غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - اقترب عيد الفطر السعيد من القدوم ، واقترب شهر رمضان من المغادرة ،مودعاً المسلمين في كافة أنحاء العالم ،على أن يحل ضيفاً خفيفاً السنة القادمة ،على امل أن يعود بخير أكثر على الأمة الاسلامية عامة ، وعلى الشعب الفلسطيني خاصة .

وبعد ان امتلأت الأسواق بالقطايف وبعض المنتجات والحلويات الأخرى التي يختص بها شهر رمضان ،حلت بدلاً منها سلعاً ومنتجات أخرى ،وعلى عادة كل سنة،  وقبل اقتراب العيد بأيام ،يُخرج التجار وأصحاب المحال التجارية الخاصة ببيع الشوكلاته ،أصنافاً وأشكالاً لذيذة ومحببة لنفوس المواطنين.

في أحد المتاجر لبيع الشوكولاته والسكاكر في غزة، يصطف العديد من الزبائن لاختيار ما يحبونه من حلوى ، ليستقبلوا بها المهنئين عند زيارتهم في أيام العيد .

المواطن عبد العزيز سالم ينتقي قطعاً مختلفة بالألوان والأشكال من الشوكولاته والحلقوم ، وقد احتار بين الأنواع الكثيرة التي رتبها البائعون داخل صناديق زجاجية بشكل جميل وملفت .

يقول سالم لمراسلة النجاح الاخباري :" أنا أحرص على شراء الحلوى كل عام ، وقد تعودت على تقديم الحلوى والحلقوم للزائرين لنا في العيد ،ولأن العيد له طقوسه الجميلة والتي لا تأتي في السنة الا مرتين ،أشتري الحلوى والفسيخ لزوجتي التي توصيني دائما بعدم نسيانهم وشرائهم قبل أن أعود للبيت ."

وتعتبر الشوكولاتة الضيافة الرئيسية في بيوت الفلسطينيين، خلال أيام الأعياد، حيث يقدمونها مع القهوة المرّة، ولا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من "شوكلاتة العيد"، كما يطلق عليها الفلسطينيون.

وتشهد أسواق الشوكولاتة المستوردة والمحلية، في قطاع غزة، إقبالا ملحوظًا من قبل الزبائن، خلال عيد الفطر والأضحى .

وعلى احدى البسطات الممتدة على جانبي سوق الزاوية في غزة يقف البائع أبو خالد ليبيع لزبائنه المعتادين على شراء الحلويات من عنده ، وللزبائن الجدد ،فرحاً ومبتهجاً بقدوم عيد الفطر.

يقول :" الحمد لله رغم أن الأوضاع الاقتصادية صعبة في غزة إلا أن اقبال الناس على شراء الحلويات والشوكولاتة كما هو ، ولا يستطيع الجميع شراء الشوكلاتة المستوردة غالية السعر ،فيأتون لشراء الحلوى من عندي ،لأن سعرها في متناول الجميع ،وقد تناولوها من عندي وأحبوها أيضاً."

وتابع: "رغم استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الثاني عشر على التوالي، إلا أن أسواق غزة، مليئة بأنواع مختلفة من الشوكولاتة  بالإضافة إلى أنه تم افتتاح أقسام ومتاجر جديدة لبيع الحلوى."

 وأرجع التاجر أبو خالد هذا الانتعاش في مجال بيع الشوكولاتة، لاستيراد عشرات الأنواع الأجنبية والعالمية، وسط إقبال من الزبائن على شرائها.

السيدة وصال الغف اصطحبت أبنائها لتستشيرهم ككل سنة ،عن الحلوى التي يرغبون في أن تشتريها لاستقبال الضيوف في العيد ،فوقفت لتستمع لهم وهم يشاورون لها بيديهم عن الأنواع المحببة لقلوبهم ,وهي بدورها تطلب من البائع أن يزن لها تلك الأنواع.

تقول الغف :" شراء الشوكلاتة في العيد يدخل البهجة على قلوب الصغار والكبار ، أعتقد أنها فرحة العيد بالنسبة لهم، بجوار الملابس الجديدة أيضًا، وأنا ككل سنة أشتري الشكولاتة وأنواع مختلفة من الحلقوم بالإضافة للكعك الذي لا أستطيع ان أعمله في منزلي لانشغالي بعمل آخر خارج البيت ،فأضطر لشرائه من احد المتاجر الكبيرة والنظيفة والآمنة ."

وأضافت :" إن احترامي لضيوفي ، يُترجم من خلال تقديم أنواع فاخرة وجيدة، وأنا لا أفضل شراء الأنواع زهيدة الأثمان، كي أحظى برضى زواري في العيد.

ولفتت الغف إلى أنه مهما كانت أوضاعها متقلبة فهي تحرص على شراء الشوكلاتة الجيدة لأن تقديمها يعتبر جزءاً من قيمتها ،فكلما كانت الحلوى جميلة وذات مذاق رائع ،فهو سيعكس انطباعا جيداً لدى الزوار ، على حد تعبيرها .

على عكس محمد العسلي ، الذي لم يستطع شراء الأنواع الفاخرة من الشوكولاتة لأطفاله، رغم طلبهم ذلك منه عدّة مرات

يقول :" أنا مواطن أعمل يوما وأصبح عاطلاً عن العمل عشرة أيام ، ولأن أطفالي ليس لهم ذنب  في تردي وضعي الاقتصادي، أخرج اليوم لشراء الحلوى لهم ليفرحوا كغيرهم من الأطفال بوجود الشكولاتة على مائدتنا في العيد ،ولكنها حلوى رخيصة الثمن ،وبعضها جيد المذاق ومحبب لقلوبهم أيضاً."

وتتراوح أسعار الشوكولاتة الفاخرة، ما بين 50 شيكل -200 شيكل، فيما تتراوح قيمة الأنواع المحلية والمستوردة الزهيدة بين 10 شواكل و 20 شيكل .

واعتادت سيدات غزة على صنع الكعك بكافة أشكاله وأحجامه مع اقتراب العيد بالإضافة لوجود الشوكولاتة والحلقوم بالمكسرات والسادة ،ليستقبلن فيه أهلهن والزائرين المهنئين بيوم جميل ومحبب لقلوب الملايين من المسلمين في بقاع العالم.