النجاح الإخباري - حذر محللون أردنيون من أن الخطة الأمريكية المثيرة للجدل والمعروفة باسم "صفقة القرن" يمكن أن تؤدي إلى زوال الأردن وتحوله إلى "دولة فلسطينية".

يشار إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت الخطة الأمريكية جملاً وتفصيلاً، وترفض كل الحلول المؤقتة التي تنتقص من الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشريف.

وعرض صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنير، في قمة البحرين الجزء الاقتصادي من الخطة والذي يشمل تقديم 50مليار دولار لفلسطين والأردن ومصر ،ولكن دون أي معالجة قضايا المطالب الرئيسية للجانب الفلسطيني مثل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ،وانهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وقاطعت القيادة الفلسطينية قمة البحرين بسبب محاولات ترامب فرض حلول سياسية وتجاهل قضية الاحتلال الأساسية، ومن المقرر أن يعود كوشنر إلى الشرق الأوسط في وقت لاحق من هذا الشهر لوضع خطته الاقتصادية على الطاولة من جديد ،وكان الفلسطينيون قيادةً وشعباً أعلنوا عن رفضهم لها وانتقدها الأردن.

وقال سفيان القضاة المتحدث باسم وزارة الخارجية الاردنية "لا يمكن أن يحل أي اقتراح اقتصادي محل حل سياسي ينهي الاحتلال."

وقال خالد الخريشة وهو أردني يبلغ من العمر 65 عاماً في تجمع حاشد الشهر الماضي خارج السفارة الأمريكية: "هذا سيعني نهاية القضية الفلسطينية، وسيقضي على الهوية الأردنية دفعة واحدة "سيكون الأردن الخاسر الأكبر بعد الفلسطينيين"

وقالت متظاهرة أخري إن الصفقة "تعني بيع الفلسطينيين وتشكل خطراً على الأردن".

وتعد المملكة الاردنية أكبر مستضيف للاجئين الفلسطينيين بعد حرب عام 1967، حيث أن أكثر من نصف مواطنيها من أصل فلسطيني.

الدولة الصحراوية إلى حد كبير لديها موارد قليلة وتعتمد بشكل كبير على المانحين الدوليين بما في ذلك 1 مليار دولار سنوياً من واشنطن وهناك أكثر من مليوني فلسطيني في الأردن هم لاجئون مسجلون لدى الأمم المتحدة.

وقالت عريب رنتاوي ،مديرة مركز القدس للدراسات السياسية ،في عمان :"الأردن قلق لأن الصفقة تتجاهل فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة، هذا سيعني أن استدامة الأمة الفلسطينية والتي ستكون مشروطة بأن تكون مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالأردن ،وأن ذلك سيفتح أبواب الجحيم للأردن وتحت الضغط  سيضطر الأردن إلى استقبال المزيد من الفلسطينيين ومنحهم في النهاية الجنسية الأردنية"، مضيفةً "هذا كابوس".

التحديات الاقتصادية

ومع معدل بطالة بلغ حوالي 18.5 في المائة فإن الأردن يُنظر إلى استقراره على أنه حيوي بالنسبة للشرق الأوسط المضطرب ،ولكنه اهتز بسبب الاحتجاجات الاقتصادية الواسعة النطاق العام الماضي في العاصمة الأردنية، بالإضافة إلى استضافة الملايين من الفلسطينيين، استقبلت البلاد تدفقًا كبيرًا من اللاجئين من سوريا والعراق اللتين تعانيان من النزاع مما عزز الضائقة المالية في الأردن.

وقال أحمد عوض ،رئيس مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية ،ومقره عمان: "إن فقدان حق العودة وتعويض للاجئين سيكون خطيرًا على الأردن والفلسطينيين".

وأشار إلى أن غالبية الأردنيين من أصل فلسطيني ،وأن عددًا كبيرًا من سكان الضفة الغربية هم مواطنون أردنيون.

وقال المحلل كيرك سويل ،من  Utica Risk Services "  ليس أمام الأردن خيار سوى رفض الخطة الأمريكية، ورفضها بالفعل بحزم لأن الصفقة ستحول الأردن إلى دولة فلسطينية".

واستبعد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مراراً قيام كونفدرالية مع الفلسطينيين أو تخلى عن الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس ووصفها بأنها "خطوط حمراء".