نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يجمع محللون ومراقبون على أنَّ السيناريو الذي واجهه الرئيس الشهيد ياسر عرفات يتكرَّر مع خليفته الرئيس محمود عباس في ظروف مشابهة وذلك على ضوء الحديث الذي أدلى به السفير الأميركي في "إسرائيل" ديفد فريدمان في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات العربية وأطلق خلاله تصريحات تحريضية على الرئيس "أبو مازن".

في هذا الإطار أكَّد مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية غازي مرتجى أنَّ السيناريو الذي واجهه ياسرعرفات يتكرر في ظروف مشابهة، من خلال التصريحات التي أدلى بها "فريدمان".

وقال مرتجى في تعليق له "قبل عامين من استشهاد ياسر عرفات قال جورج بوش الابن "وقت عرفات انتهى"، اليوم يقول فريدمان نفس الشيء بصياغة مختلفة تُشبه شعارات الربيع العربي التي تمَّ ترويجها سابقًا "حرية،عدم ثقة،عدم مقدرة على الحكم" والحديث عن السلطة والقيادة الفلسطينية."

بدوره، يؤكّد الكاتب الصحفي ياسر خليفة أنَّ المخاوف الفلسطينية من وقوع "سيناريو عرفات" مع الرئيس محمود عباس تبدو مشروعة وواقعية في ظلِّ نهج التحريض المتصاعد الذي يطال القيادة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل".

ورأى خليفة أنَّ تصريحات فريدمان تذكر الفلسطينيين بتصريحات مماثلة لمسؤولين "إسرائيليين"، سبقت الحصار الإسرائيلي ضد الشهيد عرفات في المقاطعة برام الله، قبل أن ينقل إلى فرنسا ويتوفى هناك في ظروف غامضة.

واستحضر خليفة اتهام الرئيس عباس في السنوات السابقة مثلا بـ"معاداة السامية" وغيرها من تلك الاتهامات المتعلقة بمزاعم دعم "الإرهاب" ودفع رواتب الأسرى والشهداء وذلك في إطار التحضير وإنضاج ظروف مشابهة لما سبق رحل الشيهد ياسر عرفات.

وقبل رحيل الشهيد عرفات بدأ الاحتلال والولايات المتحدة بشنّ حملة متصاعدة ضدّه، تحت عنوان: "إنَّه غير ذي صلة، ولا يؤمن بالتعايش"، ثمَّ انضمت الولايات المتحدة لهذه الحملة، التي انتهت باتهامه بتشجيع "الإرهاب"، ثمَّ حصاره وعزله حتى وفاته وهو ما يتكرر مع الرئيس محمود عباس تابع خليفة لـ"النجاح الإخباري".

ومن جهة نظر الكاتب والمحلل نقولا ناصر فإنَّه يرى أنَّ العقوبات المشدَّدة المتصاعدة حاليًّا ضد "السلطة الفلسطينية" لا تنذر بانهيارها بقدر ما تنذر بخطر تكرار سيناريو "التخلص" من عرفات و"تغيير" نظامه السياسي مع الرئيس محمود عباس.

ردود فعل رسمية

وكان أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات اتّهم "تل أبيب" وواشنطن، بشن حملة مكثفة ضد الرئيس عباس في محاولة “لاعتباره غير ذي صلة كما فعلوا مع عرفات” بسبب "مسكه بحقوق شعبان".

ولم يكن تصريح نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة قبل أيام، حول دفن كلّ محاولات لخلق بدائل للشرعية عبثيًّا، بل رسائل موجهة.

وتعهد أبو ردينة في تصريح له بمواجهة كلّ المحاولات لإقامة محاور بديلة للقيادة الشرعية، كمحاولة "إسرائيل"، بتعاون مع الولايات المتحدة، إقامة قيادة بديلة لمنظمة التحرير، من أجل تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، أو أي محاولات إقليمية لخلق جسم مواز.

وكان الرئيس محمود عباس، قد وصف السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان بـ"ابن الكلب" في إحدى خطاباته في مارس (2018)، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس واعتبار القدس المحتلة عاصمة للاحتلال.

 ويعرف عن فريدمان أنَّه يتحدَّث العبرية بطلاقة ومطلع على قضايا الشرق الأوسط، ومن أشدّ المقربين لليمين الإسرائيلي، ويدعم ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة إلى "إسرائيل"، ويعتبر أنَّ وجودها يعزز أمن "إسرائيل"، ولذلك يرفض إطلاق مصطلح "مستوطنات" عليها، لأنَّ المستوطنة نهايتها الزوال وهو يرى أنَّها في الحالة الفلسطينية يجب أن تبقى.

وساهم فريدمان بشكل كبير في محاربة حركة المقاطعة (BDS)، وحارب كذلك فكرة مقاطعة منتجات المستوطنات، وكان من أبرز الداعين للاستثمار في المستوطنات، وعمل كرئيس لجمعية أصدقاء بيت إيل في الولايات المتحدة وهي منظمة ساهمت بمبلغ (2) مليون دولار سنويًا في دعم مستوطنة "بيت إيل".

ويأتي تحريض الولايات المتحدة المستمر على الرئيس عباس في وقت تستعد فيه لتنظّيم ورشة في العاصمة البحرينية في (يونيو/حزيران الجاري) لطرح الشقّ الاقتصادي لخطة السلام المعروفة إعلاميًّا باسم "صفقة القرن".