النجاح الإخباري -

فيما يُواصل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد لقاءاته مع القيادات الأمنية اللبنانية لتثبيت الأمن والاستقرار في المخيمات، ومع ممثّلي الفصائل الفلسطينية تمهيداً لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، صمَد وقف اطلاق النار لليوم الثاني في مخيم عين الحلوة في ظلّ التخوّف من جولة عنف جديدة، فيما التباينات بين «فتح» والقوى الإسلامية لم تسمح بعد بانتشار القوّة المشترَكة في حيّ الطيري الذي أصبح تحت سيطرة قوّات الأمن الوطني الفلسطيني.

 

تسعى القيادات الفلسطينيّة واللبنانية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وتردَّدت معلومات عن استنفارات في بستان القدس وحي طيطبا سرعان ما نفتها دائرة الإعلام والعلاقات العامة في الأمن الوطني الفلسطيني، مشيرةً إلى أنّها غير صحيحة وهي من نسج خيال المغرضين، وأنّ الهدوء يلفّ المخيم حيث استعاد سوق الخضار والشارع الفوقاني حيويته وبشكل خجول.

ولفتت الدائرة أيضاً إلى أنَّ شباب الأمن الوطني الفلسطيني فكّكوا عبوةً ناسفة في منزل قريب من منزل بدر في الطيري كان محصَّناً فيه وعثروا في منزله على قارورة غاز مليئة بمادة الـ"تي أن تي".

وبعد جولة في حيّ الطيري، أعلن عضو المجلس الثوري لـ"فتح" رفعت شناعة أنَّ الحركة وبالتعاون مع الأمن الوطني الفلسطيني سيطرت على كامل «الطيري» وطردت بلال بدر وبلال العرقوب منه.

ولم تعاود القوّة المشترَكة الفلسطينية حتى الساعة الانتشار في الحيّ، نظراً إلى الخلافات والتباينات بين مكوّناتها، أي «فتح» والقوى الإسلامية»، ويقتصر الوجود العسكري على قوّات الأمن الوطني الفلسطيني و"فتح"، وعلى جولات يقوم بها قائد القوة الفتحاوي العقيد بسام السعد الذي قال في اتصال معه إنَّ انتشار القوَّة بكل فصائلها يحتاج إلى تذليل بعض العقبات والأمور التفصيلية لعملها للمرحلة المقبلة.

أماالعقبات التي لم يقلها السعد، فتتلخّص في عدم مشاركة كلّ من «الحركة الاسلامية المجاهدة»، و«عصبة الأنصار الإسلامية» و«حماس» و«الجهاد» و«أنصارالله» في القوة المشترَكة، وهم يطالبون بانسحاب قوات الأمن الوطني الفلسطيني من حيّ الطيري قبل الانتشار، لكنّ هذه القوات ترفض ذلك ويؤكد قائدها اللواء صبحي أبو عرب «أنَّنا لن ننسحب لأنّ المناطق التي سيطرتنا عليها بقوة السلاح قدّمنا دماً في سبيل استعادتها من بلال بدر ومجموعته وطردناهم من الحي وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ولم تعد لديهم المقدرة على تجميع قواهم التي تشتّتت وتضعضعت وتقهقرت بفعل صلابة الأمن الوطني الفلسطيني»، مشدّداً على أنَّ جماعة بدر كانت محظيّة بدعم من المخيم ومن خارجه.

وما لم يقله أبو عرب، أوضحته مصادر فلسطينية، فكشفت أنَّ «فتح» منزعجة من القوى الإسلامية التي لم تساندها في تصدّيها لظاهرة بلال بدر وتركتها وحيدة تصدّ الهجوم وتدافع عن استقرار المخيم، وهي بلا شك من خلال موقف المتراجع قدّمت دعماً سرّياً لبدر والعرقوب، كما أنَّ انسحابهم من القوّة المشترَكة يشكّل طعنةً لدماء الشهداء، والمَعركة في المخيم لم تكن بين فصيلين فلسطينيين بل كانت بين الشرعية الفلسطينية المتمثّلة بـ«فتح» والأمن الوطني الفلسطيني والقوة المشترَكة، وبين التطرّف والغلوّ والإرهاب المدعوم من الخارج وهو حتماً خارج عن نسيجنا الفلسطيني ولا يمتّ إلى ثقافته المعتدلة السمحاء».

