النجاح الإخباري - هجر السكان قسرا لكن أرواحهم لا تزال معلقة في بيوتهم القديمة والأزقة والشوارع التي اعتادوا على العيش بين جنباتها.

تعدّ بلدة يِبنا نموذجا حيا على فظاعة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في حق الإنسان الفلسطيني، فهذه القرية التي تأسست قبل الميلاد، شرد اهلها خلال النكبة، وكمحاولة لطمس هوية المكان أقيم على اراضيها  مدينة "يفنة" وثماني مستوطنات صغيرة بين السنوات 1949-1963.

تقع يبنا في منتصف طريق رئيسة معبّدة، تصل غزة في الجنوب بيافا في الشمال، وبذلك تشكّل البلدة عقدة مواصلات للشاطئ الجنوبيّ لفلسطين، وهي تبعد عن يافا قرابة 24 كلم وعن البحر 6 كلم.

ترتفع يبنا 26م عن سطح البحر، وقد بلغت مساحتها في عهد الانتداب البريطاني 127 دونماً. وكان أهالي البلدة يمتلكون 59554 دونماً وتقع غالبيّة تلك الممتلكات إلى الغرب من البلدة.

وكغيرها من البلدات والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل كانت هذه البلدة الوادعة تشتهر بالحمضيات وأشجار الزيتون والنخيل، فيما تتفجر ينابيع المياه من بين صخورها ووديانها.

بلغ عدد سكان يِبنا قرابة 1790 نسمة عام 1922، وارتفع هذا العدد إلى 3600 نسمة عام 1931. وقدر عدد السكان بنحو 5420 نسمة عام 1945 بالإضافة إلى 1500 من البدو القاطنين حولها، ووصل عدد سكّانها عام النكبة 6287 نسمة وتم احتلالها في الرابع من حزيران من عام 1948.

لا يزال احد المساجد المهجورة شاهدا إلى اليوم على فلسطينية هذه البلدة، كما لا تزال بعض المنازل القديمة التي احتلتها عائلات يهودية تروي -إن حدثتك حجارتها- الحكاية كلها.