غزة - خاص - النجاح الإخباري - تمتزج مشاعر الخوف والوجع، والحلم ، تلك المشاعر التي يعيشها المواطنون في غزة ،جميعها تتركز في معالم وجه طفلة ذات شعر أشقر، ترتدي ثوباً بالياً، وتحمل بيديها دمية قديمة، في لوحة تروي الكثير من تفاصيل الحزن والمعاناة،  رُسمت على ركام بناية في مدينة غزة، دمرتها طائرات الاحتلال خلال الحرب على  قطاع غزة2014 .

وعلى ما تبقى من جدران مبنى "المُجمّع الإيطالي" السكني بحي "النصر"، غربي مدينة غزة، رسم الفنان التشكيلي "علي الجبالي"، (10)لوحات، بينها (4) جداريات، و(6) لوحات زيتية، وعرضها للجمهور، تحت مسمى "حلم بين الركام "، في محاولة للتعبير عن واقع الحال ومعاناة الفلسطينيين في غزة.

في  تلك البناية التي أحالتها صواريخ الاحتلال لركاماً موجعاً من حياة سكانها الذين رحلوا بين شهيد وجريح ،أُعيد احياء المكان عبر ريشة الفنان الجبالي الذي نقش حلمه بين الركام.

فربما كانت النظرات الأخيرة لطفل عاش في المبنى المدمر والذي رسمه الجبالي،  ولربما ظلت الأم شاخصة في الرؤى لجرح لم يبرح وجدان الذاكرة  في صورة أخرى أكثر ايلاماً ، في تلك الصور الجدارية ،فتروي الوجوه ما يعتري القلب بريشة بعثت من وسط الركام نبض حلم وحياة.

يقول علي الجبالي :" أتاني الإلهام وهو كيف أوجد الروح بجانب الدمار، فقمت برسم بورتريهات تعبر عن هذا الدمار الذي نمر به ،وعن الحلم الذي نتمناه، واللوحات بشكل عام التي قمت برسمها هي انعكاسات داخلية تعبر عن المحيط الذي نعيشه من خلال الوجوه تستطيع أن تحس بجانب المعناة التي نعيشها ،فنحن نعيش في حصار ،والحركة صعبة كثيراً، ولكننا نحاول ، فنحن نعيش من أجل أن نحلم ، وليس أن نقاسي الحروب والدمار."

وتمنى الرسام الجبالي أن تساهم لوحاته في إيصال رسالة غزة، للمجتمع الدولي وشعوب العالم ليدركوا حقيقة معاناة سكان القطاع، ومدى همجية الاحتلال بحق المواطنين في غزة.

ومن بين لوحات المعرض، انشغل العشرات من الزوار في التقاط صور بهواتفهم المحمولة للوحة لامرأة عجوز، تضع كفها على وجهها في تعبير دقيق عن حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها الفلسطينيون بغزة.

وتحمل جميع تلك اللوحات الفنية، وجوها لأطفال ونساء وشبان، ترتسم على وجوههم معالم الخوف والشقاء والحزن، لتعكس الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها غزة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل عليها منذ أكثر من 12 عاما، والخوف من أي هجمات عسكرية إسرائيلية قد تستهدف القطاع.

جدير ذكره أن الاحتلال الإسرائيلي شن خلال السنوات الماضية، ثلاث حروب على قطاع غزة، بدأت بأولها عام 2008، تلتها نهاية 2012، والثالثة في7 يوليو/تموز من 2014، نجم عنها مئات الشهداء والجرحى، وتدمير آلاف المباني ،وما زال يمارس همجته وغطرسته بحق الآلاف من المواطنين الذين فقدوا بيوتهم وأعز ما يملكون .