غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري -  

في حوارٍ خاص مع الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والإسلامية

* سيتم اتخاذ خطوات قانونية ضد حماس المرحلة المقبلة ولدينا العديد من الأفكار.

* أي طرف أو أي محاولة لمساعدة الانقلاب وإمداده بالمال أو بالدعم السياسي خدمة للاحتلال.

* أي أموال تصل إلى قطاع غزة من خلال أي قناة غير القناة الشرعية تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.

* إسرائيل تقتطع من أموال المقاصة الفلسطينية وتقدّمها لحركة حماس بدون إرادتنا

* الرئيس والقيادة حريصة على أهلنا في قطاع غزة وحريصة على طبقة الموظفين الحكوميين في غزة وسيكون هناك مفاجآت لهم قريباً.

* القيادة مستمرة في حصد الإنجازات على المستوى الدولي والدبلوماسي ولا نلتفت للخلف.

كشف مستشار الرئيس للشؤون الدينية، قاضي قضاة فلسطين، د. محمود الهباش أنَّ الرئيس محمود عباس أبلغ جميع الأطراف العربية والفلسطينية والدولية، بالإجراءات التي سيتخذها ضد حركة حماس في قطاع غزَّة، حال استمرارها في الانقسام.

وأكَّد الهباش في حوار مع "النجاح الاخباري" اليوم الأربعاء، أنَّ القيادة الفلسطينية بصدد اتّخاذ إجراءات قانونية ضد حماس، بالإضافة إلى العديد من الخطوات والأفكار التي بجعبتها.

وقال: "هناك العديد من الإجراءات التي تدرسها القيادة وسبق للرئيس تحدَّث بها بوضوح، وأبلغ جميع الأطراف التي لها علاقة بها الأمر سواء على الصعيد الفلسطيني أو العربي أو الدولي، لأنَّ الاستمرار على السكوت أو تحمل هذا الواقع غير ممكن.

وأضاف: "إما أن تأتي حماس إلى إنهاء حقيقي للانقسام أو تتحمل تبعات ومسؤوليات إصرارها على اختطاف قطاع غزَّة والاستمرار في الانقسام وتغييب المصلحة الوطنية وتغليب المصالح الحزبية".

وتابع الهباش: "نعمل كلَّ ما بوسعنا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي لإنهاء هذا الواقع المأساوي (الانقسام)، مهما طال الزمن كونه واقع غير شرعي وغير أخلاقي وغير وطني ويجب أن ينتهي"، لافتاً إلى أنَّ القيادة تريد استعادة قطاع غزة وتتحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية والسياسية والقانونية عن (2) مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

واعتبر أنَّ الاحتلال والانقلاب عملان لوجهة واحدة، مشدّداً على أنَّ الرئيس والقيادة لا تريد أن ترفع الراية البيضاء أمام الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية وصفقة القرن، وهذا جزء من مقاومة صفقة القرن ومقاومة الاحتلال.

حماس لا تؤمن بالمصالحة

وأكَّد مستشار الرئيس للشؤون الدينية، أنَّ حماس لن تؤمن يومًا بالمصالحة الوطنية، مبيّناً أن َّحماس تريد تصفية المشروع الوطني "وهي لديها مشروعها الخاص مشروع جماعة الأخوان وأصبح مرتبطاً بصفقة القرن وبالسياسات الأمريكية وبالسياسة الإسرائيلية "سياسة الليكود"، على حدِّ قوله.

وتابع: "التقاء المصالح هو الذي يحرّك مواقف حركة حماس، أما المصالحة فليست على أجندتها ولن تكون"، متسائلاً: "إذا كانت حماس تريد المصالحة فلماذا انقلبت على الشرعية ؟".

وأشار الهباش إلى أنَّ هناك مصلحة "إسرائيلية" لإبقاء الانقسام، و"إسرائيل" تناضل وتبذل كلَّ الجهود الممكنة لاستمرار الانقسام؛ مستدركًا، " لكن رغم هذه العقبات والعراقيل ورغم كل الصعوبات التي وضعتنا فيها حماس و"إسرائيل" على حدٍ سواء، إلا أنَّنا سنستمر في العمل وفي التواصل مع أهلنا في قطاع غزة".

