نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - التعلم من تجارب الآخرين طريق قصيرة للوصول للهدف، هذا ما آمن به الشاب عبادة حدادة، (21) عامًا.

في ظلّ تكّدس سوق العمل بالخريجين، وشح الوظائف قرّر عبادة اختيار الفرع الصناعي، ثمَّ حصل على دبلوم "غرافيك ديزاين"، إلا أنَّه شق طريقًا عمليًّا مختلفًا تمامًا، مختارًا صناعة الفضة مجالًا جديدًا له وميدانًا لنجاحه.

عبادة الذي اتّخذ زاوية في مهرجان التسوق الوطني الثالث الذي احتضنته جامعة النجاح، عرض فيها ما يبدعه من قطع فضة صمّمها بنفسه.

وعن قصة نجاحه قال لـ"النجاح الإخباري": "حلو كتير نتعلم من تجارب الآخرين، ونختصر مشوار طويل، وهاد كله ممكن فقط بتحديد الهدف، موهبتي من الأساس التصميم، واستفدت من عملي المبكر في الجبصين والديكورات، أمور تحتاج لخيال واسع، وخدمتني دراسة الغرافيك ديزاين".

وأشار عبادة إلى أنَّه لمّا رآى إقبالًا على المشغولات الفضية، وعدم رواجها بشكل كبير قرّر السفر للأردن لتعلّمها في مشغل متمكّن، وهذا ما كان، ثمَّ عاد ليمارس ما تعلّمه في مشغل صغير تحت بيته، إلا أنَّه ما لبث أن تحوّل لمشغل رسمي ينتج فيه عبادة أبدع القطع.

وأضاف: "بعد ما شفت إقبال على شغلي بلشت أفكر أفتح محل، بدأت فكرة تمّت ترجمتها على أرض الواقع، فاليوم عندي مشغل ومحل، وأنتج تصاميمي الخاصة، وبفضل الله بتنا نسّوق للتجار جملة ومفرق".

  الوظيفة والنجاح والمردود المادي ثلاثة عناصر تسيطر ع حياتنا، ونغفل في كثير من الأحيان موهبة قد تكون هي مفتاح النجاح، عبادة الذي لاحق هوايته وسافر للأردن ليتعلم في مشغل محترف في نقش الفضة وتصنيع الإكسسوارات، تمكّن خلال أربع سنوات أن يحقق إنجازًا، ويفتح خط عملٍ خاصًا به، يمسك فيه بقطع كانت محض فكرة في رأسه فنقشها على الفضة.

وعن مشاركته في المهرجان قال عبادة: "الجامعة مكان يجمع الكثيرين أردت أن يرى الجميع ماركتنا، ومنتوجاتنا، وأن ينتشر اسمي أكثر، بالإضافة إلى عرض الفكرة على الطلبة لعلّ أحدهم يحذو حذوي، نحن في زمن لا تكفي فيه الشهادات الأكاديمية، لابد للجانب المهني من البروز".

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٤‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

وأكّد عبادة أنَّ المردود المادي الذي يحقّقه مرضٍ جدًا، وأنَّه دائم العمل على تطوير ذاته وتوسيع أفق تفكيره من خلال الاطلاع على هذا الفن وأسراره في الإنترنت، ليكون مثالًا للشاب الطموح المجتمهد الذي لا يضيع وقته سدى، وهو النموذج الذي نحتاجه في الوقت الراهن، في حين يشتكي الكثير من الشباب البطالة والعجز متجاهلين  الأبواب التي بالإمكان طرقها لتفتح لهم طرق النجاح.