العاملة في شمال غزة، لكن مقاتلي حماس -بحسب وول ستريت جورنال- أعادوا تجميع صفوفهم في وحدات أصغر، وتحولوا إلى تكتيكات حرب العصابات في المدن. ولا يزال هناك عدة آلاف من المسلحين في شمال غزة، بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي.

ويقول أمير أفيفي، نائب القائد السابق الذي أشرف على العمليات في غزة، إن تحقيق الاستقرار في شمال غزة سيستغرق وقتا".

وقال أفيفي: "إن التحدي الكبير ليس الجزء الأول، عندما تتوسع على نطاق كامل وتسيطر على منطقة ما: بل هو الحفاظ على تلك السيطرة وتعميقها.. إنها حرب من نوع مختلف".

ووقعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة في بيت حانون، وهي بلدة شمال شرقي البلاد، وفي مدينة غزة، التي كانت قبل الحرب المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع. 

وأفاد سكان المدينة عن وقوع عدة غارات في حي الزيتون في الجنوب.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه ضرب 25 هدفا في أنحاء القطاع خلال اليوم الماضي، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ.

وأضاف أن أربعة صواريخ أطلقت من شمال غزة باتجاه مستوطنة سديروت صباح الثلاثاء، في تذكير بقدرة المقاتلين المستمرة على استمرار إطلاق الصواريخ على المستوطنات في غلاف غزة.

كان شمال غزة موقعًا لأول عملية إسرائيلية كبيرة ضد حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر. لكن تجدد الاشتباكات في تلك المنطقة يثير تساؤلات عن إنجازات إسرائيل الفعلية.

وقال غسان هشام، 43 عاماً، من سكان الزيتون، إن القصف المدفعي على المنطقة بدأ مساء الاثنين واستمر حتى الثلاثاء. وفر العديد من جيرانه. 

وقال هشام: "اخترت عدم القيام بذلك لأن لدينا الكثير من الأطفال والكبار، وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه". 

وأضاف أن أعمال القصف كانت من أسوأ أعمال العنف التي شهدها منذ الأشهر الأولى للحرب. 

وتأتي الاشتباكات في الشمال في الوقت الذي قلصت فيه قوات الاحتلال بشكل مؤقت عدد قواتها وكثافة عملياتها في قطاع غزة

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال جيش الاحتلال إنه استدعى كتيبتين احتياطيتين إلى غزة بينما تستعد إسرائيل لتوغل بري في مدينة رفح الجنوبية، حيث تدعي إسرائيل أن حماس لديها أربع كتائب هناك، منوهة إلى أن بعض محتجزيها موجودين هناك. 

ويلجأ حاليًا أكثر من مليون فلسطيني فروا من القتال في أماكن أخرى من القطاع إلى رفح. 

وتعد المدينة أيضًا مركزًا للاستجابة الإنسانية لقطاع غزة بأكمله، حيث يعاني غالبية السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من مستويات حادة من الجوع ولا يمكنهم الحصول على الرعاية الطبية الكافية.

ويزعم الاحتلال إنه سيضمن إمكانية إجلاء المدنيين من مناطق القتال قبل التوغل البري في رفح.

وتريد قوات الاحتلال منع المدنيين من الوصول إلى الشمال عندما يغادرون رفح وتعمل على تعزيز سيطرتها على قطاع الأرض الذي يقسم غزة إلى قسمين.

ويقول أمير أفيفي، وهو أيضًا مؤسس "منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي: "هذا مهم لأن هناك بنية تحتية واسعة (للمقاومة) في غزة. إن التعامل مع ما تبقى من الأنفاق والأسلحة و[العبوات الناسفة] المنتشرة في كل مكان سيستغرق وقتاً طويلاً... لا يمكن القيام بذلك إذا كان لديك مئات الآلاف من المواطنين الذين يتنقلون".

وتقول وول ستريت جورنال إن محادثات عقد صفقة تبادل أسرى تتعثر بسبب رفض إسرائيل السماح بعودة غير مقيدة لسكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان – وهي التحركات التي إذا تم القيام بها فيها من المرجح أن يسمح هذا الترادف لحماس باستعادة السلطة في القطاع والنجاة من الحرب.