نابلس - اياد عبادلة - النجاح الإخباري - أكد رئيس قسم الصحة العامة، والوبائيات في جامعة النجاح، د. عبدالسلام الخياط، أن معامل انتشار المرض، " Basic reproduction number"، هو بمثابة متوسط عدد الأشخاص الذين يتعرضون للعدوى من شخص مصاب بالفيروس أو الوباء.

وأوضح في تصريح خاص لـ"النجاح الاخباري" أن انتشار العدوى يعتمد على ثلاثة عوامل أساسية، أبرزها، يكمن في حجم الكثافة السكانية، مشيرًا إلى أن ذلك أثار قلقنا من انتشاره في قطاع غزة الذي يتميز بكثافة سكانية كبيرة.

وأشار إلى أن العامل الثاني يكمن في معدل وقت الانتشار وفترة حضانة جسم المصاب للفيروس، فيما يتمثل العامل الثالث في الفيروس ذاته.

وبين أن الدراسات الأولية التي اعدت حول فيروس كورونا "كوفيد-19" في الصين وبعض الدول، كشفت أن كل شخص مصاب يعدي ما بين (2-4) أشخاص، مما يفيد أنه معدل الانتشار إذا كان أقل من (1) لا يعطي أهمية كبيرة، وأضاف، "لكن اذا زاد عن (1) تبدأ مرحلة الانتشار وفي حال ارتفع العدد إلى (2) يكون قد وصل مرحلة التفشي، وبذلك يتطلب مراحل العزل الكلي "مناعة القطيع".

وتعد مناعة القطيع أو مناعة المجتمع، شكلٌ من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسبُ نسبةٌ كبيرةٌ من المجتمع مناعةً لعدوًى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يُوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض.

وشدد على أن مناعة القطيع يتم العمل بها إذا كانت نسبة التفشي والانتشار أوسع للفيروس.

ونبه إلى أن المصادر الرسمية لم تتحدث عن معلومات رسمية ودقيقة حول " Basic reproduction number"، حتى يتسنى للباحثين في علم الأوبئة تحديد الارقام الدقيقة لمعامل انتشار الفيروس.

وأشار إلى أن الملفت في انتشار العدوى في محافظات الضفة الغربية يختلف من مكان إلى آخر، موضحا أن محافظة نابلس سجلت أربع اصابات، بينهم ثلاثة أصيبوا بالعدوى من الخارج، فيما نقلت الرابعة لسيدة من زوجها، ففي نابلس يعد أقل من (1)، بينما في القدس كان معامل انتشار الوباء أعلى من (2)، أما في محافظة الخليل سجل قرابة (1.2) الأمر الذي اعتبره نذير سيء، وتابع، أن أكبر مصدر للعدوى في محافظات الضفة هم العمال داخل الأراضي المحتلة، لكنه بين أن مع حجم الوقاية والسيطرة على المحافظات سيكون الأمر أفضل".

وأوضح أن منحنى الاصابات يتناسب طرديا مع زيادة عدد الفحوصات، مما يشير إلى أن هناك مصابين يحملون العدوى، ولكنهم لم يتم فحصهم، بمعنى أن كلما زاد عدد الفحوصات ازدادت نسب الاصابات.

وتمنى د. الخياط أن يتم نشر معلومات دقيقة حول الوباء كي يستطيع علماء الأوبئة والمختصون اجراء دراسات بحسابات دقيقة بالارقام، تساعد في كيفية التصدي له بشكل أفضل.

بدوره، كشف أخصائي علم الأوبئة، د. حمزة الزبدي، أن فيروس "كوفيد-19" يعدي في الدورة الواحدة ما بين شخصين إلى 3 أشخاص أو بمعادلة حسابية أدق (2،2) في الوضع الطبيعي إلى (3،5) في حال انتشار العدوى، موضحًا أن الرقم (3،5) يعتبر في حالة تفشي العدوى في المجتمع.

وأوضح في تصريح خاص لموقع "النجاح الاخباري" أن فلسطين لم تدخل مرحلة تفشي الفيروس "كوفيد-19" في المجتمع، بفضل الجهود التي بذلت من وزارة الصحة والمؤسسات ذات العلاقة التي تصدت لانتشار الفيروش وفق اجراءات السلامة التي تم اتباعها من فرض العزل والتباعد الاجتماعي، واغلاق المدن، وحظر التنقل، وعزل البؤر التي ظهر فيها الفيروس وسجل اصابات.

ووفق احصاء أسبوعي، بين د. حمزة الزبدي، أن أعلى رقم لتفشي سجل في فلسطين، (1.2) فيما سجلت النسب الادنى في بعض الاسابيع إلى (1,02) مما يشير إلى أن فلسطين شهدت تراجعًا في نسب تفشي الفيروس.

وأوضح إلى أن معدل السيطرة على فيروس كورونا "كوفيد-19" يكون عند الرقم (1،00) واحد بمعنى أنه قد يتم السيطرة تماما على انتشار الفيروس.

وأكد د. الزبدي على ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي والحجر الصحي، والحفاظ على مستوى التباعد الاجتماعي وفق بروتوكول منظمة الصحة العالمية، والتواصل مع فرق الطب الوقائي حال شعر المريض بأي أعراض مثل ارتفاع في درجات الحرارة والسعال الجاف والارهاق.

وشدد على أن السيناريو الأسوأ هو أن يبقى معامل الانتشار مرتفع عند (1.2) دون أي تدخل وقائي وذلك يؤدي إلى تضاعف عدوى الحالات بشكل متوالي هندسي.

يذكر أنه في علم الأوبئة، يمكن اعتبار عدد التكاثر الأساسي (بالإنجليزية: Basic reproduction number)‏ (الذي يطلق عليه أحياناً نسبة التكاثر الأساسية، أو معدل التكاثر الأساسي "بشكل غير صحيح"، أو الدلالة R0، r) لعدوى ما على أنه عدد الحالات التي تنتجها حالة واحدة خلال فترة العدوى، بين مجموعة غير مصابة.