نابلس - خاص - النجاح الإخباري - هبت الجماهير الفلسطينية من كل بقاع المدن المحتلة، اليوم الأربعاء، الأول من يوليو/تموز من العام 2020، والذي اقرته حكومة الاحتلال الاسرائيلية ليكون موعدا لضم وسرقة ونهب أراضي المواطنين في الضفة الغربية والأغوار والقدس، من أجل التعبير عن قرارها برفض الضم وتوصيل رسائل للاحتلال الاسرائيلي والادارة الأميركية أن مشروع الضم لن يمر كما عجزت صفقة القرن عن المرور، إلا على دماء هذا الشعب البطل الذي جسد أساطير الصمود والتضحيات في وجه الاحتلال، وتوازيا تحركت الدبلوماسية الفلسطينية، عبر المحافل والقنوات الدولية، لمنع مرور قرار الضم، ونجحت في ذلك وأفشلت مخططات الاحتلال، أيضا أحرار العالم لن يصمتوا، فقد سجلت بعض العواصم الاوروبية والعربية ومخيمات اللجوء في لبنان وسوريا، وقفات احتجاجية ضد الاحتلال، ومصادرة الاراضي ورفضا لصفقة القرن وخطط الضم.

الكاتب والمحلل السياسي، حسام عرار، أوضح أن الحراك الشعبي الذي قادته فلسطين خلال الأسابيع الماضية شكل لوبي ضاغط على الاحتلال والادارة الأميركية، لإجبارهم على التراجع عن خطة الضم، بل عمل الضغط الشعبي الإقليمي والعالمي على تفتيت صفقة القرن الذي فشل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تمريرها.

وأشار في تحليل لـ"النجاح الإخباري" إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية كان لها دور مميز، موضحا أن التظاهرات التي خرجت في عدد من عواصم العالم تنديدا بمخططات الضم ودعما للشعب الفلسطيني، بالرغم من عودة انتشار وتفشي جائحة كورونا، كان لها أثرا واضحا على سياسة حكومة الاحتلال الاسرائيلية، والادارة الأميركية، وأوضح أن قرار التأجيل لم يكن وليد اللحظة، بل كان قد اتخذ سابقا نتيجة الحراكات الدبلوماسية، والتهديد بالتحركات على جميع المستويات، وأن ما حدث اليوم أكد للعالم كله أن فلسطين ليس لوحدها في مواجهة أميركا واسرائيل بل كل أحرار العالم يقفون إلى جانبها.

ونبه إلى أن العالم يتطلع إلى فلسطين على أنها شعب يعيش تحت الاحتلال، ويجب أن ينتهي، وتنال استقلالها كأي دولة من دول العالم، وأن تنال حقوقها المشروعة، وفق قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي والقانون الدولي الانساني.

وتظاهر الآف اليونانيين، اليوم الأربعاء، أمام السفارة الإسرائيلية في أثينا، تنديدا بخطة الضم الإسرائيلية، وضد الاحتلال والاستيطان، وتأييدا لحرية وحقوق شعبنا الفلسطيني، بدعوة من منظمات جماهيرية تابعة للحزب الشيوعي اليوناني.

وطالب رئيس لجنة التضامن الدولي ستافروس ستاتوس، الحكومة اليونانية بتنفيذ قرار البرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفرض عقوبات على دولة الاحتلال، منددا بالسياسات الأميركية المعادية لحقوق شعوب العالم بما فيها شعوب المنطقة.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، د. ناصر اليافاوي أن النجاح الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني في التصدي لصفقة القرن وخطة الضم المنبثقة عنها، يجب أن يعتمد في مواجهة جميع القرارات الأميركية الاسرائيلية.

وأشار إلى أن السيل الجماهيري الكبير من كافة محافظات الوطن دق الرعب في نفوس الاحتلال، وبات رئيس حكومة الاحتلال وقادة الأحزاب الاسرائيلية متأكدين من أي خطوة جديدة تضر بالفلسطينيين سيقابلونها برد فعل جماهيري، قد تتطور إلى نقاط اشتباك مع الاحتلال.

وبين لـ"النجاح الاخباري" أن نتنياهو حاول التهرب من تنفيذ خطة الضم قبل أيام، بالرغم من ضغط داخلي تعرض له، إضافة إلى ضغط السفير الأميركي "ديفيد فريدمان" الذي كان مصرا على أن تنفذ حكومة الاحتلال خطة الضم، رغم فشل التوافق بينهم وبين الوفد الأميركي الذي زار دولة الاحتلال قبل أيام.

وشدد على أن التمسك بالحقوق المشروعة والتوافق على القرارات يجب أن يترجم إلى مصالحة وطنية بين جميع الفصائل الفلسطينية، والعمل ضمن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، الذي أثبت للجميع أنه يستطيع المواجهة، ويستطيع أن يقول لا لأميركا واسرائيل عندما يشعر أن الأمر يقترب من مس حقوق الشعب الفلسطيني.

وأطلق نشطاء فلسطينيون على منصات التواصل الاجتماعي، حملة الكترونية واسعة رفضا لمخطط الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ونشر وغرّد مسؤولون ونشطاء تحت وسم #لا_للضم، معبّرين عن رفضهم لنوايا الاحتلال ومخططاته بالضم، وسط تفاعل واسع من نشطاء عرب ودوليين.

وأعرب الناشط المجتمعي التونسي، مهند العلام عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة صفقة القرن ومشاريع ومخططات الضم الاسرائيلي، وندد ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من دعم لمشاريع الاستيطان وسلب الاراضي الفلسطينية، ومصادرتها لصالح الاستيطان.

وقال لـ"النجاح الاخباري"، أن تونس عاشت تجربة التدخلات في شؤونها الداخلية، ولازلنا نعاني منها، لذلك نرفض أي تدخل في القرار الفلسطيني المستقل، بل كتونسيين حكومة وشعبا، نؤكد على دعمنا المتواصل لفلسطين وقضيتها العادلة، كما نؤكد على دعمنا لمشروع النضال الوطني والذي احتضنته تونس في حقبة من الزمن.

ونبَّه إلى أن الشعب التونسي يرفض كل قرارات الاحتلال والقرارات الأميركية بحق فلسطين، بل يؤكد على دعمه لها حتى تنال استقلالها، والحصول على حقوقها المشروعة.

وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الوزير حسين الشيخ في تغريدة له أتبعها بوسم #لا_للضم: "ردا على نتنياهو نقول ضمُّ شبر واحد من أرضنا يعني أن التسوية السياسية ماتت تحت جنازير دبابات الضم، ونتحداه أن يجد فلسطينيا واحدا يفاوضه بعد ذلك، وسيبقى قوة احتلال مرفوضة بالإجماع الفلسطيني والإقليمي والدولي"، فيما غردت منظمة العفو الدولية عبر صفحتها على "تويتر": "يجب على السلطات الإسرائيلية أن تتخلى فورا عن خططها لـ"ضم" مزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي ينتهك القوانين الدولية، ويزيد من تفاقم عقود من الانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين".