نابلس - النجاح الإخباري - لا يبدو ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يعيش افضل أيامه في الساحة السياسية، عقب تعثر المحادثات الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في دولة الاحتلال، بعد أن ألغى رئيس حزب أبيض أزرق،  بيني غانتس اجتماعه مع نتنياهو، يوم امس الثلاثاء.

مختصون بالشأن الاسرائيلي يؤكدون أن الصورة لا تزال ضبابية، فيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة، في حال فشل نتنياهو  بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرين الى أن منافسه بيني غانتس تعمد إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً يوم أمس، لكي تكون الأنظار موجهةً لجلسة الاستماع وقضايا الفساد الموجهة لنتنياهو.

المختص بالشأن الاسرائيلي، عصمت منصور أكد أن السيناريو الذي كان مستبعداً، بشكل كلي أصبح الأقرب للواقع وهو الذهاب لإنتخابات ثالثة.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري":  النتائج التي ستصدر عن جلسات الاستماع التي ستستمر لمدة (4) أيام، ستحدد مصير نتنياهو السياسي، وما يسعى له محاميه تخفيف التوصية بتوجيه لائحة اتهام، كما أن حزب ازرق ابيض، استغل هذا الأمر وقام غانتس بإلغاء الاجتماع، ليكون الاهتمام موجهاً لتهم الفساد الموجهة لنتنياهو، ولكي تطفو أخبارها على السطح".

وأضاف منصور:" إستغل غانتس وضع نتنياهو القانوني الصعب، وتعمد عدم اكمال المفاوضات لكي لا تكون بمثابة طوق نجاة لنتنياهو، ولكن هناك جلسات ستتم ما بين الليكود وازرق ابيض،للنظر بمسألة اعادة التكليف، لتشكيل الحكومة، ونتنياهو سيحاول ان يختصر الطريق من أجل الذهاب لانتخابات ثالثة، فإذا ما تم توجيه تهم فساد لنتنياهو اثناء الترشح لانتخابات ثالثة سيكون اثرها أقل ضرراً عليه، لأنه بفعلها سيجبر على ترك الحياة السياسية".

وأشار الى ان حزب ازرق ابيض سيبذل جهداً لتشكيل حكومة، فالبرغم من ان فرصه صعبة، وخياراته محدودة الا ان بامكانه اذا ما استغلها ان يشكل حكومة".

من جهته قال المختص بالشأن الاسرائيلي، حمد الله عفانة:" أن حزب أزرق أبيض، يرفض الدخول بحكومة وحدة مع نتنياهو في ظل الشروط التي تم وضعها من قبل الليكود، كما ان غانتس لا يريد أن يكون لقائه بنتنياهو متزامناً، مع جلسات التحقيق مع الاخير، فهو يريد ان تتركز الأضواء على نتنياهو وتهم الفساد الموجهة له".

وتابع في تصريح لـ"النجاح الاخباري":  من المقرر ان يعيد نتنياهو اليوم أو غداً،  التفويض لرئيس دولة الاحتلال، لأنه لن يتمكن من تشكيل حكومة، ولا يريد في الوقت نفسه ان يتهم باضاعة الوقت".

وأضاف عفانة:" لا احد بدولة الاحتلال يريد الذهاب لانتخابات ثالثة، خاصةً وان نتائجها لربما لن تختلف عن الحالية، كما وانها مكلفة جداً".

وحول السيناريوهات المتوقعة في ظل الوضع السياسي بدولة الاحتلال، قال عفانة:" هناك عدة سيناريوهات أولها ان  رئيس دولة الاحتلال سيكلف زعيم حزب ابيض ازرق بيني غانتس، بتشكيل حكومة وهو امر صعب لانه لا يملك (61) مقعداً، كما انه بحاجة لاقناع ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، وهذا ما لن يقبل به الأخير".

أما الخيار الاخر هو تنحي نتنياهو عن رئاسة الليكود  عندها من الممكن تتشكل حكومة وحدة دون نتنياهو ، وهذا السيناريو ضعيف، أما الخيار الأخير فهو اللجوء لانتخابات ثالثة.

وأدت الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في الـ ( 17 ) من سبتمبر أيلول الماضي،  وهي الثانية هذا العام إلى مأزق سياسي وإضعاف نتنياهو أكثر رئيس وزراء بقاءً في هذا  المنصب في تاريخ إسرائيل.

ولم يتمكن نتنياهو من تحقيق نصر انتخابي حاسم للمرة الثانية في غضون ستة أشهر، ويواجه لائحة اتهام وشيكة بشأن مزاعم فساد أنكرها جميعا.

واحتل حزبه الليكود  المركز الثاني بحصوله على 32 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 عضوا في حين حصل حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه غانتس على 33 مقعدا.