نابلس - ديانا زكريا - النجاح الإخباري - انتشر الطربوش في العالم العربي لاكثر من مئة عام، كعلامة تاريخية وتقليدية، وارتبط ارتداؤه بمظاهر الرجولة والابهة، ولم تخلو مفاهيمه من طابع الاهمية والدور التاريخي.

وتعود نشاة الطربوش في البلقان الى عهد الامبراطورية البيزنطية ثم انتقل الى الدولة العثمانية، ويسمى في اللغات الأوروبية كلمة FEZ  نسبة لمدينة فاس  المغربية، حيث كانت شعوب شمال افريقا ومصر وتركيا والشام اكثر من ارتداه.

وكلمة طربوش محرفة من الفارسية "سربوس" والتي تعني زينة راس الامير ثم حرفت الى شربوش فأصبحت شبه عمامة تلتف حول طاقية حمراء، ثم عربت الكلمة ثانية وصارت طربوش، وفي مرحلة ما اكتسب مكانة قومية باعتباره رمزا لمواجهة قبعة الاوروبيين واصبح ارتداؤه ردة فعل على بعض المحاولات بأدخال القبعة الاوروبية باعتبارها لباس المستعمرين.

وقد امتلئت خزائن وجهاء القوم بالطرابيش قديما، وكان مفخرة لهم، وقيل في بعض المناطق ان المسؤولين ما لم يرتدوا الطربوش لا يمكن ان يكونوا على مستوى من المسؤولية والجدية في اتخاذ القرارات، كما وكانت بعض المقاهي تمنع دخول الشاب مالم يعتمر رأسه الطربوش.

وتستتغرق صناعة الطربوش نصف ساعة، ويصنع من الخام الخاص ويسمى "جوخ" ويوضع معه القش كعازل للرطوبة ولاكسابه المتانة وقد يصنع بدونه، ويختلف شكله من بلد لاخر، وكانت بعض العائلات تصمم شكلا خاصا بها، حاليا لا نكاد نرى الطربوش الا على بعض الشيوخ والعلماء و يعود لهم الفضل بعدم انقراضه نهائيا.