النجاح الإخباري - خاص - في سياق السعي للانفصال عن العراق وفي ظل التخوفات من ترسيمات جديدة في المنطقة، رئيس إقليم كردستان العراق  مسعو برزاني دعا اليوم سكان الإقليم للتوجه إلى مكاتب الاقتراع غداً، لإبداء رأيهم في الاستفتاء المقرر.

المحلل السياسي حسن أيوب قال لـِ "فضائية النجاح" عبر برنامج "سيناريوهات" إن قضية كردستان تشبه قضية فلسطين من حيث نزعتها ومطالبطتها بالاستقلال، والمعاناة التي تعرضت لها، إلا أن المناخ السياسي العام يشير إلى بيئة قابلة لإحداث توترات وفوضى نظراً لما يعانيه الإقليم من مشاكل داخلية، ومؤشرات غير مطمئنة.

ويعزي أيوب سبب نزعة الإقليم للإنفصال إلى جملة المشاكل التي عانتها الفئات الكردية في منطقة العراق، وتاريخ طويل للتنكر لحقوقهم، فبالتالي نشأت هذه الرغبة والرابطة المنادية إلى هذا الخيار.

ويشير أيوب إلى أنه في الدساتير الفدرالية لا يستطيع الإقليم الكردي الانفصال، ومن صلاحيات الحكومة المركزية منع حدوثه، لافتاً إلى أن المسألة في جوهرها مسألة سياسية خاصة في أعقاب الانتصارات على "داعش" والتنظيمات الإسلامية، بات الأكراد يشعرون بالقوة الخارجية وقدرتها السيطرة على المناطق الواسعة، بالإضافة إلى الأحزاب الكردية والجانب الجغرافي أيضاً.

وأوضح أيوب أن الإقليم الكردستاني يشكل بؤرة صراع بين العراق وإيران وتركيا، وكل منها تحاول منع أي خطوة قد تقوم لإنفصال الإقليم، وأن الاستفتاء بنعم أو لا سيمهد لعملية فعلية لفصلٍ عن الدولة.

فالمنطقة حساسة استراتيجيا، أيوب مكملاً، لأنها تربط الدول الجارة، ولما تحتويه من موارد نفطية وغازية في إقليم كردستان، وبالتالي يحتل مكانة مهمة في سوق الطاقة الدولي.

وذكر أيوب أن إسرائيل تطمع بموارد كردستان، والتدخل أو بناء تحالفات معها في حال نجح الانفصال، وأن إسرائيل ترغب بالتفتيت العربي والفرقة.

من جانبه أكد المحلل السياسي العراقي حسين سعدون لـِ "فضائية النجاح" أن الاعتقاد التحليلي الواقعي يسير باتجاه أن اتقلال الإقليم لن يكون سوى لإعدام الحزب الكردي، لأنه سيشجع الأكراد بدول المنطقة بخطوات مماثلة، لافتاً إلى المفارقة في المناطق الأخرى حيث يعاملونهم بطرق مختلفة أقل مستوى، ولكن بالعراق لهم حقوق التملك والحكم الذاتي، وغيرها من التمكينات.

وأشار سعدون إلى أن الاوضاع السياسية الداخلية للإقليم غير مستقرة، "ناهيك عن الأحزاب الداخلية غير المستقرة، وبرلمان كردسان يواجه مشاكل كبيرة".

الأكراد كانوا يطالبون وتحقق مطالبهم، سعدون مكملاً، والمحافظات والوزارات والممثليات الدبلوماسية بالإضافة إلى الجيش العراقي تم تمكينهم بها وإشراكهم، بالإضافة إلى الجيش العراقي، مضيفاً: "ماذا يريدون من كل هذا وبعد كل هذا ؟!".

وشدد سعدون "أنه بالرغم من كل ذلك تقوم الجماعات الكردية بالتعامل بلغة القوة، وتهجير التركمان والعرب، وإقامة حواجز بشكل عسكري".

في ذات السياق، ترى النائبة الكردية نجيبة نجيب خلال حديث لـِ "فضائية النجاح": أن من حق الإقليم الطبيعي إجراء ممارسة لحق قانوني دستوري للتعبير عن رأيه، إن كان يريد الاستقلال أم التواجد بدولة فدرالية اتحادية مع العراق.

وأكدت أن الاستفتاء هو الخطوة الأولى لمشوار طويل وشاق من العمل في خطوات أخرى تتبعها.

ولفتت إلى "أن الكرد غير مرغوب به، وأنه بعد أن قبل الكرد بالوجود في العراق تم استثناؤهم، والدستور العراقي يمنح حق الاستفتاء، والمواد الدستورية تتيح لهم الحق بإجراء ذلك والتعبير عن آرائهم". 

وأضافت: "لا نعتدي على حق أحد ونمارس حقنا، وليس من حق أي بلد يمارس حقه بمنعنا من ذلك، لا نهدد أحد ونحافظ على علاقة جيدة مع جميع العرب، وأنه بالاتفاق والاستقلال سيتم معالجة عدم الاستقرار بالمنطقة وخاصة في العراق".

وأشارت إلى "أنه لم نأخذ أراضي الغير أو أكثر مما كانت عليه كردستان"، مضيفة أن المناطق التي تم استرجاعها تعرضت للتغيير الديموغرافي، وهي مناطق كردية، وأن الاستفتاء سيأخد رأي مواطنيها وهم الذين سيقررون برغبتهم إن يريدوا أو لا، وليس هناك أي قوة أو فرض رأي.

من جهة أخرى، حذر عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل غزاوي لـِ "فضائية النجاح": من ظهور توترات أمنية في المناطق المتنازع عليها، لافتاً إلى خطورة استمرار التصعيد بشأن استفتاء كردستان.

وأبدى غزاوي تخوفه من وقوع "مواجهات مسلحة" محتملة بين الأطراف المختلفة بشأن موضوع الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً مع ورود معلومات عن ارتفاع وتيرة التحشيد الأمني في تلك المناطق التي لاتزال بعضها حواضن للجماعات الارهابية أو واقعة بالقرب منها.

وأضاف أن "المفوضية قلقة على أوضاع المدنيين في المناطق المتنازع عليها وخاصة المختلطة منها بسبب استمرار التصعيد بشأن موضوع الاستفتاء في إقليم كردستان"، لافتا إلى انه وفي حال حدوث صدامات سيذهب ضحيته المدنيون الأبرياء ومن جميع الأطراف دون استثناء.

شاهد الحلقة كاملة: