رويدا عامر - النجاح الإخباري -   أطلقت عنان تفكيرها الريادي، واستطاعت تخطي عتبة البطالة، من خلال فكرة ابداعية تحل العديد من المشاكل وبإمكان العالم الاستفادة منها، أمل أبو معيلق نموذج للفتاة الريادية تبلغ من العمر (25 عاما) تخرجت من جامعة الأزهر بتخصص "ميكاترونكس"، حيث استطاعت تصنيع عربة كهربائية تساعد ذوي الاعاقة على تسلق الدرج في ساعات انقطاع التيار الكهربائي وغيرها، وتحتوي على بطاريات وماتورات كهربائية.

كان لـ"النجاح الاخباري" حديث مع أمل لتوضيح مراحل التخطيط والتنفيذ لهذه العربة قائلة: "البداية كانت مع مرحلة البحث عن كل ما توصل له العالم، ومن ثم التحقق من مقاسات السلالم باختلاف أنواعها في غزة، وثم مرحلة الرسم المبدئي، يتبعها مرحلة التصميم الميكانيكي والكهربائي، وبالنهاية مرحلة التصنيع.

ويتكون فريق العمل للمشروع من اربعة مهندسين معماريين وهم محمد اليازوري ومحمد مسلم وغادة المنسي بالإضافة الى امل معيلق.

أما عن وصول أبو معيلق للسوق تقول لـ"النجاح الاخباري": "لم تصل العربة الى السوق حاليا، بل نحن في مرحلة التصميم وعند اتمام تصنيعها بشكل نهائي سوف تكون متواجدة بالسوق بكل تأكيد".

كان لأمل أبو معيلق وجود لافت في المشاركات اليابانية حيث تمكنت من المشاركة في مسابقة التحدي الياباني الغزي للإبداع، وفازت في المسابقة عن مشاركتها بالعربة التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة.

هذا وقد استطاعت أن تنال على فرصة لزيارة اليابان مدة اسبوعين فقط، حيث كانت زيارة حافلة جداً بالإبداع ومشاهدة التطور والانجاز، ذكرت أبو معيلق لـ"النجاح الاخباري" أهم النشاطات التي قامت بها في اليابان قائلة: "زيارتي استمرت١٢ يوما، كانت البداية بالتدريب في ادارة الاعمال،  ومن ثم عروض تقديمية في جامعات وأماكن مختلفة، وزيارات ميدانية لمصانع يابانية، والاهم من ذلك هو تكوين علاقات مع شركات مرشدة في تطوير المنتج الخاص بي".

وتضيف قائلة: "الحياة في اليابان متطورة بشكل كبير وذلك لتوفر الامكانات والعقول والمثابرة بالعمل والاخلاص فيه، بالإضافة إلى الإهتمام بأدق التفاصيل لإنجاز أي مهمة".

كما وتعتبر أمل الفتاة التي كسرت حاجز البطالة وتخطت مصاعب الظروف الاقتصادية في غزة، وعن طريقة تفكيرها في هذا الجانب تقول: "هذا الأمر جاء من منطلق التفكير خارج الصندوق وخارج اطار المصاعب التي تواجه غزة، بالإضافة الى أن التفكير في كيف ستكون الحياة في غزة أفضل وأين دور كل فرد في تطويرها؟".

حيث تعتبر أمل ابو معيلق احدى أعضاء مجموعة سيدات الأعمال في غزة ونال مشروعها على جائزة اكسبوتك، ولا تزال متواصلة في العمل على اتمام المشروع بشكله النهائي من أجل اخراجه للنور.

ويشار إلى أن المجتمع الغزي تحكمه العادات والتقاليد التي قد تكون خانقة على الفتيات، ومن الممكن قتل الابداع اذا كان هناك استسلام للواقع المفروض، اما أمل اعتبرت ان العمل الريادي للمرأة له وجود، ولا يوجد قيود تعيق أي فتاة لتحقيق طموحها".

وأضافت أن رحلة اليابان منحتها الإصرار على تحدي كل الصعوبات لتغير الواقع، والأمل بأن جميع احلامها ستتحقق.

وتضيف قائلة "رسالتي لكل شخص هي المثابرة ورسم خطة لحياته بوضوح ومصداقية".

هكذا تكون أمل نموذجاً للفتاة الطموحة التي تكسر الحواجز بقوتها واصرارها على الوصول، لا بد أن يمر الشخص بعقبات كثيرة خلال العمل على فكرة، ولكن يجب أن يتحلى بالصبر والاصرار من أجل تحويل الفكرة الى شيء حقيقي ملموس على أرض الواقع، وهذا ما فعلته أمل أبو معيلق مع فريق العمل، ولا تزال تواجه الصعوبات وتتحدى الأزمات من أجل اتمام العربة بشكلها النهائي واستخدامها من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة.