نابلس - النجاح الإخباري - شكل إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يوم أمس الثلاثاء، تفاصيل ما تسمى "صفقة القرن"،  محركا قويا للكل الفلسطيني للالتفاف حول موقف الرئيس محمود عباس لمواجهة تلك الصفقة المشؤومة، وهو ما تجلى بمشاركة حركتي فتح وحماس وقوات العاصفة وباقي الفصائل في الاجتماع الطارئ الذي دعا له الرئيس في مقر القيادة برام الله تزامنا مع إعلان ترامب.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، هاتف الرئيس عباس وطلب منه اجتماعاً عاجلاً في القاهرة، ليكون رد الرئيس:"  فليكن في غزة غداً، وسط تشديد الرئيس على ضرورة عدم الالتفات للصغائر لتحقيق الوحدة وهو ماينادي به الشارع منذ 13عاما، من الانقسام الذي أرهق الفلسطينيين، والرد على الصفقة بصفعات كما قال الرئيس.

حركتا فتح وحماس أكدتا على لسان الناطقين باسمهما، أن المصالحة باتت ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، بعد المشهد السوداوي الذي خيم على الشعب الفلسطيني يوم أمس بالتزامن مع طرح ترامب لصفقته المشؤومة، مشددين على أن مشهد الوحدة يوم امس خلال اجتماع القيادة يجب ان يستمر.

المتحدث باسم حركة فتح إياد نصر، أكد أن هذه الصفقة يجب أن تكون كفيلةً بطي صفحة  الانقسام، التي تستعدي موقفاً موحدة خلف الرئيس والقيادة، في ظل خطورة الوضع الذي تمر به القضية الفلسطينية، كما وان هذه الصفقة تعد امتداداً لوعد بلفور.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": توحدنا والتفافنا حول القيادة ضمان لانتصارنا واقامة دولتنا، بعاصمتها القدس، ومشهد وحدتنا يوم امس يجب ان يستمر ولا بد ان تكون الوحدة سلوكنا اليومي".

وتابع نصر:" المطلوب تفعيل واقتناص فرصة أمس من قبل الكل الفلسطيني، و الرئيس نبه دائما بضرورة الالتزام بموقف فلسطيني واحد، في وجه هذه الصفقة، التي تستهدف شعبنا، ويجب أن نوحد خطابنا وصوتنا، وكل الاشخاص الذي يتغذون على هذا الانقسام، يجب أن لا يسمع صوتهم، فنحن أما خطر خطير يجب يتوجب علينا أن نفعل كل لجان العمل لمواجهته".

وشدد نصر على أن اتصال هنية بالرئيس مبادرة إيجابية يجب أن تستغل، كما أن الرئيس أكد أنه لن يلتقي بأي دولة، عندما طلب هنية لقاءه، مؤكداً ان اللقاء سيكون بغزة، تأكيداً على وحدة الوطن والمصير والهدف، كما وأن القيادة أكدت أن وفداً من الفصائل سيتوجه لغزة خلال الاسبوع القادم.

وفيما يتعلق المطلوب فلسطينا لبناء استراتيجية تتصدى للاحتلال ومشاريعه التصفوية قال نصر:" المطلوب ليس فقط من فتح وحماس، فالتصدي لهذه المشاريع يجب أن يكون من الكل الوطني، وأي شخص يخرج عن الخطاب الوحدوي يجب أن يتم معاقبته، وكثيرون يراهنون على عدم استمرار مشهد الوحدة الفلسطينية.

من جهته قال الناطق باسم حازم قاسم:" حماس تقدر أن هذه الظروف والتحديات التي تمر بالقضية الفلسطينية، وبعد طرح ترامب "لصفقة القرن"، لا يمكن أن تواجه إلا بوحدة الشعب الفلسطيني".

وتابع في حديث لـ "النجاح الاخباري":  من هذا المنطلق جاء اتصال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بالرئيس محمود عباس،  لكي  نبدأ خطوات عملية بهذا الخصوص، وأن نفوت هذه الفرصة لتحقيق الوحدة الوطنية، ونحن في حماس لدينا المرونة والقرار لإتمام المصالحة وإنهاء الخلافات من أجل الهدف الاستراتيجي بمواجهة الاحتلال".

وأضاف قاسم:" هناك اتفاق وتوافق "امريكي- صهيوني" لتصفية حقوقنا، ولا يمكن أن نكون إلا موحدين بمواجهته على الصعد والمسارات كافة، ومن يستفيد من الانقسام هو الاحتلال وأن كان هناك أي أطراف فلسطينية تستفيد منه فهي شاذة ومعزولة ولا تأثير لها".

وشدد على ان الاستراتيجية الوطنية يجب أن تكون نتاج للقاء وطني،  على مستوى قيادي ليتم وضع النقاط على الحروف، مشيراً الى أن هذا اللقاء أصبح لازما أكثر من أي وقت سابق، من أجل التصدي للاحتلال ومخططاته.

المحلل السياسي جهاد حرب، شدد على أن الظرف الحالي يجب أن يقود الاطراف نحو الوحدة وخاصة  الميدانية، والتي تتمثل بمواجهة مع الاحتلال حيث لم يبقى شيء يختلف عليه الفلسطينيون بعد اعلان ترامب "صفقة القرن" التي اظهرت تساوقاً مع افكار اليمين المتطرف بإسرائيل.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": نأمل أن يترجم  حدث امس بين هنية والرئيس، بخطوات عملية تتمثل بالوحدة في ظل خطورة الوضع الذي تستشعر به الفصائل كافة".

وشدد حرب على ان المطلوب ارادة سياسية واضحة لإنهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقيات التي وقع عليها سابقا وتجاوز العقبات التي قد تعترض عملية التطبيق،  وعدم ايلاء اهمية للمصالح الخاصة التي قد تبرز من اطراف هنا او هناك".

وأشار حرب إلى أن راس الحربة بمواجهة الاحتلال وصفقة القرن، هو الشعب الفلسطيني، ولا بد من تعميق المقاومة الشعبية وتعزيزها، بالتزامن مع الوحدة الوطنية، والاجراءات اللازمة سياسيا وقانونياً ودولياً لملاحقة اسرائيل.

وعملاً بالمثل الشعبي القائل "رب ضارةٍ نافعة" فإن اعلان الصفقة المشؤومة قد تحقق هدفاً فلسطينياً استراتيجياً طال انتظاره وهو تحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، وهو ما تمثل اذا ما تحققت المصالحة أكبر صفعة للاحتلال الاسرائيلي ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.