نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - بحثاً عن حياة كريمة، يهاجر الغزيّون نحو أراضٍ أكثر أمانا واحتواءً، يحملون الطموح ثقلا على ظهورهم لعلهم يجدون ما يسد رمقهم ويسكت جوع عيالهم، أو على الأقل يعيد لحياتهم روحها التي سلبت بالحصار والحرب والدمار والانقسام والفقر!

يمهد لهم المهربون أو ما يطلق عليهم تجار البشر طريقا خشبية على وجه الماء، اولئك لا يرون الشاب المهاجر سوى 1500 يورو فوق قطعة خشبية غير آبهين بإنقلابها ليبتلعه البحر بلا عودة.

موجة من الهجرة غير النظامية بدأت مع بداية الحصار والانقسام وتفاقمت بعد عدوان عام 2014 بغرق سفينة متهالكة خرجت من مصر إلى إيطاليا لكنها أبداً لم تصل.

 الغزي وائل موسى وجه رسالة لغزة وشبابها يناشدهم بتغيير وجهتهم، وصون حياتهم كي لا يكون الموت حتميا عليهم.

وقف موسى على شاطئ أحلام أولئك الهاربين من كبد غزة لليونان أرض الأحلام والوهم الموعود، ليروي حكاية بؤس يعيشها المهاجرون من سخط الحياة وجورها لبحر لا أمان له يبتلع سفنا بحرية فكيف يحمل قوارب بدائية تلاطمها الأمواج قبيل الالتهام الأخير؟!

لم يمر 15 يوما من عام 2020 ابتلع البحر خلالها 39 جثة عثر عليها و27 لا زالت مفقودة في مقبرة البحر المتوسط، تركوا ابتساماتهم الجميلة واقتباساتهم المفعمة بالأمل معلقة على جدران صفحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صرخة خرجت من حنجرة تخنقها الغصة على غزة وأهلها.

واستنكر موسى تفضيل شهداء لقمة العيش لليونان على 198 دولة لجوء، لافتا إلى أن نسبة رفض طلبات الفلسطينيين المقدمة لإدارة اللجوء في بلجيكا بلغت 62% خلال عام 2019.

وأضاف أن تقريرا لأحد المجالس البلجيكية قال إن سكان غزة لا يعانون من اضطهاد ولا مبرر لمنحهم طلبات اللجوء في حين يهرع الشبان دون لغة ولا مؤهلات ولا حتى خطة أو رؤية، لاهثين وراء خيال يرسمه الطامعون.

وأوضح موسى أن أغلبهم لا يتعدى بعض كيلومترات في البحر ليعود جثة هامدة، أما سعيد الحظ الذي يعبر منهم لن يمكث الفرح في قلبه طويلا فسرعان ما يخطفه واقع مرير حين يرتطم  بطلب رفض نهائي ليجد نفسه نائما في حديقة عامة أو كنيسة أو بين المشردين من أبناء البلد.

وطالب موسى الغزيين بتغيير وجهتهم قائلا: "هناك الكثير من الفرص والبلاد التي تفتح أحضانها للطموح، هناك شبان فلسطينيون توجهوا لقارات غير أوربا، إلى غينا بيساو في إفريقيا لاستثمار 28 هكتار أي ما يعادل 280 دونما في زراعة الأفوكادو".

واستعرض  تجارب ناجحة لشبان توجهوا للاكوادور وفتحوا ثلاثة مطاعم، وشاب افتتح مصنعا لانتاج برابيش الكهرباء في السودان وهناك أندونيسيا وكمبوديا وغيرها الكثير .

وشدد على أن الهجرة بلا وجهة وعلى غير دراية مصيرها الموت.

وتشجع إسرائيل هجرة شباب غزة حيث كشف مصدر إسرائيلي أن 35000 فلسطيني غادروا قطاع غزة طواعية دون مساعدة إسرائيل، وقال عن البقية: "إنهم محتجزون كرهائن في غزة واليوم لا احد من الدول يثيره الوضع الانساني في القطاع".

 في السياق قال مسؤول حكومي إن إسرائيل مستعدة لتشجيع السكان على مغادرة قطاع غزة وحتى فتح أحد مطارات النقب لسفرهم، إذا ما استوعبتهم بعض الدول وكان هناك نقاش مع بعض الدول لاستقبالهم ولكنها رفضت وباءت المحادثات بالفشل.

أوروبا التي يموت على حدودها مئات كل عام ما عادت جنة المضطهدين على الأرض، مشهد قاتم لأحلام دُفنت في طريقها وأخرى قُدّر لها الحياة في الجنة الموعودة، وغيرها طردت من ذاك النعيم، لكن الحلم تحوّل إلى كابوس لأهل فقدوا فلذات أكبادهم وانطفأت أحلامهم أمام بريق ظهر لامعا في البعيد وسرعان ما خبا إما بالموت أو شظف العيش، ما يستدعي الجهات المسؤولة لتدارس الكارثة التي تخطف أرواح ابنائنا وتقصم ظهور ذويهم ووطنهم، فلا خير في وطن يواجه أبناؤه الموت أينما اتجهوا.

مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالحديث عن هجرة شباب غزة وسوء حظهم، رصد النجاح الإخباري ما يلي: