نغم جاد الله - النجاح الإخباري - حكاية الثلاثة آلاف قطعة أثرية بدأت بجرة ماء من الفخار، جمعها الحاج اسحق الحروب من مدينة الخليل واحتفظ بها داخل أحد أسوار قريته لينقب عنها بعد سنين طويلة .. وينطلق في مشواره بالبحث والجمع  عن القطع التراثية والأدوات النادرة في كل قرى ومحافظات فلسطين ومخيمات اللجوء في الاردن وسوريا.
قال الحاج اسحق الحروب مؤرخ التراث الفلسطيني: قمت بكتابة وثائق حول كيفية آلية جمع كل قطعة ؛ قمت بالوصول إلى كل المناطق الفلسطينية من البحر إلى النهر وتوثيق قصص كل قطعة أجمعها من كل منطقة فوصل تتبع الأثر أن أذهب إلى الأردن وسوريا.
رحلة من البحث والاستكشاف أخذت أكثر من ستين عاماً من حياة الحاج الحروب ليحصل على قطع أثرية تحاكي الحياة الانسانية في فلسطين، متجاوزاً المشاكل والصعوبات لأي رحلةٍ وحلم جديد كالرفض العائلي لفكرته والمشاكل المادية ومنع البعض من اعطاءه بعض هذه القطع.

وأضاف الحروب؛قمت بجمع هذه القطع على مدار سنوات كثيرة وقمت بتخبئته والتأكد بعدم وصول أي شخص إلى القطع ومن ثم قمت بإخراج هذا الموروث الثقافي لأول مرة سنة 1990 عندما قمنا بعمل مهرجان الثقافة والاعلام بمدرسة المطران بالقدس. 
وللحفاظ على تاريخ كل قطعة تم جمعها قام الحروب بتوثيقها بكتاب خاص يحتوي على قصة وتفاصيل هذه القطع،  ليجمع كنزا لا يقدر بثمن ، واصفاً فيه مراحل وحياة الشعب الفلسطيني الاقتصادية الاجتماعية والعلمية 

ويختم الحاج الحروب حديثه بأنه كبر وترعرع وتعلم الزراعة والحصاد وتعلم في المدارس ثم اتجه إلى جمع الأثر والقطع الأثرية عبر مجهود شخصي فكان يؤمن قوت بحثه عبر صناعة بعض القطع الاثرية السياحية وبيعها في بئر السبع أيام العطل.
ذاكرةٌ رفضت النسيان وسعت جاهدة للحفاظ على ماضي الشعوب ونقلها لوقتنا الحاضر، لتستمر هذه الحكايا بالانتقال عبر الاجيال حمايةً لها من الطمس أو الاندثار.