نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - فجر حدث استشهاد الأسير بسام السايح أمس في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ملف الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي اقتضى تسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الأسرى في ظل الصمت الدولي والمؤسسات المعنية بالأسرى. وللحديث عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المرضى كان لنا لـ " النجاح الإخباري " هذا الحوار مع الأسير المقدسي المحرر والمبعد إلى قطاع غزة فؤاد الرازم.

حيث أكد الرازم أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد سياسة الاهمال الطبي لكل الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال، ولا يقدم العلاج المناسب لهم حتى لو استطاع الأطباء تشخيص المرض الذي يعاني منه الأسير.

وأوضح الرازم الذي اعتقل 31 عاماً داخل سجون الاحتلال أن الظروف الحياتية والصحية الموجودة في المعتقلات الاسرائيلية بشكل عام غير صحية ولا تتناسب مع الحياة الآدمية للأسرى والمعتقلين.

وقال: إن "الشهيد بسام السايح كان يعاني من أمراض خطيرة جداً وعلى رأسها سرطان الدم والعظام، إضافة إلى الماء في الرئتين وضعف عضلة القلب"، لافتاً إلى أنه في كل سجون العالم لا يمكن الاحتفاظ بأسير أو سجين في المعتقل بهذه الحالة الصحية.

وأضاف أن الاحتلال رغم كل المناشدات المحلية ومؤسسات حقوق الانسان وغيرها لم يطلق سراح هذا الأسير ليقضي آخر حياة أيامه بين أهله"، مشدداً على أن الاحتلال يتعمد قتل أسرانا بشكل بطئ ولا يقدم لهم أي علاج مناسب.

وبحسب الرازم فإن أكثر من 70 أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي من ضمن 221 أسير تم استشهادهم في سجون الاحتلال منذ عام 1969 حتى هذه اللحظة، ما بين الإهمال الطبي واطلاق النار عليهم والتعذيب والتنكيل.

موقف اهمال طبي

وعن مواقف الإهمال التي يستحضرها المحرر الرازم وهو داخل السجون، أنه في أحد الأيام كان يوجد أسير مريض ويتناول دواء من الخارج وهذا الدواء غير متوفر في السجون، وحينما تحدث مع الطبيب عن هذا الدواء قال أن تكلفته عالية جداً ولا نستطيع أن نوفره، وقال لي أن لديهم دواء بديل فطلبت منه أن نحضر الدواء من خارج السجن رفضوا إدخال هذا الدواء لعلاج الأسير من أجل أن يشفى من مرضه.

وذكر أن حوالي 25 أسيراً مصابا بالسرطان، هؤلاء يجب أن يطلق سراجهم لتلقي العلاج خارج السجون، من ضمن أكثر من 600 أسير حالاتهم خطيرة وبأمراض صعبة منهم حوالي 20 أسيرا في سجن الرملة منهم ما هو مقعد ومشلول ولا يستطيع الحركة.

وأكد الرازم أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية في تقديم الدواء اللازم للأسرى والمعتقلين، مبيّناً في ذات السياق أن هناك خرق من المؤسسات الدولية خاصة منظمة الصليب الأحمر التي تزور السجن كل 6 شهور ولا تقوم بأي دور إيجابي تجاه الأسرى والمعتقلين، وفق قوله.

ردة فعل ضعيفة

وشدد على أن ردة الفعل الفلسطينية الضعيفة على استشهاد الأسير بسام السايح لا تتناسب مع حجم جريمة العدو الذي ارتكبها بحقه وغيره من الأسرى الذين سقطوا شهداء، مؤكداً أنه في حال بقي السكوت على هذه الجرائم سيسقط شهداء أسرى آخرين لأن ردة الفعل ضعيفة جداً.

وأضاف يجب ان يكون هناك تحرك جماهيري شعبي على مستوى كل فلسطين للاحتجاج على هذه السياسية الاجرامية التي يقوم بها الاحتلال ضد أسرانا في سجون الاحتلال"، مطالباً السلطة الفلسطينية أن تحمل ملف الأسرى والمرضى والشهداء الذين سقطوا داخل سجون الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه.

وبحسب الرازم فإن الاحتلال حينما وجد نفسه أنه لا يتأثر ولا يتحاكم على جرائمه التي يرتكبها ضد أسرانا أوغل في التعذيب والتنكيل بأسرانا، وعدم تقديم العلاج الطبي المناسب وأصبح سقوط شهداء من داخل السجون أمر عادي وطبيعي.

كما وطالب الفصائل الوطنية والإسلامية أن تقوم بدورها من أجل الأسرى، لأنهم بحسب قوله "هم من أرسلوا هؤلاء الأسرى للجهاد وقتال هذا العدو في محاولة اخراجهم من سجون الاحتلال بالقوة وعن طريق صفقة تبادل أسرى".

وأردف القول: " يجب أن لا نترك أسرانا سواء المرضى وغير المرضى بين أنياب السجان والمحتل المجرم الذي يحاول قتلنا بشتى الطرق والأساليب"، داعياً الكل الفلسطيني أن يقوم بدوره تجاه الأسرى والمعتقلين لأنهم لم يقتالوا من أجل مآرب خاصة بهم، إنما قاتلوا من أجل هذا الوطن وحريته وكرامة الشعب الفلسطيني ودافعوا عن حماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

تبادل أسرى

وعن عملية تبادل أسرى، قال المحرر المقدسي المبعد لغزة: إن الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن يراوغ ولا يريد أن يدخل في مفاوضات من أجل إطلاق سراح أسرانا مقابل الأسرى الجنود المعتقلين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".

وأضاف أن حالة الضغط على الاحتلال غير متوفرة خاصة من أهالي الجنود المأسورين لدى المقاومة الفلسطينية، ولا يوجد حالة من الضغط على القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية من أهالي الجنود المأسورين".

وأكد الرازم أن المقاومة لديها استعداد الدخول في مفاوضات من أجل إطلاق سراح أسرانا مقابل إطلاق سراح الجنود المأسورين لديها، مستدركاً " لكن الاحتلال يراوغ ويريد ان يأخذ أسراه بدون ثمن وهذا من المستحيلات التي لا يمكن أن تتحقق ولا يمكن أن تتجاوب معها المقاومة الفلسطينية التي تريد الحرية لكل أسرانا في سجون الاحتلال".

وكانت إدارة سجون الاحتلال، أعلنت عصر أمس الأحد، عن استشهاد الأسير بسام السايح (47عاما) من نابلس داخل مستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي.

والأسير بسام السايح يعاني من مرض السرطان في الدم والعظم منذ بداية اعتقاله بتاريخ 8/10/2015 كما عانى من مشاكل مزمنة في عمل القلب وتجمع الماء على رئتيه وصدره.