النجاح الإخباري - عقدت ضمن أعمال المؤتمر العاشر لرواد بيت المقدس وفلسطين أمس في مدينة إسطنبول، ورشة عمل تحت عنوان " اللاجئين والعودة كيف نتضامن ونحافظ على قضية اللاجئين ".

وقدم الورشة علي هويدي منسق لجنة الأونروا في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ومدير الهيئة "302" للدفاع عن اللاجئين، حيث قدم سردا تاريخيا لقضية اللاجئين ونشوء وكالة الأونروا، مشيرا إلى أنه من الخطأ اعتماد تاريخ النكبة فقط يوم 15/5/1948 بل هي ممتدة منذ إعلان تصريح بلفور في 2 من تشرين الثاني لعام 1917.

وطالب هويدي بضرورة "الربط بين النكبة والمقاومة بحق العودة، هذا الحق الذي يجب أن يكون محفزا للمقاومة للتخلص من الاحتلال"

وأشار هويدي إلى أن للأمم المتحدة دور في إدامة قضية اللاجئين الفلسطينيين دون حل، من خلال " سياسة الكيل بمكيالين، وهذا ما يمثل وصمة عار في جبين هذه المؤسسة الدولية، التي استطاعت أن تعيد أكثر من 10 مليون لاجئ في تسعينيات القرن الماضي في كوسوفو وغيرها".

وأضاف: " فشل الأمم المتحدة، يكمن في عدم قدرتها على الضغط على الكيان الصهيوني، وإجباره على إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم"، منوها إلى أن هذا الفشل مهد لاستهداف وكالة الأونروا ووصول قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى هذه المرحلة من الاستهداف وفق ما يسمى بـ " صفقة القرن".

وأوضح هويدي أن الاستهداف الحالي للأونروا " هو استهداف سياسي بامتياز، من أجل تحقيق صفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينية".

وطالب هويدي الأمة العربية والإسلامية بضرورة القيام بدورها المنوط بها، لا سيما بسبب الصلة الوثيقة التي تجمع بين الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بالتاريخ والهوية والمصالح المشتركة.

وحذر هويدي من خطورة تعريب دعم وكالة الأونروا، أو نقل خدماتها لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، لما يمثله هذا النقل من تأثير كبير على وضع اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم من تقليص للخدمات يصل لإيقاف دعمهم حال حصولها على جنسية الدول المضيفة كوضع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.

وتابع قائلا: "على المستوى الشعبي هناك دعم ملحوظ، لكن مطلوب المزيد لضمانة استمراره، والمطلوب من الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، أن تشكل ضغطا وحراكا في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات لتطبيق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروها منها وتعويضهم".

كما أشار منسق لجنة الأونروا في المؤتمر الشعبي إلى أهمية تنظيم حراكات سلمية داخل المخيمات، وإحياء المناسبات الخاصة بالقضية الفلسطينية مثل ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا وزيارة المخيمات، وحث الجانب الرسمي العربي والإسلامي على هذه الزيارات الميدانية وتقديم مزيد من الدعم لقضية اللاجئين.

وأضاف: "المطلوب من الأمة استحضار فكرة أن استهداف الأونروا من قبل الإدارة الأمريكية هو مقدمة لاستهداف قضية اللاجئين وحق العودة وهو ما يمثل عدوان ثان على الشعب الفلسطيني بعد العدوان الأول بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة بلادها إلى القدس المحتلة".

وحول دور المؤسسات المجتمع المدني في الأمة، قال هويدي: " هناك حالة نقص في المعرفة الشاملة عن قضية اللاجئين، فبات من الضروري أن يتم افتتاح مؤسسات متخصصة بقضية اللاجئين، ومنح أهمية أكبر للتثقيف والتوعية والتعريف بهذه القضية، ومنها مناهج تربوية تدرس القضية الفلسطينية في المدارس والمعاهد والجامعات".

واعتبر هويدي أن التحدي الاستراتيجي للأمة، هو "التصدي لكل من يفرط بقضية اللاجئين الفلسطينيين ووكالة الأونروا، وما تمثله من شطب لحق العودة، وضرورة التصدي لكل من يتآمر على إنهاء دورها أو نقل خدماتها لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة أو إضعافها".

ونوه هويدي إلى وجود فرص مهمة أمام العاملين من أجل قضية اللاجئين لتفعيل دور الأمة، منها " ترأس تركيا للجنة الاستشارية لسنة واحدة، وانتخاب قطر كنائبة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى سبتمبر لعام 2019 وهي تستطيع أن تتحكم بجدول الأعمال للجمعية العامة، بالإضافة إلى وجود دول عربية وأجنبية داعمة بشكل كبير لقضية اللاجئين والأونروا وهذا ممكن أن يستفاد منه في تحريك قضية اللاجئين وتطبيق القرار 194 في الأمم المتحدة ".

وفي ختام الورشة عرض هويدي، مجموعة من المقترحات لبرامج عمل تهدف لتفعيل دور الأمة، في الحفاظ على قضية اللاجئين، هي:

أولا: بقاء موضوع الأونروا وقضية دعم حقوق اللاجئين كنقطة دائمة على جدول أعمال جميع القوى السياسية الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية والدول العربية المضيفة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمات العمل الشعبي والاتحادات والنقابات والمتضامنين.

ثانيا: لحراك المخيمات والتجمعات السلمي دور كبير في الضغط وإثارة قضية التمسك بالأونروا فاللاجئون الفلسطينيون هم الأكثر تضررا بشكل مباشر لاسيما في الأردن وهذا سيعطي قوة للحراك على مستوى الأمة والعكس.

ثالثا: استخدام العلاقات الثنائية وكل من مكانه سواء كان فلسطينيا أو غير فلسطيني مناصر وداعم للقضية الفلسطينية للتأثير على دبلوماسيين غربيين مناصرين، ولهم ثقلهم في التأثير على صانع القرار، في الأمة وعلى المستوى الدولي.

رابعا: التواصل الدائم مع الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين تحت عنوان " مخاطر إنهاء عمل الأونروا على اللاجئين والدول المضيفة".

خامسا: ضرورة إنهاء حال الانقسام الفلسطيني الذي يستنزف منا الجهد والوقت على حساب التفرغ لملفات شائكة واحدة منها ملف الأونروا وقضية اللاجئين ونعتقد أن التدخل العربي والإسلامي لإصلاح البيت الفلسطيني الداخلي وهو واجب ضروري.

سادسا: مطلوب ضغط دبلوماسي على مستوى الأمة لتكون دبلوماسية مضادة لدبلوماسية الاحتلال.