النجاح الإخباري - خاص - في خطوة هي نوعية بتاريخ مقاطعة فنانين عرب وعالميين لإسرائيل، أعلن مجموعة من الفنانين والفرق الفنية الانسحاب من مهرجان "بوب كولتور" الموسيقي ببرلين، بعد علمهم بأنه مدعوم  بشكل مباشر من إسرائيل.

الفنانة التونسية آمال المثلوثي أعلنت اليوم الثلاثاء انسحابها من المهرجان، فور علمها بأنه مدعوم من السفارة الإسرائيلية بألمانيا.

وأوضحت المثلوثي في تدوينة على صفحتها الرسمية على الفايسبوك، أنها كانت تتجهّز للغناء في آخر شهر أوت بالعاصمة الألمانية، إلى أن علمت أن السفارة الاسرائيلية من بين الداعمين لهذا الحدث الفني.  كما أكدت أنها كانت متغيبة ومنشغلة مؤخرا بتحضيرات حفلها بقرطاج، وأنها علمت مؤخرا بالأمر.

وأضافت: "في النهاية عندما تحتد الأمور داخل وخارج فلسطين كل ما يمكننا فعله هو التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، والفنان الحقيقي يجب أن يكون مخلصًا وصادقًا.

 

 

لم تكن مثلوثي الوحيدة التي انسحبت من المهرجان، فحبل مقاطعة إسرائيل كان على الجرار، لتعلن بشكل تتابعي فرقة "مزاج راب" السورية، وفريق "إسلام شيبسي"، الانسحاب فوراً من المهرجان، تزامناً بعد حملة قادها نشطاء "مقاطعة إسرائيل" في هذا الأمر.

وأكدت فرقة "إسلام شيبسي" انسحابها في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" من مهرجان "بوب كولتور"، بسبب مشاركة السفارة الإسرائيلية كأحد رعاة المهرجان، مشيرةً إلى أنّهم لم يكونوا على علم بالأمر من البداية.

واعتبرت فرقة "مزاج راب" السورية أنّ "القبول بوجود سفارة حكومة استيطانية كشريك للمهرجان يعتبر بمثابة تلميع صورة لتلك الحكومة، وهذا يلغي أي دور للمهرجان في جمع الثقافات المختلفة على خشبة مسرح واحدة".

وأكدت خلال بيانها عبر صفحتها الشخصية، أنه "لسنا نتحدث هنا عن ثقافة وثقافة بديلة، القضية قضية موقف سياسي من حكومة استيطانية، ولو قبلنا بأنّ الخلاف معها هو مجرّد خلاف ثقافات لكان الحريّ بنا أن نقبل بأن الخلاف مع النازيين والعنصريين والمصابيين برهاب المثلية هو خلاف ثقافات لا أكثر".

وأضافت أنه "لكي نصبح متسقين مع وعينا السياسي الرافض دائمًا لكل ما هو استعماريّ، توسعي، عنصري، قمعي وقائم على الاضطهاد والتمييز فنحن وبكل فخر نعلن انسحابنا من المشاركة، ونعتبر أن المشاركة بالنسبة لنا هي بمثابة الموافقة على كل ما تمثله سفارة دولة وحكومة إسرائيل من سلوكيات عنصرية وتمييزية".

وذكرت "مجددًا نجد أنفسنا في موقف لا يمككنا فيه إلّا المقاطعة، هذا ما يحتّمه التزامنا السياسي الذي جعل من مزاج ما هي عليه، ولهذا نعلن وبكل فخر مقاطعتنا للمشاركة في مهرجان بوب كولتور".

موقف الرسّام "هالو سايكلپو" لم يكن مغايراً، فقد أعلن انسحابه من المهرجان احتجاجًا على رعايته من قبل سفارة الاحتلال. وقال إنّه عندما وافق على المشاركة قبل أشهر، لم تكن الجهات الراعية قد اختيرت، موجّهًا شكره لزملائه الفنانين الذين لفتوا انتباهه للموضوع.

 

حركات مقاطعة إسرائيل في العالم تدعم "الانسحاب"

من جانبها أشادت حركة مقاطعة إسرائيل الساعية دوماً لفرض العقوبات عليها وسحب استثماراتها، بالانسحابات، رغم تعمّد تأخير ذكر مشاركة السفارة الإسرائيلية في الصفحة الرسمية للمهرجان.

واعتبرت أنّ ذلك يُضاف لسلسلة النجاحات التي حققتها الحركة في مقاطعة إسرائيل، داعية بقية المشاركين والمشاركات إلى الانسحاب من المهرجان.

وكانت  «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» ــ لبنان»، قد أعلنت انسحاب «مزاج راب» السورية، وفرقة «إسلام شيبسي» (الصورة) من مهرجان Pop-Kultur الفنيّ في برلين، الذي ترعاه سفارة العدو الإسرائيلي.

ولفتت الحملة آن ذاك، إلى أنّها لا تزال تنتظر انسحاب الفنانة التونسية آمال مثلوثي، وAcid Arab، وHello Psychaleppo من الحدث الذي سيجري في العاصمة الألمانية بين 23 و25 آب (أغسطس) الحالي، قبل أن يستجيب معظم من تم دعوتهم.

وكانت Islam Chipsy قد أصدرت بياناً أعلنت فيه انسحابها، مشددة على أنّها لم تكن على علم بالرعاية الإسرائيلية، موضحةً أنّها من خلال أعمالها الموسيقية «نسعى إلى مقاومة العنف والاضطهاد والتمييز من أي نوع تجاة الآخر على أي مكان في الأرض».