غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - في كل يوم يكتظ شاطئ بحر غزة بالمصطافين الذين لا ملجأ لهم سوى البحر، ورغم التحذيرات التي تطل براسها بين الفينة والأخرى من قبل البلديات والجهات المختصة ،حول تلوث مياه البحر بالمياه العادمة ،التي تصيب الانسان بشكل كبير بالعديد من الأمراض الخطيرة ، حيث عانى المواطنون طويلاً من تلوث بحر غزة ، في الوقت الذي يمثل فيه هذا البحر المتنفس الوحيد لأهالي القطاع المحاصر.

وتسببت أزمة الكهرباء الخانقة في زيادة نسبة التلوث في البحر لـ  80% نتيجة لضخ مياه الصرف الصحي دون معالجتها في مياه البحر، واشتدت أزمة التلوث بشكل كبير خلال العامين الماضيين مع العقوبات المفروضة على غزة، حيث اكتظت المشافي بالعديد من الحالات المرضية، وبالأخص الأمراض الجلدية نتيجة السباحة في المياه الملوثة والمليئة بالجراثيم.

رجال ونساء وأطفال يلهون ويلعبون ..وسط المياه ..وصافرات. رجال الانقاذ تعلو بين الحين والآخر محذرين الناس من الابتعاد عن الشاطئ حفاظاً على سلامتهم .

إلا ان المواطنين لم يكترثوا كثيراً لتحذيرات البلديات والمختصين ،وان كان بعضهم قد اكتفى بالجلوس على الرمال ليستنشق هواءً بارداً بعيداً عن مياه البحر الملوثة.

لكن بعضهم أبدى تذمراً كبيراً من حال القطاع ،موجهين حديثهم للمسؤولين ..الذين يتولون زمام الأمور في غزة، ولسان حالهم يقول ..البحر لم يعد صالحاً للاستحمام به ..وجيوبنا فارغة لم نعد نستطيع أن نرفه عن أطفالنا في أماكن ترفيهية "مدفوعة الثمن"ماذا تبقى لنا لكي ندفع ثمنه؟.

النجاح الاخباري رصدت آراء مجموعة من المصطافين على شاطئ بحر جباليا ..

السيدة الثلاثينية "ام علاء صافي" قالت :" لا يوجد مكان لنذهب عليه سوى البحر والمتنزهات العامة ،وأولادي ملوا من الذهاب إليها ، واليوم جئت بهم إلى البحر لكي يلعبوا ويقضوا أوقاتا سعيدة على رمال البحر ."

وأضافت :" سمعنا كثيراً عن تحذيرات البلديات ،وبأن مياه البحر لم تعد نظيفة، فما هو الجديد؟؟كل سنة يطلون علينا بتلك التصريحات ، ورغم ذلك نأتي ونفرح ونستجم ونعود لبيوتنا ."

ولفتت صافي إلى أن مشاكل القطاع مرتبطة ببعضها ، ومن الضروري على من يمسكون بزمام أمور غزة ان يحلوا تلك مشكلة الكهرباء ،لكي لا يكون مصير المياه العادمة أن تصب في البحر.

سعيد عقل قال لمراسلة النجاح الاخباري :" أنا آتي فقط للجلوس على شاطئ البحر ،ولا أسمح لأبنائي بالدخول والسباحة في البحر ، لأنني أعلم جيدا أنه ملوث بمياه الصرف الصحي ، فبدل أن أجلس في احدى المتنزهات العامة التي تفتقد لكل مقومات المتنزهات العامة ،آتي إلى هنا لأتنفس هواءً نقيا ونظيفا."

يشار إلى أن بعض البلديات في غزة قامت بوضع بعض اللافتات التي تحذر المصطافين من السباحة في مياه البحر لكي لا يصابوا بالأمراض .

وقد تركزت تلك اللافتات في وسط القطاع حيث مكبات مياه الصرف الصحي ،وتساءل المواطنون حول تلك التحذيرات ، وصحتها ،معللين ذلك أن مياه البحر متجددة وأن مياه الصرف الصحي لا تؤثر على صحتهم

الشاب عطية زقوت قال :" الجميع يعلم أن مياه الصرف الصحي تصب في البحر ،ولكن من المعروف أن مياه البحر متجددة ، وغير أن مياه الصرف تصب في البحر ،نجد عادات سيئة ينتهجها المواطنون على الشاطئ مثل ،القاء القمامة وفضلات الطعام على الشاطئ وفي مياه البحر ،عدا عن تنظيف حيواناتهم من جمال وخيول وكلاب بمياه البحر بنفس المكان الذي يستحم فيه أبناءنا ،برأيي أن ثقافة النظافة تنقص الكثير منا للأسف في غزة."

سيرين خاطر قالت عن تلوث مياه البحر ،والتحذيرات التي أطلقتها البلديات:" للأسف الناس لا يكترثون لتلك التحذيرات ،ويذهبون بأطفالهم للاستحمام في مياه البحر الملوثة ، وما إن يصاب أطفالهم بعدة أمراض أهمها الامراض الجلدية ،لحظتها تجدهم يرمون كل المسؤولية على عاتق البلديات ،فلماذا لا نقوم نحن بوقاية أنفسنا أولا ،ولا مانع أن نأتي للبحر المهم أن لا نسمح لأطفالنا بالسباحة ،حتى تصبح المياه نظيفة ."