النجاح الإخباري - يعد الفلسطينيون وقودًا للانتخابات الإسرائيلية التي تشارك فيها أكثر من 40 قائمة انتخابية.

وبسبب هذا الكم الكبير من القوائم ليس من السهل اخذ كل حزب على حده وتفسير رؤيته، وإنما يمكن تقسيمهم إلى معسكرات، ومنها الوسط - يسار الذي يتبنى صيغة حل الدولتين أو صيغة قريبة منها، أما الأحزاب الرافضة لهذا الحل، فتصنف ثمن معسكر اليمين الذي يقوده حزب الليكود الحاكم.

والأحزاب الداعمة لحل الدولتين، تريد دولة ديمقراطية لكن بأغلبية يهودية حاسمة، وهي ترى في ذلك مصلحة أهم من الاحتفاظ بما يسمونه "كل أرض إسرائيل"، ويضم هذا المعسكر حزب ميرتس والعمل والحزب الجديد ازرق ابيض، ووفقا لتقديرات الخبراء فانه هذا المعسكر لا يمكنه تشكيل حكومة لوحده.

أما اليمين، فهو يضم كل الأحزاب التي تجعل ما يسمى بمبدأ "أرض إسرائيل" ذا قيمة أعلى من مبدأ دولة ديمقراطية بأغلبية يهودية حاسمة، فهذا المعسكر يرفض الانسحاب من الضفة الغربية، ويرفض تفكيك الاستيطان، بل ويدعو إلى تعزيزه، كما يدعو إلى ضم الضفة الغربية.

ويؤكد المراقبون أن معظم الأحزاب الإسرائيلية متفقة على الخطوط العامة المتعلقة في القضايا المركزية، كالقدس والاغوار وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان، لكن يبقى الخلاف في تل ابيب حول آلية التعامل مع المساحة الأوسع من الضفة الغربية، فهناك من يدعو لضمها كليا أو التخلي عنها مع إبقاء المستوطنات وتعزيزها.

وهكذا فان هناك إجماع لدى قادة دولة الاحتلال على تجريد الفلسطينيين من حقوقهم، ومهما ستفرزه هذه الانتخابات لن يجلب الاستقرار ولا السلام للمنطقة المضطربة بفعل مخططات الاحتلال وتعنته وضربه لكل القوانين والشرائع الدولية بعرض الحائط.