نابلس - النجاح الإخباري - فور الإعلان عن تشكيل صندوق "وقفة عز" من قبل المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، يوم الخميس الماضي، لمساعدة القطاعات المتضررة من حالة الطوارئ التي فرضت بسبب انتشار وباء فيروس كورونا، طالب اقتصاديون واعلاميون رئيس المجلس الدكتور طلال ناصر الدين، بضرورة اعتماد الشفافية واعتماد لائحة تطمئن المتبرعين أين ستذهب أموالهم لتشجيعهم على التبرع السخي، من مؤسسات ورجال أعمال في الداخل والخارج إضافة إلى الأفراد.

بداية غير موفقة !

الصحفي منير أبو رزق، كتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، معلقاً على التصريحات التي خرجت حول عمل الصندوق قائلاً:" بداية غير مطمئنة لصندوق "وقفة عز" لم ترتق إلى مستوى الشفافية المرجوة بعد تصريحات متضاربة تتعلق بالمهام والأولويات والأرقام. وأضاف :" على مجلس إدارة الصندوق المكون من ثلاثين رجل أعمال أن يكونوا القدوة ويبدأوا بأنفسهم.

وطالب أبو رزق، إطلالة يومية لرئيس الصندوق يتحدث خلالها للصحفيين وبالأرقام والأسماء عن كل ما يتعلق بحركة الصندوق ومباشرة بعد الإطلالة اليومية للناطق باسم الحكومة.

كما طالب بتخصص إيرادات الصندوق لدعم العائلات المستورة، وتلك التي فقدت مصدر رزقها بفعل إجراءات الوقاية، وكذلك دعم طلبة الجامعات الذين تقطعت بهم السبل خارج الوطن، متسائلاً:" لماذا يضع الصندوق وزارات حكومية كالأشغال ضمن أولويات الدعم؟. ولماذا لم يعلن حتى اللحظة عن رقم الحساب الموحد رغم مرور أربعة أيام على قرار إنشاء الصندوق؟، ولماذا لا يبادر الصندوق إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الناس من خلال صفحة خاصة على الفيسبوك؟

وشدد على ضرورة اعتماد أوسع رقابة شعبية ممكنة على حركة الصندوق لضمان نجاحه وكسب ثقة الناس والجهات المتبرعة معا، موضحاً أنه بدون هذه الرقابة لن ينجح الصندوق. متمنياً التوفيق للصندوق.

حكومة الصندوق ووثيقة معايير

في ذات السياق، أوضح الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم، أوضح أن نجاح الصندوق يعتمد على تأسيسه كمؤسسة كاملة تمثل الأطراف كافة ذات العلاقة، لحشد الموارد المالية على التبرعات وحض القطاع الفلسطيني سواء في الداخل او الخارج على التزامهم بالمسؤولية الاجتماعية ودفع الأموال للصندوق.

وقال عبد الكريم في حديث لـ "النجاح الاخباري"، :" لكي ينجح الصندوق بهذه الخطوة عليه، طمأنة المتبرعين بأن أموالهم ستذهب حيث يجب أن تذهب، من خلال اتباع الشفافية المطلقة واعداد وثيقة شاملة يطلعوا عليها الجمهور كافة ليطمئن لتبرعاته، وحوكمة الصندوق، مضيفاً أنه كلما زادت الشفافية سيتشجع الجميع من مؤسسات وأفراد على التبرع.

وتابع، أنه لابد من الإعلان عن فتح حساب بنكي خاص يعلن عنه للجمهور لاستقبال التبرعات أية كانت قيمتها. ومن ثم خلق التواصل بين الشركات والصندوق ، والتواصل بين الصندوق والافراد ورجال الأعمال.

وشدد على ضرورة أن يتكفل الصندوق بالالتزام بالإنفاق على الاحتياجات الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة على حدٍ سواء، والرعاية الاجتماعية، مؤكداً على ضرورة العدالة في التوزيع بغض النظر عن المنطقة الجغرافية حسب الحاجة.

ونصح الخبير الاقتصادي الصندوق بالابتعاد عن المعونات الطردية الاغاثية، والاعتماد على المساعدات النقدية.

