نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - "غضبة" وطنية عمت مواقع التواصل الاجتماعي والشارع بعد انتشار فيديو  يظهر "غلاة من المستوطنين" وهم يرقصون في سهرة عرس لشاب من قرية دير قديس غرب رام الله.

ويظهر في الفيديو عدد من المستوطنين الذين ارتدوا قبعات المتدينين اليهود  المعروفين بتطرفهم وربما يكونوا من عصابات "تدفيع الثمن" وهم يرقصون في سهرة حناء ابن رئيس المجلس القروي في القرية، ثم يتم رفعهم على الأكتاف ويقدم أحدهم هدية نقدية (نقوط) للعريس.

وقد أعلنت حركة فتح في قرية دير قديس في بيان لها "رفع الغطاء التنظيمي" عن رئيس المجلس القروي، وطالبته بالاستقالة فورا من منصبه. 

وقالت الحركة إن هذا التصرف مسيء لكل الأعراف الوطنية، وحذرت من تكراره.

وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن تشكيل لجنة تحقيق اليوم الجمعة للوقوف على ما جرى في قرية دير قديس، مؤكدا أن قرارات سيتم اتخاذها على ضوء النتائج خلال أقل من 24 ساعة.

ودفعت ردود الفعل الغاضبة، والد العريس ورئيس المجلس القروي راضي ناصر لإصدار تصريح صحفي "نفى فيه دعوة أي إسرائيلي إلى زفاف ابنه.

مدعيا أنه كان منشغلا في استقبال الضيوف على مائدة العشاء البعيدة عن موقع الحفل، وإنه طرد المستوطنين ومن معهم عند علمه بوجودهم.

وقال رئيس المجلس القروي -وهو أيضا ناشط في حركة فتح ومسؤول بمديرية التربية والتعليم في ضواحي القدس- إن من قام بإدخال المستوطنين إلى سهرة ابنه مساء الأربعاء الماضي استهدف سمعته والتشهير به، وعبر عن استعداده للمساءلة بشأن الحادثة.

انتهاك صارخ

بدورها،استهجنت وزارة التربية والتعليم اليوم - في بيان شديد اللهجة – ما شهده حفل زواج أحد أبناء العاملين في إحدى مديرياتها من مشاركة مستوطنين معتبرة أن الحدث انتهاك صارخ لكل الأعراف والقيم وطنياً وتربوياً وإدارياً، وهو ما ستتعامل معه الوزارة بكل حزم وفاء لدماء شهدائنا ومعاناة أسرانا.

وأكدت "التربية" أنها بادرت إلى وقف الموظف عن العمل وتشكيل لجنة تحقيق باشرت عملها فعلياً، مع التزام الوزارة بالتعاطي مع الموضوع بكل شفافية ومكاشفة.

وجددت الوزارة تأكيدها على أن صوْن القيم الوطنية والوفاء لها هو نهج أصيل، ومرتكز رئيس لم –ولن- يكون بأي حال من الأحوال موضع نقاش، وأنها لن تتهاون مع كل اختراق لهذا المبدأ وستتعامل بكل حزم مع أي تجاوز

وكتب المدون محمد أبو علان على صفحته "لو تم ردع من استقبل المستوطنين على مائدة الإفطار في شهر رمضان بمدينة الخليل لما تم استقبالهم في دير قديس"، في إشارة إلى مشاركة مستوطنين في إفطار رمضاني الشهر الماضي.

وهاجم الصحفي علي دراغمة من احتفلوا مع المستوطنين قائلا "الأنذال فعلوها وصغروا أكتافهم للمستوطن"، مستذكرا أشعار الراحل توفيق زياد "أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي".