طولكرم - همسه التايه - النجاح الإخباري - يعاني مزارعو منطقة سهل علار شمال مدينة طولكرم من أزمة حقيقة جراء الفيضانات والسيول التي تتدفق في موسم الأمطار وتؤدي لغرق الأرض الزراعية، بسبب عدم وجود مجرى واضح لجريان المياه، بالإضافة إلى عدم وجود قنوات تصريف.

وتتفاقم المشكلة في فصل الشتاء، جراء منع الاحتلال طواقم بلدية علار من تنظيف قنوات وعبارات تصريف المياه القريبة والمحاذية لجدار الفصل العنصري، الأمر الذي أدى إلى إغلاق هذه القنوات بشكل كامل، وبالتالي تدفق مياه الأمطار تجاه الأراضي الزراعية وغمرها، وتكبد المزارعين خسائر جمة.

 وعن المعاناة التي يتكبَّدها المزارعون، أكَّد المزارع مأمون شديد (60) عامًا والذي يمتلك تسعة دونمات في منطقة السهل من الجهة الغربية، على أنَّه لا يستفيد من الزراعة في موسم الأمطار نتيجة غرق الأرض بالكامل بالمياه، خاصة وأنَّ الأرض منخفضة.

وقال: "الأضرار في فصل الشتاء كبيرة جدًا، والزراعة في هذا الفصل تكبّدنا خسائر هائلة، وبالتالي عدم الاسفادة من موسم الزراعة بسبب تجمع مياه الأمطار فيها".

وأشار المزارع شديد إلى أنَّ إغلاق عبارات وقنوات تصريف المياه في منطقة الجدار الاحتلالي، أدى إلى كارثة كبيرة بحق الأرض الزراعية والمزارعين، مطالبًا بضرورة التعاون من أجل الضغط على الجانب الآخر لتنظيفها وفتحها.

وأكَّد أنَّ العبارات والفتحات القريبة من الجدار ليست كافية لتصريف المياه.

وأشار إلى قيامه وبشكل شخصي بحفر الواد القريب من الأرض، وبناء جدار بجوار البيت البلاستيكي المقام داخل أرضه، لحماية الأرض الزراعية والمزروعات من السيول وتدفق المياه عند هطول الأمطار، خاصة مع بدء موسم الأمطار.

وناشد الوزارات المعنية والجهات المسؤولة كافة بضرورة تضافر الجهود والعمل بشكل عاجل لإيجاد حل جذري لمنع غرق السهل وإنهاء معاناة المزارعين التي تتفاقم في موسم الأمطار، وإنشاء قنوات لتصريف المياه.

من جهته، أكَّد المزارع غسان الخاروف (53) عامًا والذي يمتلك (60) دونمًا في منطقة السهل لـ "النجاح الإخباري"، أنَّه يعيش في تخوف دائم من موسم الأمطار، خاصة وأنَّ أرضه التي يزرعها بالورقيات تغرق كل عام بفعل تدفق المياه وتجمعها في الأرض.

وقال: "لا يوجد عبارات لتصريف المياه.. الأرض بتغرق، وما بنعرف ندخلها، وحجم الأضرار كبير، وللأسف بنخسر الموسم".

وأشار إلى الزيارات الميدانية العام الماضي، والتي قامت بها الوزارات المعنية، للإطلاع على حجم الكارثة التي يعيشها المزارعون في السهل وحصر الأضرار وإيجاد الحلول المناسبة. قائلاً:" يوجد تقصير واضح...ولم نسمع سوى وعود".

وطالب بضرورة  إنشاء عبارات وقنوات لتصريف مياه الأمطار.

بدوره، قال بدر خندقجي رئيس بلدية علار إنَّ سهل علار يعتبر السلة الغذائية لمنطقة الشعراوية بشكل خاص ولمدينة طولكرم بشكل عام. مشدّدًا على أنَّ موسم الأمطار يشكل كارثة بحق السهل والمزارعين بسبب المياه التي تتجمع وتغرق المنطقة.

وأشار إلى أنَّ المشاكل التي تواجهها منطقة السهل تكمن في عدم وجود مجرى واضح للواد، الأمر الذي يسبب فيضان المياه على الأرض الزراعية وبالتالي تكبد المزارعين خسائر مادية فادحة.

وأكد خندقجي على أنَّ الحل الجذري يكمن في إعادة تأهيل مجرى واد شيبان والذي يبلغ طوله حوالي (3ـ 3.30) كم ويقطع حوالي (16) حوضًا من أراضي بلدة علار.

وشدَّد على أنَّ إعادة تأهيل المجرى يعتبر من أهم المشاريع التي تحتاجها المنطقة لأنَّه سيساعد بشكل كبير في تقليل الخسائر الكبيرة التي يسببها تجمع المياه في السهل.

من جهته قال عامر شديد رئيس قسم العلاقات العامة في بلدية علار إنَّ البلدية جهزت المخططات اللازمة وجداول الكميات بشكل كامل لتقدمه للوزارة .

وأضاف:"هناك العديد من المراسلات لكن لغاية الآن لا شيء يذكر على أرض الواقع، رغم الجولات الميدانية للوزارات كافة، والتي رصدت الكوارث والأضرار والخسائر".

ووجه رسالة للوزارات المعنية، الزراعة، والأشغال، والحكم المحلي بضرورة النظر بعين الاهتمام لسهل علار وإعادة تأهيل المجرى بشكل عاجل.

جدير بالذكر أنَّ مساحة بلدة علار تبلغ حوالي (11.600) دونم، منها (5000) مساحة سهلية تم مصادرة (3000) دونم لصالح بناء جدار الفصل العنصري.