نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - انطلقت اليوم الثلاثاء في العاصمة البحرينية "المنامة" ورشة عمل أو ما تسمى بورشة البحرين، التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن التنمية الاقتصادية، والتي تأتي ضمن صفقة القرن التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

منذ أن تم الإعلان عن هذه الورشة الاقتصادية إلا أن القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، رفضتها رفضاً قاطعاً وعدم التعاطي معها، بل دعت الدول العربية والصديقة المدعوة لها مقاطعتها.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد "إننا ضد ما يجري في المنامة وضد صفقة العصر وسنبقى في أرضنا صامدين، ونحارب الإرهاب أينما كان"، مشدداً على أن الحل السياسي لقضية فلسطين هو الأهم.

وقال الرئيس أمس الاثنين، اثناء لقائه الصحافة الأجنبية في مقر الرئاسة برام الله: " "إن الأموال مهمة والاقتصاد مهم، لكن الحل السياسي أهم، وعندما يتم حل سياسي على أساس الشرعية الدولية ورؤية الدولتين، وقتها نقول مرحبا بكل من يريد أن يساعدنا"، معربا عن رفضه المطلق أن تحول أميركا القضية الفلسطينية من سياسية إلى اقتصادية".

اقرأ أيضاً: الرئيس: نحن ضد ما يجري بالمنامة وضد "صفقة العصر" وسنبقى في أرضنا

الجدير بالذكر أن ورشة البحرين التي تحمل عنوان "السلام من أجل الازدهار" وتنعقد لمدة يومين تهدف إلى جمع استثمارات بخمسين مليار دولار على مدى عشرة أعوام.

وتعد الورشة الشق الاقتصادي لصفقة القرن الأمريكية بقيادة جاريد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب، والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات.

رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، د.رامي الحمدالله أكد أن الفلسطينيين قيادة وشعبًا أكَّدوا رفضهم لصفقة القرن الهزيلة بكلّ مكوناتها وأركانها، مشدداً على أنَّنا مطالبون بتكريس وحدة الموقف وإنهاء الإنقسام.

وقال الحمدالله في منشور له على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": " صفقة القرن وأيّ صفقة تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ولا تلبي تطلعاته الوطنية لن تمر مهما عقدت المؤتمرات والورشات. ولن يقرر مصيرنا إلا الشعب الفلسطيني ممثلًا بمنظمة التحرير الفلسطينية".

اقرأ أيضاً: الحمد الله: مطالبون بتكريس وحدة الموقف وإنهاء الانقسام

من جهته، شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن السبيل الوحيد للسلام والازدهار يكمن في تجسيد سيادة الدولة الفلسطينية الحرة على أرضها، وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين وفقا للقرار الأممي 194.

وأوضح عريقات في تصريح له، اليوم الثلاثاء، أن تحقيق الحرية والعدالة يمرّ عبر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وليس من خلال الاعتراف بإجراءات الأمر الواقع غير القانونية التي يفرضها الاحتلال على الأرض بالقوة، مجدداً التأكيد على الموقف الرسمي الفلسطيني الواضح بعدم المساومة على الحل السياسي العادل والدائم، وقال: "إن أية خطة تتضمن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة سلفاً من الجانب الفلسطيني، وغير قابلة للنقاش أو التفاوض".

وسيشارك في ورشة البحرين كل من مصر والأردن والمغرب في الورشة إلى جانب دول خليجية، وتغيّب بعضها الى رفض المشاركة كالعراق ولبنان.

وبحسب البيت الأبيض، فإن المال المزمع جمعه في المؤتمر سيوفر مليون فرصة عمل، وسيمول إنشاء ممر نقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي سياق متصل، اعتبر عضو اللجنتين تنفيذية منظمة التحرير ومركزية حركة فتح، عزام الأحمد، مشاركة بعض الدول العربية لورشة البحرين غير مبرر، ويعد خروجاً لمبادرة السلام العربية.

