غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - حلقت بعيداً بين ثنايا رسوماتها ،لتنسى هماً سكن جسدها ،لا يقل عن همها الذي أثقل روحها ،وجعلها تتنقل بين الفينة والأخرى بين المستشفى والمنزل ، لتأخذ جرعات حارقة ،لتسكين ألمها، ولكنها تثير في جسدها مزيداً من الألم والوجع.

الفنانة تشكيلية، آية عبدالرحمن "31عاما" عرفها الغزيون والمتابعون لها من خلال رسوماتها التي تنقلت فيها بين ربوع الوطن وتراثه ، فأبدعت بلوحات جميلة لمن تابعها و رآها.

نبذة عن حياتها:

آية خريجة كلية الفنون الجميلة من جامعة الأقصى بغزّة، أصيبت بمرض السرطان ،بعد سنة واحدة من الزواج ، ولم يكن المرض إلا دافعاً نحو مواصلة الحياة بلوحاتٍ فنية مفعمة بالإرادة العزيمة، لتُشكل بذلك نموذجاً للمرأة الفلسطينية المثابرة والطموحة.

اقرأ أيضاً: وفاة الفنانة التشكيلية آية عبدالرحمن بعد صراع مع المرض

تدهورت حالتها في الأسابيع الأخيرة ما اضطرها لمغادرة القطاع بعد صعوبات بالسماح لها من قبل الاحتلال لاستكمال علاجها، قبل أن يعلن عن وفاتها بعد عمليتين أجرتهما مؤخرا، فنزل الخبر على قلوب محبينها ومتابعينها كالجمر ،فأصبحوا يرثونها على مواقع التواصل الاجتماعي،وسط تفاعل كبير عبر "توتير" و"فيسبوك"، فرثاها نشطاء التواصل الذين يعرفون أنها تحدّت مرض السرطان طوال (11 عامًا) بالإبداع في موهبتها بالرسم.

وضجت المواقع بصور للفنانة آية وهي ترقد على سرير المرض ، ويطلبون الرحمة لها ، واستعاد فنانون منها أو صحافيون كانوا على علاقة وثيقة بها ذكرياتهم معها، وبالتعليقات التي تظهر مدى محبتهم لها ومدى صلابتها في مقاومة السرطان.

"النجاح الاخباري" رصد بعض من ردود الأفعال من الصحفيين والمتابعين لآية بعد تلقيهم خبر وفاتها:

 

آية كان لديها حلم لم يفارقها طيلة سنوات مرضها ،فقد صرحت به خلال مقابلات صحفية سابقة وقالت إنّها "تعشق الرسم منذ نعومة أظافرها، مادفعَ والديها لتشجيعها وسقل موهبتها"، و بدأت مشوارها بتقليد رسومات الكرتون الموجودة على الدفاتر المدرسية.

وبيّنت أنّها كانت تستخدم العديد من الخامات في الرسم مثل: "النحت على الرخام، والرسم على الزجاج، والحرق على الخشب"، إلا أنّها اكتفت  باستخدام الفحم والألوان "الإكريليك" و"التوال" في رسم اللوحات الفنية.

وأشارت إلى أنّها شاركت لأول مرة في معرض "قباب القدس" الذي يُوثق قباب القدس الشريف، حيث عرضت خلاله "30" لوحة فنية يستمر عرضهم عبر مؤسسات مختصة بتلك اللوحات حتى يومنا هذا.

وعن أفكار لوحاتها قالت :"أستلهم أفكار لوحاتي من الواقع، فمثلاً عندما شاهدت معاناة الأطفال  المصابين بالسرطان خلال فترة علاجي، جسدت ذلك بلوحة فنية تتحدث عن أحلام طفلة  تبلع من العمر أربع سنوات، ولم ترى يوماً بدون مستشفى وتركز حلمها على أنّ يكون لها شعر وأن تلهو مع أطفال مثلها".

كيف لا وهي التي لم يوقفها المرض عن حلمها في الرسم ،واظهار موهبتها الجميلة للناس ،والتي سقلتها بالحصول على المزيد من الدورات التدريبية على يدي والدها "المهندس محمد عبد الرحمن" في الجامعة الإسلامية بمدينة غزّة، والتي تمحورت حول الفسيفساء والرسم والنحت على الرخام، حيث تمكنت من خلال هذه الدورات من رسم لوحات فنية رائعة، دمرّها انهيار مبنى "طيبة" بالجامعة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي.

آية التي سعت من خلال لوحاتها ورسوماتها لتوصيل رسائل عدة  منها" كفاح مرض السرطان، والغربة، ومعاناة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وأيضاً تسليط الضوء على التراث الفلسطيني"، غيبها مرض لعين في لحظة ما كانت ترنو عينها إلى تحقيق مزيد من الأحلام.

يذكر أن الفنانة التشكيلية تعتبر من الفتيات المتفوقات في مجال الفن التشكيلي، ونجحت في تنفيذ مشاريع لوحات فنية مختلفة تحاكي الكثير من السيناريوهات الإنسانية والدينية والوطنية.

"النجاح الاخباري" رصد مجموعة من رسومات ولوحات الفنانة الراحلة: