نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد محللان سياسيان أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام وزراء خارجية العرب، اليوم الأحد، كان شاملاً وواضحاً وشافياً، مشيرين إلى أنه وضع الدول العربية أمام مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية.

وشدد المحللان خلال أحاديث منفصلة مع "النجاح الاخباري" على أن المرحلة القادمة ستكون صعبة، لأن القيادة الفلسطينية ستنفذ قرارات المجلس الوطني والمركزي لتحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يلتزم بالاتفاقيات الموقعة.

وكان الرئيس محمود عباس قال في كلمته خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "لا يؤمن بالسلام، ويتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني"، منوهاً إلى أن إسرائيل "نقضت جميع الاتفاقيات المبرمة مع السلطة الفلسطينية، على مدار السنوات الماضية".

وشدد الرئيس على أن الحكومة الإسرائيلية "تنتهك اتفاقية باريس باقتطاعها أموال الضرائب الفلسطينية"، مطالباً الاشقاء العرب بتوفير دعم سياسي ومالي، لمساعدتنا على مواجهة التحديات المقبلة والحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني.

خطاب شامل

المحلل السياسي، د.عبد المجيد سويلم أكد أن خطاب الرئيس محمود عباس واضحاً وشاملاً وشافياً، مشيراً إلى أنه حدد فيه متطلبات المرحلة القادمة من الدول العربية.

وقال سويلم لـ"النجاح الاخباري": إن الامور لم تعد الآن مسالة دعم بقدر ما هي مواجهة خطر محدق، حيث جاء خطاب الرئيس عباس ليحدد هذه الأخطار ويحدد المسؤوليات".

وأضاف أن الرئيس كان واضحاً في تحديد مسؤوليات العرب لمواجهة حقيقية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي"، لافتاً إلى عدم تعويله على العالم العربي في دعم القضية الفلسطينية.

وبحسب المحلل سويلم، فإن العالم العربي لم يكن كما السابق بمعنى أنه لن يقاسم الفلسطينيين همومهم لا على المستوى الدعم والمساندة السياسية والمالية الكافية ولا على مستوى التصدي لما يسمى بصفقة القرن.

وأوضح أن العالم العربي غيّر أولوياته كثيراً، بحسب أصبح كل بلد يهتم بالأوضاع الداخلية، مستدركاً "لكن المطلوب من الدول العربية أن لا يكونوا داعمين لصفقة القرن إن كانوا لا يستطيعون مواجهتها".

أما فيما يتعلق بإلغاء الاتفاقيات المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شدد المحلل السياسي على أن الفلسطينيين ذاهبون باتجاه الافتراق الكامل عن الموقف الإسرائيلي، بمعنى تنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي بما يخص العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع " سيتم الغاء كل الاتفاقيات ولن يكون هناك شيء مشترك بيننا وبين الإسرائيليين لا تنسيق أمني ولا مدني".

وكانت إسرائيل قد اقتطعت منذ أشهر أموال من الضرائب الفلسطينية بذريعة وصول هذه الأموال إلى من تسميهم "مخربين"، وهي في الحقيقة رواتب لعائلات الأسرى والقتلى الفلسطينيين.

وبحسب اتفاقية باريس الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تجبي الأخيرة ضرائب عن البضائع التي تدخل إلى الأراضي الفلسطينية، وتقدمها إلى السلطة لاحقا بعد أن تأخذ أجرا على هذه الخدمة.

موقف عربي

في السياق، يرى المحلل السياسي رياض العيلة أن خطاب الرئيس محمود عباس تناول جميع الأمور والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والوضع الفلسطيني والسلطة والقيادة الفلسطينية في آن واحد.

وبيّن العيلة في حديثه لـ"النجاح الاخباري" أن الرئيس وضع العرب تحت مسؤولياتهم أنه لا بد من الوصول لإيجاد حل وضمانة لاتخاذ موقف عربي ضد ما قامت به إسرائيل من عدم الاعتراف بالاتفاقيات وتنفيذها.

وأضاف " سيكون خلال المرحلة القادمة موقفاً واضحاً من القيادة الفلسطينية لاتخاذ اجراءات ضد الاحتلال الإسرائيلي وتجاه عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة والوضع الفلسطيني بشكل عام"، لافتاً إلى أن ما طلبه الرئيس من الدول العربية أقرته القمم العربية السابقة.

وأوضح العيلة أن تنفيذ ما طلبه الرئيس من الدول العربية لن يكون بالسرعة المطلوبة، مستطرداً "لكن ستلتزم بعض الدول التي تدعم السلطة الفلسطينية بما قاله الرئيس اليوم".

وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، أكد التزام الدول العربية بدعم موازنة دولة فلسطين وتنفيذ قرار قمة تونس بتفعيل شبكة أمان مالية بمبلغ 100 مليون دولار أميركي شهريا، لمواجهة الضغوط السياسية والمالية التي تتعرض لها.

وشدد المجلس على أن الدول العربية التي قدمت مبادرة السلام العربية عام 2002 والمبنية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام لا يمكنها أن تقبل أي خطة أو صفقة لا تنسجم مع هذه المرجعيات الدولية.