نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - النجاح عنوان صعب على من يضعف ويستسلم، لكنّه تحد شيّق لأصحاب الإرادة.

في زاوية من زوايا مهرجان التسوق الثالث على أرض جامعة النجاح، ابتسامة شقَّت طريقها رغم الألم، ونجاح ذو حدين حقَّقته سيدة فلسطينية، خطف الموت زوجها وتركها وحيدة مع ستة أولاد وبضعة صناديق من النحل.

خولة جنيدي (48) عامًا، واجهت الواقع بقوة ربّت أولادها وكبّرت مشروع زوجها، ليصبح منتجًا يعمّ فلسطين.

العسل ومشتاقته، بالإضافة لمواد التجميل هو إنجاز حقّقته خولة، وتحدّثت عنه لـ"النجاح الإخباري" قالت: "ابتدى المشوار بصندوقين نحل رباهم زوجي لنأكل العسل الحرّ، ولما كان الإنتاج لذيد ومفيد بدأنا نضاعف عدد الخلايا، ونسوّق الإنتاج من خلال المعارف والأقارب والأصدقاء".

وأضافت: "شاء القدر أن يخطف الموت زوجي، صدمة لم تثنِ عزيمتي إلا أنَّ قرب أبنائي من والدهم سمح لهم بتعلّم أساسيات المهنة، بفضل الله تطورت وتضاعفت بهمتنا جميعًا، حتى أنهى ابني الكبير دراسة الطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية، ومن ثمَّ تفرّغ للمشروع".

مشوار بدأ بخطوة ولم ينتهِ رغم العثرات، ظلّ يكبر رويدًا رويدًا، حتى انتشرت صناديق نحلهم في كلِّ محافظات الوطن، حيث قالت خولة: " كل منطقة يجني منها النحل نوعًا مختلفًا من العسل حسب زهورها، ننتج عسل جبلي من جبال طولكرم،  وعسل السدر من الغور، وعسل الزعتر من الخليل، وعسل المرار لمرضى السكري من الغور أيضًا يتم قطافه خلال الأسبوعين القادمين، وهو خفيف وينفع لمتبعي الحمية الغذائية ومرضى السكري".

وأوضحت خولة أنَّهم يجمعون حبوب اللقاح التي تعتبر خلاصة الطبيعية، "نضع مصائد على أبواب الخلايا، تلتقت حبوب اللقاح من أقدام النحل وتكون قد علقت بها من الأزهار، تتشكل حبيبات ملوّنة ذات طعم حلو وهي مفيدة جدًا حيث تعتبرغذاء كاملًا يحتوي على فيتامين اوميغا 3، يقبل عليها الناس لفوائدها العظيمة لصحة القلب وزيادة المناعة وتمنح النشاط والطاقة وتساهم في تنشيط هرمون النمو".

نتيجة بحث الصور عن جمع النحل لحبوب اللقاح

نتيجة بحث الصور عن حبوب اللقاح

خولة وأبناؤها لم يكتفوا بذلك بل بدأوا يشقون مشروع تصنيع المواد التجميلية التي يدخل في تركيبها العسل كصابون الجمال الذي يُصنّع من خلال إضافة عدّدة مكونات، مثلًا الفحم النشط لعلاج حب الشباب، والكركم لإزالة البقع، والأوليفيرا لشدّ البشرة، الشكولاته والشوفان لمعالجة الشيخوخة، وتفتيح البشرة وتغذيتها، ومحاربة ومنع ظهور التجاعيد والخطوط الصغيرة.

خيرات فلسطين وأزهارها المباركة باتت مصدر رزق لعائلة كاملة من خلال مشروع بسيط ، فخولة ليست قصة نجاح فحسب، بل هي طاقة إيجابية، وابتسامة جبّارة، وكلام عن زهور فلسطين والنحل الذي يلّف فلسطين بحب رابطًا بين محافظات الوطن جامعًا من أزهاره ما لذ وطاب وفيه شفاء لما في الصدور.

من طولكرم إلى نابلس للخليل والأغوار، ومن السهل للجبل ومن الحقل للوادي، عبوات عسل وحبوب لقاح ومواد تجميلية جمعها النحل من خيرات فلسطين لتروي النتائج المثمرة للمثابرة.