غزة - تغريد العمور - النجاح الإخباري - حينما تمتلك الإرادة تستطيع أن تحول ضيق الحال وقلة الفرص لمنحة، هذا ما قامت به ذات الأربعة وعشرين عاما الشابة الفلسطينية فاطمة الزطمة التي قررت أن تكسر قيد البطالة من خلال إطلاقها لمشروعها الايس كريم الرول، وهو لأول من نوعه على مستوى قطاع غزة لتختار له اسم  it's me  ليكن سمة تعريفية عنها وعن قوة شخصيتها.

فاطمة تبدأ رحلة مقارعتها لمصاعب الحياة  مع ساعات الصباح الأولى من خلال تحضيرها لمزيج الفانيلا والشيكولاتة السائلة منزليا من أجل أن تقدم نكهة قوية وصحية، وصولا لمنتج مميز للراغبين بشراءه، وأثناء ساعات عملها الدؤوبة في التحضير  يساندها في ذلك والديها رغم معاناة المرض لكليهما إلا أنهما يمثلان ركيزة الدعم والتشجيع لابنتيهما من أجل تنمية هذا المشروع بتحدي واصرار.

الزطمة حولت دراستها في ريادة الأعمال لبذرة طموحها في التطور وعدم نسخ نجاحات الآخرين  فعملها الحالي بني على فكرة بسيطة لكن فاطمة أضافت نكهتها الخاصة له، من خلال اخلاصها وتفانيها في تسلسل خطوات صنع و تقديم الايس كريم الرول، فبعد أن تعبيء نكهتي الشيكولاتة والفانيليا في عبوات بلاستيكية تتجه مشيا على الأقدام وهي تحملها نحو بائع الفاكهة لتنتقي بحب انواع عدة من فاكهة الصيف لتقدم الايس كريم بنكهة طازجة والوان طبيعية .

 

ومع وقت العصر تصل فاطمة لمحل صغير في الحجم، وما أن تبدأ بفتحه بابه الحديدي حتى يبدأ محبي الايس كريم الرول وتحديدا من الصغار بالالتفاف حول طاولتها المربعة ذات الصاجة الحديدة المستديرة للاعلان عن نية الشراء، لتبدا مشوارها فاطمة بتلبية رغباتهم بين ارتداء القفازات اولا ثم غسل الفاكهة وانتقاء انواع الشيكولاتة حسب متطلباتهم ثانيا، وصولا لتقطيع الفاكهة وخلطها بالنكهة السائلة مع التقليب المستمر لدقائق متواصلة، ممزوجة بالعمل المتقن والخفة التي تشد العين وتزيد من لهفة التذوق والتجربة.

بات وجود فاطمة انام محلها مشهدا يوميا أصبح بالمعتاد بعد أن فرضت الزطمة نفسها بقوة في مجال صناعة الايس كريم المحصورة سابقا بين الرجال، لتصبح الزطمة وهي في مقتبل عمرها صاحبة بصمة في وجودها الاول من نوعه وقدرتها على التعامل  مع فئات الشعب الفلسطيني، بل حظيت ايضا بالمؤازرة والدعم من خلال مبادرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بها وبمشروعها والحث على الإقبال على الشراء منها ليصبح مردودها اليومي امان لها ولعائلتها  المكونة من خمسة أفراد، وايضا لتبقى متمسكة  بتحقيق حلم  امتلاك مكانها  الخاص بصناعة الأيس كريم، لتوفير احتياجاتها الخاصة ومصاريفها المستقبلية الجامعية

فاطمة الزطمة هي قصة من 6 قصص إرادة وتحدي للواقع لسيدات توفرت لهن الفرصة والإمكانية بعد أن تقدمن بأفكار مشاريع اقتصادية لمركز الأبحاث والاستشارات القانونية، ليحظين بالموافقة والتدريب المكثف والتمويل وصولا للتمكين الاقتصادي عبر مشاريع صغيرة وامتلاك ادوات تمكنهن من إدارة مشاريعهن وصنع التغيير لهن ولعائلاتهن ولاقرانهن.