نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - لا تبشر زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، اليوم الأحد، إلى "تل أبيب" بالخير على مستوى تطبيع العلاقات واختراق جدار المقاطعة الأفريقية مع دولة الاحتلال التي باتت تملك الكثير من الأوراق للعبث في قلب القارة السمراء.

ثلاثية التوجهات

في هذا الإطار أكد أستاذ السياسة في جامعة النجاح الوطنية د.ابراهيم ابو جابر أن علاقة الاحتلال مع افريقيا ترتكز على استغلال التناقضات الدولية من اجل تحقيق مصالحها والتحرك في قلب القارة الإفريقية من هذا الباب.

وفسر أبو جابر في حديث لـ"النجاح الإخباري" يوم الأحد زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي لـ"تل أبيب" ضمن ثلاثة توجهات وأهداف،أولها: التطبيع الاسرائيلي الافريقي ،وما يشكله هذا الملف من تأثير عميق وارتدادات سلبية على حساب القضية الفلسطينية.

وثاني التوجهات والأهداف غير المعلنة يتعلق بأزمة سد النهضة المستمرة بين مصر وأثيوبيا، ودور"إسرائيل" في تغذية هذه الأزمة وتعميقها على حساب المصالح المصرية.

وأكد أبو جابر في هذا الصدد أن المستفيد الأكبر من أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا هي "اسرائيل" ذلك أنها تعمل على استغلال الأزمات من أجل توسيع نفوذها في مناطق أخرى حول العالم، بما في ذلك الدول الفقيرة من خلال استغلال حاجاتها من أجل التغلغل داخلها، وضمان أصواتها في المحافل الأممية والدولية، على حساب المصالح العربية والفلسطينية.

وفيما يتعلق بالتوجه الثالث،رجح أبو جابر أن يكون ملف المهاجرين الأثيوبيين وأزمة "الفلاشا" الأخيرة داخل دولة الاحتلال أحد ابرز الملفات المطروحة والساخنة على الطاولة في هذا التوقيت.

تغلغل مستمر 

 بدوره، حذر الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو رمان من "اندفاع اسرائيل" في تقوية علاقاتها مع القارة السمراء بهدف التغلغل فيها واستغلال مواردها الغنية تحت غطاء تقديم المساعدات التنموية للفقراء في هذه الدول، بينما يكون الهدف المخفي وراء ذلك استغلال حاجة تلك الدول وبالتالي سد الفراغ العربي في تلك المنطقة.

وفي العام 2013، وقعت دولة الاحتلال اتفاقًا مع إثيوبيا ينص على توزيع الكهرباء المنتجة من سد النهضة، ما يعني أن دعمها لبناء السد سيكون له نتائج مباشرة لإسرائيل، يتمثل أهمها في الحصول على جزء من الكهرباء.

" للأسف تجهل أثيوبيا أن المزاعم بحرص اسرائيل على مصالحها هي أداة خفية لتطبيع مرفوض افريقيا ويضر بالقضية الفلسطينية ويدعم الاحتلال في ممارساته الاستيطانية على الأرض" أضاف ابو رمان.

ورأى أبو رمان أن اثيوبيا هي "بوابة إلى القرن الإفريقي" بالنسبة لوجهة النظر الإسرائيلية وهو ما يفسر المساعدات الكبيرة  خصوصًا فيما يتعلق بدعم سد النهضة، على اعتبار أنه من مقومات الأمن القومي الإثيوبي، وأحد عناصر البنية التحتية الهامة.

وأشار أبو رمان الى أن حجم الصادرات "الإسرائيلية" إلى إثيوبيا في مختلف المجالات تضاعف بقرابة 30 مرة، خلال السنوات القليلة الماضية.

وبحسب البيانات الصادرة عن دولة الاحتلال، فإن قيمة صادرات السلاح الإسرائيلي إلى الدول الإفريقية بلغت عام 2014 قرابة 318 مليون دولار، بزيادة قدرها 40% عن صادرات عام 2013.

وتمكن الاحتلال من ترميم علاقاته بأفريقيا لاسيما في وسط وغرب القارة،وبات يقيم حالياً علاقات دبلوماسية كاملة مع أربعين دولة بالقارة.

وما زالت المؤسسات الأفريقية -كالاتحاد الأفريقي الذي يضم في عضويته 45 دولة- تقاطع الاحتلال الإسرائيلي، كما يقول كثير من المسؤولين والخبراء الأفارقة إن الخطاب العام في القارة ما زال إلى جانب حق الفلسطينيين في الحصول على حريتهم وسيادتهم على أرضهم.

وكان نتنياهو زار إثيوبيا عام 2016 في جولة طالت عددًا من الدول الافريقية.

وزار نتنياهو في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 كينيا، حيث عقد سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الدول الإفريقية.

وقبلها زار ليبيريا في يونيو / حزيران 2017، حيث شارك في لقاء للمنظمة الاقتصادية المشتركة لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

وفي يوليو / تموز 2016، زار نتنياهو أوغندا، حيث التقى رؤساء كل من أوغندا وكينيا وجنوب السودان وزامبيا ورواندا، ورئيسي وزراء إثيوبيا وتنزانيا.

وفي الشهر ذاته، تم إعلان استئناف علاقات "إسرائيل" مع غينيا بعد قطيعة استمرت 49 عاما.

وتتضمن العلاقات التي ينسجها نتنياهو مع الدول الإفريقية أنشطة عديدة منها: الروابط الاقتصادية والتجارية والثقافية والأكاديمية والتكنولوجية، إضافة إلى مشاريع زراعية مشتركة، ومساعدات طبية، وبرامج التكوين المهني، ومساعدات "إنسانية" في أوقات الحاجة بحسب مزاعم الاحتلال.