النجاح الإخباري - أشاد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله برئيس بلدية عنبتا الأسبق الراحل طاهر حجاز خلال حفل تأبين له اليوم السبت، في بلدة عنبتا بطولكرم، بحضور المحافظ عصام أبو بكر، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، ورئيس بلدية عنبتا حمد الله حمد الله، وأهل الفقيد وعدد من الشخصيات الرسمية والوطنية والاعتبارية.

وأوضح الحمدالله في كلمة له خلال حفل التأبين أن الراحل حجازي عمل في ظل أعتى الصعاب ليصل إلى المحتاج والفقير، وعندما فرضت الإقامة الجبرية على رئيس البلدية خلال الانتفاضة الشعبية الأولى آنذاك، تولى رئاسة البلدية وقاد البلدة كجسم واحد موحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، عونا وداعما لكل ضعيف، وكان صوتا وضميرا للناس، وعمل معهم وبينهم، وفي سبيل إسعادهم وتعزيز صمودهم".

وقال الحمد الله: "تزورني الكثير من المشاعر عند الحديث عن العم والأستاذ والقريب والصديق طاهر حجاز، ولست هنا للحديث عن سجايا أبي فراس، فكلنا على علم بخصاله ومناقبه وأصالة روحه، نحن هنا لنتذكر، أنه في كل مرحلة من مراحل حياته، سطر نجاحا تلو الآخر، وزاد قوة وعنفوانا واندفاعا لخدمة أبناء شعبه، لقد ترك وراءه أثرا إنسانيا ووطنيا يزخر بالكثير من الطموح العنيد والعطاء والسخاء".

جاء ذلك خلال كلمته في حفل تأبين رئيس بلدية عنبتا الأسبق الراحل طاهر حجاز، اليوم السبت، في بلدة عنبتا بطولكرم، بحضور المحافظ عصام أبو بكر، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، ورئيس بلدية عنبتا حمد الله حمد الله، وأهل الفقيد وعدد من الشخصيات الرسمية والوطنية والاعتبارية.

وأضاف الحمد الله: "نلتقي معا اليوم في تأبين واحد من رجالات عنبتا، فقد ترك الراحل طاهر حجاز، مع كل واحد فينا ذكريات غنية لا يمكن المرور عنها، لقد تجاوز أبو فراس بنا حدود الصداقة والأخوة والقرابة، فكان محطة هامة في حياتنا جميعا، بطيبته وأخلاقه الدمثة الرفيعة، لروحه التي تفتحت لها أزهار اللوز في ربوع عنبتا، الرحمة والسلام ولذويه ومحبيه، الصبر والسلوان وحسن العزاء".

وتابع: "إذا كان للإنسان من بيئته نصيبٌ يشكل وينحت شخصيته، فهذا ينطبق تماما على الراحل الكبير، فقد نشأ وسط عائلة من المناضلين الثوار، حيث كان والده الحاج حسين حجاز، من ثوار فلسطين الذين شاركوا في ثورة عام 1936 وحرب 1948، وكان صديق ورفيق الشاعر عبد الرحيم محمود، لقد توارث أبو فراس عنه حبه للوطن وتشاركا لقب الوطني، وإن طغت على شخصيته أيضا روح القومية العربية التي اكتسبها وطورها خلال دراسته للحقوق في جامعة دمشق أولا ومن ثم جامعة القاهرة، واختلاطه، إبان تصاعد النشاط القومي الناصري، بأصدقاء له من مختلف الدول العربية".

وأردف الحمد الله: "لقد كان لأبي فراس، أن يستمد بعدا آخرا في تركيبته، عندما اضطر أن يترك دراسته فور تلقيه نبأ وفاة والده، فعاد إلى وطنه ليمارس دوره كأخ أكبر ووالد لأخواته وأخوته، فأصبح راعيا مسؤولاً غيورا على مصلحة عائلته والآخرين من حوله، وتسللتْ إلى شخصيته معاني الإيثار والمحبة والعطاء، ثم اختار لاحقا، أن يكون أيضا عصاميا، عندما قصد السعودية ليعمل كمدرس، وتلحق به بعدها زوجته أم فراس، لتعمل أيضا في سلك التعليم، ولينتسبا معا إلى جامعة بيروت العربية ويكملان تعليمهما العالي".