رئيس الصندوق يوضح آلية العمل

أعلن رئيس صندوق وقفة عزة الدكتور طلال ناصر الدين، أن الصندوق سيعقد أول اجتماعاته يوم غدٍ الاثنين الساعة الثانية بعد الظهر، لمناقشة الترتيبات والتفاصيل حول توزيع عمل اللجان، ومن ثم الخروج بمؤتمر صحفي لإطلاع الجمهور على التفاصيل، والإعلان عن الحساب الموحد لجمع التبرعات من جميع القطاعات. موضحاً أن مؤسسات تبرعت حتى الأن بأكثر من عشرين مليون شيقل.

وأوضح، الدكتور ناصر الدين في حديث خاص لـ "النجاح الاخباري"، أن هيئة الصندوق تتكون من 32 رجل أعمال يمثلون مؤسسات القطاع الخاص، والغرف التجارية ورجال أعمال، وستنبثق عنه لجنة مالية من خمسة أشخاص برئاسة رئيس الصندوق، مخولة بحق الصرف من الصندوق ، بالإضافة إلى لجنة تتكون من مجلس الوزراء.

وعن الإعلان عن أسماء المتبرعين للصندوق أولاً بأول، أوضح الدكتور ناصر الدين، أن هذا الأمر سيترك للمتبرع نفسه، فإذا أراد ذكر اسمه سيتم ذكره، وإذا رفض سيتم إخفاؤه، موضحاً أنه سيجري الاتفاق على الحد الأدنى للمبلغ المتبرع به لإمكانية نشر الأسماء.

وطمأن رئيس صندوق "وقفة عز" عبر موقع النجاح الاخباري، المتبرعين بأن الصندوق سيعتمد على الشفافية التامة، في كيفية توزيع الأموال التي ستصل للصندوق، موضحاً أن جزء من هذه الأموال سيذهب لوزارة الصحة، وجزء لوزارة التنمية الاجتماعية لوجود قوائم جديدة لديها، لافتاً إلى أن الوزارة الأخيرة تدعي أن هناك 53 ألف أسرة جديدة من الضفة الغربية بحاجة لمعونات.

وبشأن العمال، أوضح أن هناك أولوية في صرف الأموال والأمر متوقف على الأموال التي سيتم جلبها من المتبرعين، مشيراً إلى أن هناك أولوية للعمال الذين يعملون في الضفة الغربية وتضرروا من حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا، من أصحاب محالات وعمال في الفنادق وغيرهم، وسيتم توزيع أموال نقدية عليهم، لافتاً إلى أن هناك ما يقارب من 100 ألف عامل في الضفة قد تضرروا بالإضافة إلى العائلات المعوزة، أما ما يتعلق بالعمال الذين يعملون داخل الاراضي المحتلة (إسرائيل)، فأوضاعهم الاقتصادية هي أفضل حالاً من العمال الذين يعملون بالمياومة في الضفة.

وبشأن وصول المساعدات لقطاع غزة، أوضح الدكتور ناصر الدين، أن غزة يصلها باستمرار ضمن موازنة الحكومة عبر وزارة التنمية الاجتماعية، وهذه الوزارة هي جزء أساسي من الوزارات التي سيتم التعامل معها من قبل الصندوق. موضحاً أن ما سيتم جمعه من الضفة الغربية سيتم توزيعه على المتضررين في الضفة، مع إمكانية النظر إلى فلسطيني الشتات بما يشمل طلبة الجامعات.

وشدد على أن الصندوق سينتهج نظام الحوكمة، بشفافية تامة، وستودع الأموال في حساب موحد، ولن يتم الصرف إلا من خلال اللجنة المالية المنبثقة عن الصندوق، وبالتواصل مع مكتب رئيس الوزراء والوزارات ذات الشأن.

وأشار إلى أنه سيتم الشروع في إنشاء موقع إلكتروني خاص بالصندوق، ليتم الإعلان فيه عن كل التفاصيل أولاً بأول، لضمان إطلاع الجمهور عليه.

ومع أهمية الصندوق في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه فلسطين، لابد من أخذ الآراء ذات العلاقة بعين الاعتبار لتعم الفائدة بشكل أكبر لتجاوز الأزمة.

الجدير ذكره، أن موقع النجاح الإخباري، أعد تقريراً حول ضرورة أن أن يساهم رجل الأعمال في مساندة الحكومة والشعب على تجاوز أزمة الطوارئ بسبب فيروس كورونا ظهر الخميس الماضي، وأعلن في نفس اليوم مساءً عن تشكيل صندوق. اضغط هنا