ورفضت المصادر الردّ على كلام رئيس «الحركة الإسلامية المجاهدة» لقوله إنّ ما جرى في المخيم سياسي وثأري وإنَّه لا وجود لـ"داعش" في المخيم، مؤكّدةً وجود أعلام «داعش» في منزل بدر، وأنّ الدولة اللبنانية تؤكّد وجود «داعش» في المخيم والدليل اعتقال مخابرات الجيش لأميرها عماد ياسين سابقاً، ومن ثمّ خالد مسعد وقضية الأحزمة الناسفة، وإدارته للشبكة التي أوقفها الأمن العام والتي كانت ستزلزل لبنان في شهر رمضان وهذا أبلغ دليل على كل ما يُقال.

وأكدَّت المصادر بحسب ما أوردته صحيفة الجمهورية اللبنانية أنَّ حالة بدر انتهت هيكليتها وقد غادر «الطيري»، وأنّ مجموعته مع الإرهابي العرقوب وتتألف من (50) عنصراً توزّعوا على أحياء الصفصاف، الرأس الأحمر، المنشية، وتعمير الطوارئ. وتخوّفت المصادر من جولة جديدة من العنف طالما أنَّ المجموعات الإرهابية التكفيرية ما زالت موجودة، أي أنّ الفتيل قابل للاشتعال في أيّ لحظة، وأنّ العمل العسكري لم يفلح مع تلك الجماعات، والمطلوب عمل أمني.



وفي إطار لقاءاته اللبنانية، عرض الأحمد مع النائب بهية الحريري في مكتبها في بيروت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والوضع في المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة عقب الأحداث الأمنية التي شهدها، وتمّ تأكيد أهمية معالجة أسباب تلك الأحداث وتداعياتها وتجنيب المخيم وأهله المزيد من المعاناة جرّاء تكرارها، وتفعيل التعاون والتنسيق بين المكوّنات الفلسطينية وبينها وبين الدولة اللبنانية ومؤسّساتها الأمنية والعسكرية لما فيه مصلحة أمن واستقرار المخيم والجوار وقضايا الشعب الفلسطيني المحقّة.

وتوازياً، التقى الأحمد وفداً من منظمة «الصاعقة» برئاسة أمينها العام فرحان أبو الهيجا، وكان تشديد على ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في أسرع وقت ممكن لتعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال الرامية إلى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني. وأكَّد الجانبان استمرارَ التواصل والتشاور بين الفصائل والفاعليات الفلسطينية لاستكمال التحضيرات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني.

كما التقى الأحمد في سفارة فلسطين وفداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمّ عضو المكتب السياسي ماهر الطاهر ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال وعضو قيادة لبنان سمير لوباني.

وأكَّد الجانبان أهمّية انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لما لذلك من نتائج ايجابية على الوضع الفلسطيني العام وتمتين الموقف الداخلي أمام الغطرسة الإسرائيلية وتحدّيها المتمادي للقرارات الدولية. واتفقا على ضرورة استمرار المشاورات بين كلّ الفصائل والفاعليات الفلسطينية لتذليل العقبات وإنجاز التحضيرات اللازمة لسرعة انعقاد المجلس الوطني.

وفي السياق، التقت الحريري في مجدليون وفداً من القوى الإسلامية الفلسطينية تقدّمه مسؤولُ «عصبة الأنصار» الشيخ أبو طارق السعدي ورئيس «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب.

ثمَّ التقت في حضورهم وفداً من «حماس» برئاسة المسؤول السياسي للحركة في لبنان أحمد عبد الهادي، وتناول البحث التطورات الأمنية الأخيرة وسبل العمل على إعادة تثبيت الأمن في المخيم بالتواصل بين الحريصين على أبناء المخيم وعلى استقرار صيدا.