وقال الأحمد في تصريحات سابقة لـ"النجاح الاخباري": " موقف القيادة الفلسطينية ثابت لن يتزحزح قيد أنملة كما أعلنه الرئيس محمود عباس مراراً وتكراراً بالرفض التام والمطلق لهذه الورشة، حتى أثناء القمة العربية والإسلامية الأخيرة التي عقدت في مكة، أكدنا الموقف وتم دعوة الأشقاء بالاستجابة لطلب الرئيس عباس في عدم المشاركة"، مشدداً على أن ورشة البحرين الجانب الأخطر لصفقة القرن.

اقرأ أيضاً: الأحمد: مشاركة الأردن والمغرب ومصر في قمة المنامة غير مبررة

واحتجاجا على ورشة المنامة الاقتصادية، يعم الإضراب الشامل مختلف مرافق الحياة في قطاع غزة، استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية.

من جهته قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف لـ"النجاح" إن إضرابا شاملاً في كل أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع انعقاد ورشة المنامة، سيكون يوم حداد وغضب في وجه الاحتلال ووجه الادارة الأمريكية ومؤتمر المنامة"، مشيراً إلى العديد من الفعاليات والمسيرات الحاشدة التي ستنطلق ضد ورشة المنامة.

أما القيادي في الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل فأكد لـ"النجاح" أن الكل الفلسطيني هب من أجل التأكيد على رفض انعقاد هذه الورشة، مشيراً إلى أن رفض الكل الفلسطيني بكافة أطيافه لورشة البحرين، يشكل وحدة وطنية، معرباً عن أمله أن يتم انهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

أما بالنسبة للجبهة الشعبية، فاعتبر عضو مكتبها السياسي، كايد الغول في حديث لـ"النجاح" أن الموقف الموحد للشعب الفلسطيني متمثلاً بقيادته وجميع فصائله من ورشة البحرين في غاية الأهمية، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني الموحد ضد ورشة المنامة شكل رافعة قوية حتى في كثير من البلدان العربية".

من حهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن مقاومة صفقة القرن بحاجة لاستراتيجية وطنية مختلفة، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني عبر عن رفضه لمؤتمر البحرين بعدم المشاركة فيه والخروج بالمظاهرات والاحتجاجات. لكن الوقت حان لإعادة تفعيل منظمة التحرير ودورها في المهجر والشتات. وانهاء الإنقسام على الساحة الفلسطينية.

وأشار عوكل لـ"النجاح" إلى أن الفلسطينيين وحدهم في مجابهة صفقة القرن، وأن الدول العربية لم تتخاذل فقط في المشاركة في صفقة القرن بل أن بعضهم استخدم لابتزاز دولة عربية اخرى للمشاركة في مؤتمر البحرين.

اقرأ أيضاً: محلل سياسي: ورشة البحرين هدفها تغييب الحقوق الفلسطينية

أما المحلل حسام الدجني اعتبر ان الهدف من السلام الاقتصادي الذي تحاول ورشة البحرين تطبيقه، تغيب الحقوق الفلسطينية والقانون الدولي عن الصراع، وإظهار القضية الفلسطينية كقضية انسانية وأن الشعب الفلسطيني بحاجة للأموال والمشاريع متناسين ان فلسطين قبل الاحتلال كانت من اكثر الدول تقدماً من الناحية الاقتصادية.

وقال في حديث لـ"النجاح": محاولات الاحتلال والادارة الامريكية مستمرة لتركيع الفلسطينيين من اقتطاع لاموال المقاصة وحصار قطاع غزة، ولكنها لم ولن تنجح في الضغط على القيادة الفلسطينية، ولا يمكن مساومة الحقوق الفلسطينية".

وأضاف الدجني:" السلام السياسي جزء اخر من صفقة القرن، وترامب ينتظر الانتخابات الاسرائيلية، ليعلن فيما بعد عن هذه الصفقة باعتبارها الاخطر وملامحها باتت واضحة بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الامريكية للقدس".

اقرأ أيضاً: الرفاعي: الفلسطينيون أفشلوا "ورشة البحرين" قبل انطلاقتها

الجدير ذكره، أن الإدارة الأمريكية أقدمت على العديد من الخطوات والتي تأتي ضمن صفقة القرن، منها اعلان ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها من تل أبيب للقدس، وعدم تمويل وكالة الغوث وغيرها من الخطوات المنحازة تماماً للجانب الإسرائيلي.