نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - جميع التسريبات والمؤشرات المترامية تؤكد فشل الإدارة الأمريكية حتى اللحظة في الإعلان رسميا عن ما يسمى إعلاميا بـ"صفقة القرن" في ظل استمرار الإشتباك السياسي الذي تقوده القيادة الفلسطينية مع البيت الأبيض،ناهيك عن الفشل الذي عكسته نتائج زيارة كوشنير الشرق أوسطية قبل شهرين،والتي أعقبها تطورات في المنطقة تمثلت بالموقف المتشدد الذي أبداه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والتحفظات التي أبدتها منذ البداية كل من روسيا والصين إضافة للاتحاد الأوروبي.

عوامل الفشل 

وتعمل الإدارة الأمريكية، منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة مطلع 2017، على صياغة ما تقول إنها تسوية سياسية بالشرق الأوسط تحت اسم "صفقة القرن"، دون الكشف عن بنودها حتى الآن.

من جهته، أكد النائب الأردني الساق والكاتب حمادة فراعنة أن عوامل ثلاثة أجبرت الإدارة الأمريكية على تأجيل البت بـ "صفقة القرن" وذلك للمرة الرابعة على التوالي.

وتفصيلا لما سبق أوضح فراعنة في تصريح لـ"النجاح الإخباري" يوم الأحد أن صلابة الموقف الفلسطيني عبر رفض مقدمات الصفقة، والأزمة السياسية التي اجتاحت دولة الاحتلال على خلفية فشل نتنياهو في إدارة معسكر اليمين واليمين المتطرف والمتدين اليهودي المتشدد، وفشله بالتالي في تشكيل الحكومة،كانت كفيلة بـ"فشل الإدارة الأمريكية" في الإعلان عن مخططها التصفوي للقضية الفلسطينية..

وكانت الإدارة الأمريكية تعتزم نشر الخطة بشكل رسمي خلال أيام بعد تشكيل نتنياهو حكومة جديدة، ولكن نتنياهو أخفق في مسعاه وقرر "الكنيست" بأغلبية 74 نائباً مقابل 45 نائباً حل نفسه والتوجه إلى انتخابات في 17 سبتمبر المقبل.

وعادةً ما لا تدخل "إسرائيل" في مفاوضات سياسية حاسمة خلال فترات الانتخابات.

إقرأ المزيد: الاشتباك الفلسطيني الأمريكي مستمر ويقطع الطريق على "وارسو"

ويتوقع مراقبون في الشأن الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي يرغب في حكومة إسرائيلية قوية برئاسة نتنياهو لكي يتمكن من طرح "صفقة القرن".

بدره،قال الكاتب الصحفي نضال سلامة إن المستجدات في المنطقة والإقليم تظهر أن ترامب أخفق بشكل كبير في التأسيس للمناخات والظروف المواتية للإعلان رسميا عن "صفقة القرن" رغم جولات التسويق التي قادها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، وجيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للمفاوضات، في حزيران 2018، التي شملت عددًا من الدول العربية وإسرائيل.

لافتا الى أن "صفقة ترامب"  تبني الحل على الرؤية الإسرائيلية عبر  القرارات اللاحقة للإدارة الأميركية التي أظهرت أن الحديث لا يدور عن تسوية سياسية تستند إلى قرارات الأمم المتحدة، بل عن مسعى أميركي لعزل القضايا العالقة في المفاوضات  وسحبها عن الطاولة" تمهيدًا لتمرير "الحل الإقليمي" وتطبيع علاقات "إسرائيل" مع دول عربية على حساب القضية الفلسطينية.

مشددا على أن الرفض الفلسطيني للصفقة كان العامل الرئيس في تعطيلها، وامتناع الإدارة الأميركية الإعلان عنها وتأجيلها، بالإضافة إلى امتناع الدول العربية التعاطي العلني معها.

إقر المزيد: هل تنتفض"اللاءات الأردنية الثلاثة" في وجه "ورشة البحرين"؟

خديعة جديدة

الكاتب عمر الردّاد وصف التسريبات التي خرجت من البيت الأبيض لجهة تأجيل "صفقة القرن" بأنها خديعة تكمن في جوهرها بقناعات أمريكية بأن الظروف الموضوعية في فلسطين والمنطقة لم تنضج بعد لإعلانها.

وأشار الردّاد في تعليق منشور له الى أن هدف " التأجيل" الحقيقي غير المعلن هو منح فرصة لحين انجاز تلك الظروف بما يخدم الصفقة ،بالتزامن مع تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى، وإجراءات إسرائيلية أحادية،تفرض وقائع جديدة قبل الإعلان عن الصفقة.

في المقابل، رأى الردّاد أن تأجيل إعلان الصفقة ، وفق قناعات أمريكية بعدم نضوج ظروف طرحها،وخاصة غياب التوافق الدولي حولها، والإشارات بأنها تتضمن تنازلات مطلوب من "إسرائيل" الإقدام عليها، توفر للفلسطينيين والعرب فرصة تاريخية لطرح موقف عربي، يقوم على إعادة إنتاج مبادرة السلام العربية التي تشكل احدث مبادرة حظيت بإجماع عربي، من خلال حملة دبلوماسية جادة مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي.

لن ترى النور 

في سياق متصل، نشرت صحيفة معاريف العبرية إن الصفقة إذا لم يتم تقديمها في المرحلة الراهنة، فقد لا ترى النور على الإطلاق بسبب تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات القادمة، واقتراب الموعد من انتخابات رئاسية جديدة في الولايات المتحدة في 2020 وهو عام "لا يتحمل فيه الرؤساء عادة مخاطر سياسية يمكن أن تؤثر على فرص انتخابهم"، بحسب تعبيرها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريرا حصريا، عن لقاء مسجل لبومبيو مع قادة يهود في أمريكا، قال فيه إن "صفقة القرن" ربما لن تكون قابلة للتنفيذ.

ونقلت الصحيفة عن شخصين حضرا اللقاء، قولهما إنهما خرجا بانطباع أن بومبيو ليس متفائلا من فرص نجاح الخطة، وقال أحدهما: "لم يكن واثقا بأي شكل من الأشكال من أن العملية ستقود إلى نتيجة ناجحة".

ويأتي قرار التأجيل غير المعلن رسميا قبيل الورشة الاقتصادية التي دعت الإدارة الأمريكية إلى تنظيمها في البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران المقبل لمناقشة مبادرات اقتصادية من أجل التوصل إلى "اتفاقية سلام" في وقت أعلنت فيه القيادة عن مقاطعتها وطالبت الدول العربية والصديقة ايضا بعدم المشاركة فيها.