وشدَّد على أنَّ هذا الانقلاب سينتهي لأن الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة لا يمكن أن يسكتوا للأبد على هذا الانقلاب الدموي المجرم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنَّهم على دراية بما يدور في الأجواء والكواليس لإبقاء الانقسام والانقلاب في قطاع غزة.

خدمة لإسرائيل

وفي ذات الإطار، أكَّد قاضي قضاة فلسطين أنَّ أيَّ طرف أو أيَّة محاولة لمساعدة الانقلاب وإمداده بالمال أو بالدعم السياسي من أجل الإبقاء عليه هو عمليًّا يقدِّم خدمة للاحتلال الإسرائيلي، منوّهًا إلى أنَّ "إسرائيل" حريصة كلَّ الحرص على إبقاء هذا الوضع وحريصة على أن تمدَّ حماس بالأموال.

وشدَّد الهباش على أنَّ أيَّ أموال تصل إلى قطاع غزَّة من خلال أيَّة قناة غير القناة الشرعية عمليًّا تضرُّ بمصلحة الشعب الفلسطيني".

وكشف أنَّ "إسرائيل" تقتطع من أموال المقاصة الفلسطينية وتقدّمها لحركة حماس، ثمن الكهرباء والماء وبعض الخدمات، موضّحًا أنَّ "إسرائيل" تقتطعها بدون إرادة السلطة وتقدّمها لحماس التي تجبي من المواطنين وتنفق على نفسها.

خطوات لتحسين واقع موظفي السلطة بغزة

وشدَّد على أن الرئيس والقيادة حريصة على أهالي قطاع غزَّة وحريصة على طبقة الموظفين الحكوميين في غزة، مشيراً إلى أن هناك خطة لتحسين أوضاعهم المعيشية سيتنفذ قريبًا "لأنَّ هؤلاء أبناء شعبنا ولن ننساهم".

وتابع: "القيادة تدرس كلَّ البدائل والخيارات والإمكانات للتخفيف عنهم وستقوم بعملها في القريب العاجل لصالحهم".

حصد الإنجازات الدبلوماسية

وفي سياق آخر، أوضح الهباش أنَّ الرئيس والقيادة الفلسطينية مستمرة في حصد الإنجازات على المستوى الدولي والدبلوماسي، لافتاً إلى أنَّ التصريحات التي تخرج من قيادة حماس للتقليل من الإنجازات السياسية للرئيس ما هي إلا خزعبلات لا قيمة لها من الناحية الوطنية والقانونية.

وقال: "هذه مجرد فقاعات ليس لها أيَّ أثر على المستوى السياسي والقانوني، ولا على المستوى الوطني، هي فقط تعبر عن حالة مرضية تسيطر على عقول هؤلاء القوم، إذ يظنون أنفسهم قادرين على التشويش على المسيرة الوطنية التي يقودها الرئيس محمود عباس".

وأضاف: "أبو مازن لا يلتفت إلى الوراء ولا يعيره اهتمامًا، وجميعنا معه لا نلتفت إلى هذه التفاهات والسفاسف الصغيرة التي لا تعدو عن كونها إساءة لمن تصدر عنه فقط".

ونوّه إلى أنَّه هذه التصرفات تسيء لحماس ومواقفها وتؤكِّد أنَّ هؤلاء الذين يسطرون على القرار في حماس يبحرون بعيداً عن المصلحة الوطنية والمسار الوطني، على حدِّ اعتباره.

وشدَّد الهباش على أنَّهم مستمرون في التقدُّم وحصد الإنجازات السياسية حتى لو بدت صغيرة ومجرد إنجازات سياسية: "هم يرونها صغيرة ونحن نراها إنجازات تؤلم العدو، والدليل على ذلك ردّ الفعل الإسرائيلي عليها"، مشدِّدًا على ضرورة السعي لمزيد من الإنجازات والتقدم وتثبيت وتكريس الحق الوطني الفلسطيني والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الساحة الدولية والعمل على تثبيت شعبنا في أرضنا.