واستطرد الحمد الله: "عندما اختار العودة إلى الوطن وإنهاء غربته، بدأ فقيدنا صفحة جديدة من العمل الوطني والإنساني والمجتمعي، وفضل العمل بالتجارة على أن يكون محاميا، وآثر أن يقارع الاحتلال الإسرائيلي، وأن يسمو ويكبر بأعماله التجارية، استورد أول كسارة لوز في فلسطين والوطن العربي، لتشغل عددا من الأيدي العاملة، ويضع النواة للمصنع الوطني لتكسير اللوز في عنبتا".

واستدرك: "كان عمله دائما مصبوغا بطابع إنساني ووطني ملتزم، فحتى في تجارته وأعماله، أراد أبو فراس خدمة بلاده وتنميتها واستنهاض اقتصادها وتشغيل أبنائها".

وأوضح رئيس الوزراء: "ترشح عام 1976 ضمن قائمة منظمة التحرير الفلسطينية لعضوية المجلس البلدي وانتخب نائبا لرئيس البلدية المرحوم وحيد حمد الله، فكان له في هذه المرحلة، حراك هام ومميز على مستوى تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع، وفي التحركات الشعبية للدفاع عن الأرض".

وأضاف الحمد الله: "لقد عمل في ظل أعتى الصعاب ليصل إلى المحتاج والفقير، وعندما فرضت الإقامة الجبرية على رئيس البلدية خلال الانتفاضة الشعبية الأولى، تولى رئاسة البلدية وقاد البلدة كجسم واحد موحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، عونا وداعما لكل ضعيف، كان صوتا وضميرا للناس، عمل معهم وبينهم، وفي سبيل إسعادهم وتعزيز صمودهم".

أشاد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله برئيس بلدية عنبتا الأسبق الراحل طاهر حجاز خلال حفل تأبين له

وتابع: "لقد لامست وعايشت شخصيا جزءا مهما من حياته، حيث كان صديقا مقربا ووفيا لوالدي رحمهما الله، في ذهني وذاكرتي تسكن عشرات الصور لهما معا، وفي قلبي، كباقي أهالي عنبتا وأصدقائه، الكثير من الحزن والألم لوداعه".

وأردف رئيس الوزراء: "في مرحلة أخرى، أصر طاهر حجاز وأبناؤه على إنشاء بنية وطنية مؤثرة، ورغم كافة الصعوبات التي اعترضتْ مشروعهم الطموح، والمنافسة من البضائع الأجنبية والإسرائيلية، أسسوا (مصنع الحجاز للشكولاتة)، وانتقل الحلم من مخازن البيت وأصناف محدودة وقليل من الأيدي العاملة، إلى مصنع وطني كبير بعدد أكبر من العاملين حوالي 80% منهم من النساء، ينتج أصنافا متعددة منافسة اكتسحت السوق المحلية في الضفة وغزة كما في أراضي 1948، واستطاعت الوصول إلى بريطانيا وبعض أسواق أوروبا. وقد كان لي عظيم الشرف أن دعاني أبو فراس لأشاركه، قبل نحو خمسة أعوام، افتتاح مصنعهم".

واستطرد: "لقد صنع أبو فراس من حياته الغنية ومحطاتها الكثيرة، نبراسا لذاكرة عائلته وأصدقائه وأبناء بلدته، وأسس لمدرسة من العطاء والبذل والتفاني في خدمة الوطن، كما في الإصرار على النجاح وتذليل العقبات وتحقيق الطموحات، أخلص في حب بلدته وبلاده وأبناء شعبه، كأخ وأب وصديق، وكمواطن ووطني، وناشط في عمل الخير، كنائب رئيس بلدية ثم رئيسها، وكصاحب مصنع يكبر بطاقته وأهدافه، فاجتمعنا وجمعنا على حبه واحترامه".

واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "لروحك المخلصة المتفانية المثابرة كل التقدير والامتنان، ولعائلتك، ولرفيقة دربك أم فراس، ولأبنائك فراس وحسين ومناف ويسار وابنتك فداء، وإخوانك وأخواتك وعائلتك، ولجميع أصدقائك ومحبيك وأبناء شعبك الصبر والسلوان، ومنا جميعا الوفاء لحياتك الجميلة التي كرستها لخدمة الوطن والمواطن وحب أصدقائك وأبناء بلدتك".