غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - فتاة فلسطينية من غزة ، قادها طموحها لأن تتمرد على المجتمع الفلسطيني المقيد بالعادات والتقاليد التي تحظر على الفتيات أشياءً كثيرة.

نريمين الحوراني ذات 23 ربيعا ، طالعت منذ صغرها فنون الموضة ،وأصبح شغفها كبيراً ،ويكبر معها يوماً بعد يوم ، حتى أنهت دراستها الجامعية وبمساعدة أهلها استطاعت أن يكون لها مشروعها الصغير الخاص بها .

تتحدث نريمين عن البدايات فتقول:" انطلق مشواري في عالم الأزياء مع بدء دراستي الجامعية في هذا الاختصاص الجديد في القطاع ،وقمت بتصميم وخياطة قمصان كثيرة متنوعة ،قبل أن أنتقل إلى مرحلة الحياكة والخياطة ، وصممت الملابس لنفسي ولعائلتي والمحيطين بي ،وقمت بنشر صور الأزياء التي صممتها عبر المواقع الالكترونية ،كمنصة أنطلق من خلالها للعالمية مثلما أطمح ".

وتتابع:" عائلتي ساعدتني على افتتاح متجر بسيط يحوي جهاز كمبيوتر مزود بنظم حديثة للتصاميم ،وآلتي خياطة ،وبعد أن أنتهي من خياطتها ،أقوم بارتدائها ،وأصور نفسي وأعرض الصور عبر الانترنت ودون تكلفة."

وتواصل الحوراني لمراسة النجاح الاخباري :" في تصاميمي قمت بجمع النمط المحافظ ،والموضة بألوانها وابتكاراتها ، فلم ابتعد كثيراً عن عادات فتيات غزة في ارتداء الأزياء، ولكني أضفت نوعاً من الموضة بألوانها الجميلة ، لذلك ألقى ترحيباً وتشجيعاً من الكثير منهن."

على حسابها على “إنستغرام”، تعرض الحوراني صوراً وفيديوهات متنوعة لها، فتظهر تارة مع تنورة طويلة بخصر عال وقميص أبيض رسمي وقد لفت رأسها بعمامة نسائية أنيقة ،وأقراطا تتدلى من أذنيها مع حذاء رياضي، وتبدو في أحيانا أخرى ترتدي سروالاً طويلا مع حذاء جميل يظهر مدى جمالها وأناقتها بالألوان الفاتحة التي تدخل البهجة على عين المشاهد.

وعن أول صور قامت بعرضها عبر الانستغرام تقول نريمين : “صممت قميصاً قطنياً أسود مع تنورة مخملية تتناسب مع غطاء للرأس باللونين الرمادي والأسود ،ولبستها في حفل عيد ميلادي. وما إن نزلت الصور على إنستغرام حتى تلقيت 20 طلبا، و التعليقات التي تلقيتها كانت مشجعة ،جعلتني أواصل أكثر ."

وأكدت أنه لاشيء أمام طموحها في تصميم الأزياء ،ولاينقصها شيء لكي تصل للعالمية مثلها مثل الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الموضة ،وأنها في غزة مقيدة بتصميم ملابس الموضة، ولكن بطريقة محتشمة كونها تسوق لفتيات من غزة :" طموحي أن أصل للعالمية، وإن وصلت لها وتحققت أمنيتي سيبقى مقر الشركة الرئيسي في غزة ."

وعن الصعوبات تقول:" واجهت صعوبات وانتقادات من البعض ,ولكني لم أتأثر بها كثيراً بل دفعتني تلك الانتقادات للنجاح أكثر ووضع بعض التعديلات على التصاميم ،فلربما أغفل عن بعض الأمور المهمة ،فتنبهني تلك الانتقادات ،وأي مشروع غريب أو الناس غير معتادين عليها ،تلقى صدى وانتقادات بعضها جارح الهدف منه التحطيم ليس إلا ،والبعض الإخر ينتقد بشكل ايجابي ، والتشجيع كان أكثر ،وبفضله استمريت في العمل ،وأنا فخورة بما وصلت إليه."

بعض ردود الأفعال على مثل هذه المشاريع :

ايمان صقر متابعة للكثير من القصص الجديدة في غزة وخصوصاً فيما يتعلق بخياطة وتصميم الملابس ،تقول :"فكرة نبيرمين جميلة ،وبصراحة انا لاأجد أي غريب بالموضوع ،كل مافي الأمر أنها تقوم بارتداء تصاميمها على نفسها ،وتعرض الصور عبر الانترنت وهذا الأمر ثقيل نوعاً ما على مجتمعنا ويصعب تقبله ،لكنها فتاة شجاعة لم تهمها هذه الاشياء ،وستستمر طالما أنها ترضي جميع الأذواق وملابسها محتشمة فما المانع."

سمر الغلاييني فتاة جامعية لاتستهويها مثل هذه الأمور تقول:" أنا أؤمن بطموح كل فتاة ،ولا أنكر أنها تخيط بعض التصاميم الجميلة ،ولكن هذا لايعني أن تقوم بعرض نفسها بصور، وتنشرها على الانترنت ،فهذا ينافي ديننا ومجتمعنا ، وأفضل لو أنها تقوم بعرض تصاميمها على "مالكانات"للعرض  فيكون أفض ."

الأربعينية أم محمد :" ما أراه هذه الأيام لنماذج فتيات يبدعن في كثير من المجالات يجعلني أشعر بالفخر أنهن خرجن من غزة ،ولم يستسلمن للظروف ،بل أبدعن في كثير من الفنون ،ومايعجبني في تصاميم نيريمن كثير من التصاميم المستورة والجميلة التي لاتظهر مفاتن الفتيات ،وقد فكرت أن أذهب لها لتصمم لي عباءة فضفاضة تواكب الموضة لي ولابنتي ،وأنا بكل الأحوال أشجع على مثل هذه المشاريع."