لميس أبو صالح - النجاح الإخباري - تصيبك الحاسة السادسة، وتستشعر من بُعد بأنها مصفوفة على رفوف عديدة متألقة بألوانها الزاهية، فتقف حائرا أمام أصناف وأشكال تثير الإغراء فماذا ستختار؟ وتلامس يدك ذلك النوع الممزوج بالحليب، ثم ثنائي البسكويت والكرمل وتنتقل إلى المحشو بالمكسرات، وصنف جديد لم تذقه من قبل ذو غلاف بنفسجي اللون فتختارها كلها لأن الجمع بينها حلال، والجميل أنك ترى الطفل الصغير يشد يد أمه فتسير قدماه من دون وعي نحوها، لكن الأجمل سماع صوت ورقتها ليرتقي عطر كاكاوها داخل أنفاسك، وترتمي بعض أطرافها على ملابسك لتغمر لسانك بحنانها وتبرمج مزاجك بالسرور، فسرعان ما تذوب وتعلق في فمك فتذهبك بجوانحها إلى كوكب آخر مرسوم كما تحب، لذلك مكنوناتك وأحاسيسك تعود وتطلب قطعة شوكولاتة جديدة.

وقالت محاضرة علم النفس في جامعة النجاح عدوية السوالمة: "ننصح الأشخاص المصابين بحالات نفسية مختلفة بتناول بعض المأكولات التي تؤثر فسيولوجيا على الإنسان، ومنها الشوكولاتة التي تؤثر على النواقل العصبية، فالسيروتينين كمضادات للاكتئاب تعمل على رفع مادة هرمون السعادة في الدماغ، حيث أنها تعدل الحالة المزاجية للإنسان.

وأوضحت أخصائية التغذية سهير حسين أن الشوكولاتة من أكثر الحلويات المحببة والمرغوبة، فهي مصنوعة من بذور شجرة الكاكاو، وواحدة من أفضل مصادر مضادات الأكسدة، فبعض الدراسات العلمية تشير إلى أن تناول قطعة شوكولاتة بوزن 30 غم مرتين إسبوعيا لا تضر بل لها فوائد، لا سيما أن الشوكولاتة دخلت الموضة، وتصاميم الأزياء والاكسوارات في نيويورك.

وأضافت أن الشوكولاتة الداكنة هي أفضل أنواع الشوكولاتة وأكثرها فائدة لصحة الإنسان، بحيث تتميّز الشوكولاتة الداكنة باحتوائها على 70% من الكاكاو على الأقل، وكلما ارتفعت نسبة الكاكاو في الشوكولاتة، ازدادت قيمتها الغذائية فوجد باحثون ألمان أن تناول القليل من الشوكولاتة الداكنة يوميا يزيد من تدفق الدم فيقلل ضيق الشرايين وتصلبها لدى المدخنين، وأيضا تقي من أعراض الزهايمر للمسنين.

وأشارت حسين إلى أنه في فصل الشتاء يقل تعرض الجسم لأشعة الشمس، بالتالي ينخفض تركيز مركب "السرتونين" في الدماغ، مما يسبب الاكتئاب والمزاج السيء للكثير من الناس، لذلك ينصح بتناول الشوكولاتة لاحتوائها على مواد تفرز هرمون السيروتينين "هرمون السعادة" في الدم فتحسن المزاج وترفع المشاعر الإيجابية لدى الإنسان والشعور بالتفاؤل، فالشوكولاتة تشعرك بالسعادة خاصة اذا تناولتها بشغف.

ونوهت حسين إلى أن الشوكولاته اقتحمت مجال التجميل، حيث تحافظ على البشرة وتعالجها باستخدام أقنعة تحتوي على الشوكولاتة، فتساعد على تجديد الخلايا وتحد من التجاعيد، لما لحبيبات الكاكاو دور في التخلص من التجاعيد.

من جانب أخر، أكدت حسين على أنه بالرغم من محاسن المعشوقة السمراء على الجسم إلا أن تناولها بكميات غير مضبوطة تقود لنتائج عكسية على الوجه بظهور حب الشباب لاحتوائها على دهون، كما أن تناولها أثناء الدراسة أو قبل أداء الامتحان يرفع السكر في الجسم، فيشعر الجسم بالطاقة سرعان ما يهبط بعد نصف ساعة من تناولها بالتالي تصيب الجسم بالكسل والنعاس.

في السياق نفسه، حذرت حسين من تناول الشوكولاتة البيضاء لارتفاع نسبة الدهون والسكر فيها، موضحة أن الإكثار منها يزيد الوزن ويستجلب الشعور بالتعاسة.

وقال صاحب متجر كاندي سويت: "هناك إقبال من الناس على الشوكولاتة خاصة الأجنبية والإيطالية، في فصل الصيف تحديدا، بسبب المناسبات السعيدة كالنجاح والتخرج والأعراس التي تقام خلاله، كما يكثر تهافت الناس عليها في الأعياد وعند إنجاب مولود جديد، فيعتبر الناس مشاركة الشوكولاتة في احتفالاتهم إضافة جميلة.

وعن تجربتها مع الشوكولاتة قالت الطالبة ملاك ابو عيشة: "أن الشوكلاته  شيء أساسي في حياتي، حيث أكلها يوميا، وفي اليوم الذي لا أتناول الشوكولاتة فيه أشعر يشيء ناقص"

وأضافت أنها تحب تجربة كل أنواعها وجديدها، وإذا دخلت الى أي دكان تكون على رأس ما تشتريه، لطعمها اللذيذ الساحرالذي يشعرها بالراحة النفسية والسعادة دوما.