غزة - النجاح الإخباري - حول الاحتلال الإسرائيلي حلم وفرحة الشاب الغزيّ وليد الشوا(26 عامًا) بالزفاف الذي لم يتبق عليه سوى خمسة عشر يومًا إلى كومة من الركام وغمامة مستمرة من الحزن والأسى.

فالحروب الثلاث والتصعيد الإسرائيلي المستمرة والذي يطل براسة بين الفنية والأخرى على  قطاع غزة، خلف قصصًا مؤلمة، كشفت عن حجم آلام للعديد من المواطنين الذين قبلوا بالعيش في حياة لا تشبه الحياة.

فالشاب الشوا كان أحد ضحايا الاحتلال الذي حرمة من فرحة ليلة العمر من خلال قصف عش الزوجية، ليخرج معه الحلم بعيدًا بلا موعد للعودة واحتضان ترانيم الفرح مرَّة أخرى، في مشهد أصبح ملازمًا لحياة الغزيين، ليتركهم بآمال محطمة وسؤال وحيد يقول إلى أين؟

الشاب الشوا، الذي لم يتبق لزفافة سوى أيام فقط  قال: "أنا أعمل سائق تاكسي، دفعت عمري لأكمل تكاليف زواجي ومنزلي، ولكن بلحظة ذهب تعب كلّ هذه السنين ليصبح عبارة عن كومة حجار فوق بعضها البعض والحزن والأسى يختصر المشهد فقط " .

وأضاف: "هذا المنزل الذي جهزته لزفافي ليس ملك لي، بل قدَّمته شقيقتي لي كمساعدة ليتم هذا الزواج، فقرَّرنا أن نسكن معًا بهذا البيت إلى أن يفرجها الله علينا، لكن هذا البيت الصغير الذي كان سيحمل عائلتين معًا، أصبح غير موجود الآن".

وتابع: "في لحظة القصف لم أكن في المنزل، تلقيت اتصالاً من والدتي تخبرني بما حدث، لم أصدق لكنَّني عدت مسرعًا، لأجد عائلتي مشرّدة في الشارع، فذهبنا إلى بيت أحد الأقرباء، وعندما عدت لأرى المنزل بعد القصف، لم أصدق ما رأته عيني فكلّ شيء كان كالحلم".

ولفت الشوا إلى أنَّه  سيسعى لمساعدة شقيقته وأطفالها، وإنقاذهم من التشرد، متسائلًا: "ما الذنب الذي اقترفناه لكل تلك الجريمة؟ نحن المدنيون، من المفترض أن نكون آمنين في منازلنا، إلاأنّنا الآن أصبحنا بلا منزل".

وبدورها، قالت شقيقة الشوا:" أنا أم لأربعة أطفال، تشردوا الآن معي دون أيّ أوراق ثبوتية، وكتب دراسية، فعندما أخبرني ابني أنَّ الناس أفرغت العمارة تماماً ونزلت إلى الشارع، لم أتمكن من أخذ أي شيء".

وختمت حديثها : "لا خيار لي الآن سوى أن أضع خيمة أمام منزلي، أعيش بها أنا وأبنائي، فحكم علينا التشرد في منطق الانسانية الذي لا يقبل بتشتت الأطفال ".