النجاح الإخباري - كم هي قاسية الأيام حينما تذكرنا بماضٍ مفجع لا يختلف كثيراً عن الواقع الأليم فمهما اختلفت الأزمان وتعددت الأماكن تبقى ذاكرة الإنسان عصية على نسيان القهر والظلم والتشريد والإبادة

الحادي والثلاثون من ديسمبر عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين كان شاهداً على مجزرة مروعة ارتكبتها عصابات الهاغاناة الصهيونية في قرية الشيخ، جنوب شرق مدينة حيفا.

شحنت الأجواء في مدينة حيفا بين اليهود والعرب، بعد قتل الصهاينة خمسة عمال في ميناء حيفا فرد العمال العرب بالهجوم على العمال اليهود في الميناء وقتلوا واحداً وأربعين يهوديا لتبدأ دعوات العصابات الصهيونية بقتل العرب العاملين في الميناء وجلهم من قرية الشيخ

فجر الخميس طوقت العصابات الإرهابية القرية وتحرك من قرية الياجور مئة وسبعون جندياً من عصابات البلماخ بقيادة حاييم افينوعام ونفذوا هجوماً استمر قرابة ثلاث ساعات  بدء بقصف مدفعي دمر المنازل المقامة على أطراف قرية الشيخ، بعدها تسلل الصهاينة إلى البيوت وقتلوا كل من صادفهم دون تفريق بين رجل وامرأة أوطفل وشيخ

بسلاح بدائي وعدد قليل قاومت القرية الهجوم وأوقع الأهالي خسائر في صفوف المعتدين وانتهت المعارك بجريمة خلفت ستمئة شهيد وجدوا جثثاً في منازلهم

قرية الشيخ تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة حيفا عند السفح الشمالي لجبل الكرمل قرب حافة مرج ابن عامر، وعلى ارتفاع مئة متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها تسعة آلاف وثمانمئة وخمسين دونماً، وكان عدد سكانها حوالي أربعة آلاف ومئة وعشرون نسمة  قبل أن تستولي العصابات عليها وتحول اسمها لتل غنان.