رغيد طبسيه - النجاح الإخباري - مع انتشار فيروس كورونا في مناطق مختلفة من العالم وحصده المزيد من أرواح البشر كل يوم تزايدت المخاوف من وصوله إلى فلسطين، هذا البلد كان بيئة خصبة للكثير من الأوبئة على مدار التاريخ وفي هذا الفيديو نتعرف على أبرز الأوبئة التي ضربت البلاد بين القرنين السابع والسادس عشر ميلادية .

عام ألفين وثمانية اكتشف مجموعة من العلماء مدينة يقدر عمرها بتسعة آلاف عام كانت مغمورة تحت التراب على سواحل فلسطين وعثروا فيها على بقايا أم وطفلها ووجدوا أدلة على إصابتهم بمرض السُلّ ليكون هذا دليلاً على أن سكان هذه المنطقة هم أقدم من أصيب بوباء السل في ذلك الزمن الغابر 

أول طاعون حدث في فلسطين هو طاعون عمواس سنة ستمئة وثمانية وثلاثين للميلاد، وقد أدى إلى موت اكثر من 25 ألف نسمة وعلى رأسهم عدد كبير من الصحابة مثل أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وفي عهد الخليفة هارون الرشيد أصاب فلسطين طاعون آخر وصف بأنه جارف

 انقطعت الأوبئة عن فلسطين نحو أربعة قرون، ثم رجعت في القرن الثاني عشر سنة (586هـ =1190م)، لتصيب جيش المسلمين الذي جاء لفك الحصار عن عكا، وجيش الصليبيين المحاصر لها، ومات العديد منهم قبل أن تنتشر الأمراض في الرملة والقدس، بسبب شرب السكان من مياه الآبار الملوثة وتودي بحياة أعداد كبيرة 

النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي كان حقبة صعبة على الفلسطينيين، إذ فتك بهم خلالها ثلاثة أوبئة.
في سنة (749هـ=1348م) وقع وباء عظيم شمل كل العالم القديم، واستمر هذا الوباء إلى بداية سنة (750هـ=1349م)، وقد عرف هذا الوباء في أوروبا باسم الطاعون الأسود.
وقد أصاب هذا الوباء فلسطين كغيرها من البلدان، وكان أول ظهوره في مدينة غزة.
، ففي مدينة غزة وحدها مات في شهر واحد أكثر من10 آلاف نسمة، وأبيد سكان اللد والرملة والغور، وعكا وصفد، والقدس ونابلس فيما قال أحد المؤرخين إنه لم يبق في بلدة جنين، سوى عجوز واحدة 
 (رجب 790هـ/ يونيو 1388م) حدث طاعون في القدس وغزة والمناطق الساحلية، ولم تذكر المصادر حجم الخسائر في الأرواح.
سادساً: في سنة (795هـ/ 1393م) تفشى الطاعون في فلسطين، وقد استمر منتشراً إلى نهاية هذه السنة، وتركز تفشيه في فلسطين بمدينتي غزة والرملة

القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي يلاحظ أن هذا القرن هو قرن الطواعين في فلسطين بلا منازع، فقد فتك بالفلسطينيين خلاله أحد عشر طاعوناً، كما يلاحظ أن الطواعين قد تركزت في المدن الفلسطينية الجنوبية، وخصوصاً مدينة غزة التي نالها من الطواعين النصيب الأعلى. ويبدو أن ذلك يرجع إلى موقعها الجغرافي والتجاري، فهي البوابة التي تربط آسيا بأفريقيا، ويمر بها التجار والمسافرون بين القارتين

في (محرم 813 هـ/مايو-أيار1410م) تفشى الطاعون بفلسطين، وتركز في مدينة نابلس، وفي سنة (819هـ/ 1416م) انتشر الوباء في القدس وصفد، ولا تذكر المصادر مدى ما أحدثه فيها من فتك بالأرواح.
تاسعاً: في شهر (ربيع الأول 826هـ/إبريل1433م) كان يموت من غزة في كل يوم مائة إنسان وثلهم في الرملة، وفي القدس كان يموت يومياً ثلاثون شخصاً ووصل الوباء إلى الخليل
وفي سنة (830هـ= 1436م) انتشر الوباء في صفد، ولم تحدد المصادر مدى فتكه بالأرواح.
في شهر (شعبان832هـ = مايو1429م) " كثر الوباء بغزة والرملة والقدس وصفد وقال المؤرخون إنه هلك فيه خلائق لا يحصي عددها إلا الله.
في سنة (841هـ/ 1437م) تفشى طاعون عظيم في بلاد الشام ومصر والعراق، وغيرها من البلاد، وكانت غزة أكثر المدن الفلسطينية تعرضاً لفتكه بالأرواح إذ أحصي 12 ألف قتيل خلال شهر رمضان فقط
ثلاثة عشر: في سنة (864هـ/1459م) تفشى الطاعون في مصر والشام، وكان أشده في فلسطين حتى تجاوز عدد الموتى في اليوم سبعمائة
أربعة عشر: في سنة (873هـ/1468م)، تفشى الطاعون في مصر والشام، واستمر في بلاد الشام إلى بداية سنة (874هـ/1469م)، وكان أشده في فلسطين ما حدث في القدس
خمسة عشر: في سنة (881هـ/1476م) تفشى الطاعون في بلاد الشام ومصر واستمر هذا الطاعون إلى سنة (882هـ /1477م)، وكان أشده فتكاً في فلسطين
ستة عشر: في سنة (897هـ /1492م) تفشى الطاعون في فلسطين بالقدس والخليل وغزة والرملة وقد وصفه المؤرخ ابن العماد بقوله: إن ربع أهل الأرض ماتوا به". 
عدد الموتى في القدس يومياً ما يزيد عن 100 شخص، 
أما في مدينة الخليل فقتل 1400 نسمة. 
وفي مدينة الرملة مات ما لا يقل عن 9 آلاف نسمة 
سبعة عشر: في سنة (902هـ/1496م ) تفشى الطاعون في مدينة غزة، وبعدها امتد إلى مصر، ولم تحدد المصادر مدى تأثيره في مدينة غزة.

ثمانية عشر: في سنة (919هـ/1513م ) تفشى طاعون في بلاد الشام ومصر، واستمر هذا الطاعون في بلاد الشام إلى شهر (ذي الحجة/يناير1514م). وقد بدأ تفشيه في فلسطين في شهر ( جمادى الأولى/يوليو) وانتشر في غزة والرملة وبيت المقدس، ولا تقدم المصادر أية معلومات حول مدى فتكه بالأرواح في هذه المدن الفلسطينية.

 حفظ الله فلسطين وأهلها من الأمراض والأوبئة والطواعين إلى يوم الدين.