النجاح الإخباري - تأمّل جيدًا في فنجان الشاي الذي تحتسيه، ربما تلمح طيف العاملة التي جمّعت وريقاته لأجلك ورقةً ورقةً تحت شمس حارقة.

ظروف عمل قاسية تعيشها العاملات في ولاية أسام في الهند، عند رحلة جمعهن أفضل أوراق الشاي قبل تصنيعها وتعبئتها للوصول إلى المستهلك في أنحاء العالم، حيث تُعد الهند ثاني أكبر منتج لأفخر أنواع الشاي في العالم، ويمتاز صنفها بسمعة طيبة من حيث النكهة ورائحته القوية .

تبدأ حشود النساء في التحرك كل يوم من بقعة إلى أخرى داخل مزرعة الشاي حاملات سلالاً على رؤوسهن، يعملن 9 ساعات يومياً طيلة 6 أيام، وقليلا ما  تحظى العاملات باستراحة مرة واحدة في اليوم، حتى المنهكات منهن أو الحوامل.

وتعد زراعة الشاي في ولاية آسام إرثاً من الحقبة الاستعمارية التي كانت توظف العمالة المحلية لتجميع أوراق الشاي، وصلت في بعض الأحيان حد العبودية القسرية، وتقول التقارير إن أجيالاً كاملة عاشت حياتها في هذه المزارع، وعانت الممارسات الاستعبادية وانتهاكات حقوق الإنسان على مر الزمن .

وتفيد الاحصاءات بأن من بين كل 100 ألف ولادة طبيعية في ولاية آسام، تموت 237 امرأة، وتعتبر الولاية الأسوأ في البلاد فيما يتعلق بظروف الولادة والرعاية بين عامي 2014 و2016.

وتقدر قيمة صادرات الشاي لولاية آسام وحدها بـ 250 مليون دولار. وتعتبر روسيا وإيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين أبرز مستورديه، كما أن الهند نفسها واحدة من أكبر مستهلكي الشاي (تستهلك 19٪ من السوق العالمية) .