غزة - هاني ابو رزق - النجاح الإخباري - العاجز من يقفل الأبواب على نفسه، أما الذي يشعل شمعة لتبدد الظلام فذلك المكافح الذي لا يعرف الفشل، قناعة تبناها الشاب بسام حميد، الذي فتح باب رزق بشموعه التي لا تنطفئ.

بأدوات بسيطة وبعض المكونات استطاع الشاب حميد صناعة قوالب شمعية تلفت الانتباه، عن طريقته وأفكاره تحدّث لـ"النجاح الإخباري": "كل ما احتاجه إناء معدني أضع به مكعبات من الشمع ( مواد خام ) وأشعلها على الغاز من ثم أحركها بشكل دائري حتى الذوبان تمهيدًا لعملية صناعة الشمع بعد أن تصبح سائلًا يسهل تشكيله بطرق مختلفة".

وأضاف حميد أنَّه يُحضّر قوالبه من قصاصات الكرتون التي يتفنن في تشكيلها لتغدو قوالب جاهزة لاستقبال الشموع، قال: "نحتاج فتيلًا وهو خيط  يتوسط القالب الشمعي ثم أسكب الشمع وأضيف الألوان لتمتزج".

وعن الوقت أوضح أنَّ عملية تصنيع الشموع لا تتطلب جهدًا ولا وقتًا وتحتاج الشموع نصف ساعة لا أكثر لتجف وتصبح قابلة للاشتعال.

ببساطة الفكرة والأدوات اتّخذ حميد من هذه المهنة مشروعًا يكرّس له وقته، بعد أن تعرَّض  لضائقة مالية قبل ستة شهور، فما كان له خيار سوى التفكير بمشروع خاص يوفّر له مردود مادي حتى لو كان ضئيلًا، قائلًا: "شيء خير من لا شيء".

فكرة تصنيع الشموع هي حلم راوده منذ الطفولة، فطالما كانت تأسره وهي تشتعل وعشق ألوانها وروائحها وأحب أن يطوّرها.

 يتخذ حميد (35) عامًا من منزله بمنطقة الكرامة بمدينة غزَّة مكانًا لبيع ما يصنع من شموع، ويقتنص المشاركة بالمعارض التي تختص بالمنتجات التي يتم صناعتها بشكل يدوي كان أخرها قبل أسبوع، حيث قام بالمشاركة بزاوية اختصت بالشموع المعطرة والجمالية حملت اسم " آذار للشموع "، فالمشروع هذا يعتبر مصدر رزق حميد الذي يعتاش منه من أجل إعالة أطفاله الثلاثة .

وأوضح أنَّه غالبًا يعمل بصناعة الشموع مساءً، لأنّ عملها يتطلّب الهدوء، قالحميد: "ما يميز الشمع الذي أقوم بصناعته هو أنَّه بإمكاني نقش الأسماء والحروف بشكل بارز أو مجوّف، إضافة إلى الرسم عليه، وهذا ما يطلبه الكثيرون، كهدايا أو لتضيف أجواء مميزة في منازلهم، فالشمع يكثر بيعه خلال أوقات المناسبات والأعياد.

 وتابع قائلًا :" أقوم بنشر الأعمال التي أقوم بصناعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فكل من يشاهدها من المتابعين تنال إعجابه ما يُشكّل حافزًا لأواصل طريقي وأنوّع أفكاري.

 وعن اختياره لاسم آذار للشموع كاسم لمشروعه، أوضح حميد أنَّ اختياره لهذا الاسم كونه يعتبر الشهر الذي ولد به إضافة إلى أنَّه كان الشهر الذي أطلق به مشروعه، مشيرًا إلى أنَّ أسعار الشموع تتراوح ما بين (2 ــ 50) شيكلًا،  وفقًا لمعايير مختلفة منها الطول، الوزن ، والشكل.

وأشار حميد إلى أنَّ الشمع الذي يقوم بصناعته يعطي مدة أطول من الاشتعال مقارنة بالشمع العادي، مبيّنًا أنَّه يعمل على مزج الألوان مع العطور حتى تنبعث رائحة جميلة أثناء الاشتعال. وفي نهاية حديثه، تمنى حميد أن يتطوّر مشروعه ويكبر، وأن يكون له مكان خاص به للتصنيع والعرض وتشغيل أيدي عاملة لزيادة الإنتاج ومساعدة الشباب العاطل عن العمل.