نابلس - خاص - النجاح الإخباري - شردت الغارات الإسرائيلية عشرات المواطنين بعد نحو 10 أيام من عدوان مماثل، وعلى مدار 12 ساعة عاش مليونا فلسطيني في قطاع غزة، أجواء خوف حقيقية مع توالي الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة وبعضها يقع في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان في جميع أرجاء القطاع.

وأطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلية (66) صاروخا على (34) هدفا، في أرجاء قطاع غزة، من بينها مبان سكنية ومنشآت مدنية تحت ذريعة وجود مقرات أمنية أسفلها أو بجوارها، ونجم عن هذه الغارات إصابة مدنيين اثنين جراء تناثر الزجاج والحجارة بعد عمليات القصف.

محللون سياسيون وعسكريون رجحوا احتمالية ارتفاع وتيرة التصعيد، مع بقاء الأحداث هادئة حذرة دون الخوض بحرب واسعة، وفي الوقت ذاته أكدوا أن إجراءات الاحتلال ترتبط بشكل مباشر في الانتخابات الإسرائيلية.

من جهته، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، أن الاحتلال حاول الاستفراد في الأسرى داخل سجون الاحتلال. لافتاً إلى أن الشعب قد يصبر على الحصار ولكنه لن يسمح بتمرير اجراءات الاحتلال ضد الأسرى.

وقال "اليد الذي تحاول أن تمس بكرامة الفلسطيني ستقطع، والمقاومة مهمتها الأخلاقية والوطنية والشرعية هي قطع يد المحتل عندما يريد ان يشن عدوانا ويطال من كرامة الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي أكد أن الاحتلال حاول أن يوظف حدثا استثنائيا بشأن الأسرى في إطار الرد على جرائم الاحتلال لتمرير عدوان آخر على قطاع غزة بتضييق الخناق جوا وبرا.

وأكد أن التهدئة قائمة، والمقاومة أعطت أولوية لجهود المصريين على قاعدة حماية الدم الفلسطيني ووقف العدوان الاسرائيلي والهدوء مقابل الهدوء.

وحذر البريم قوات الاحتلال من توسعة عدوانها، قائلا "أكدنا في رسالتنا للأشقاء المصريين أن المقاومة ملتزمة بواجب ردع العدو وتوظيف امكانياتها كافة للدفاع عن شعبنا وردع الاحتلال في حال استمر بتوسعته.

وأكد أن امكانيات المقاومة موظفة ومدروسة في ادارة معركة واعية وحكيمة وبدرجة عالية من الانسجام والتنسيق والإجماع الوطني وقراءة سلوك العدو الذي لا يحمد عقباه.

وأوضح أن المقاومة التزمت بتهدئة وقف إطلاق النار لحظة إعلانها بوساطة مصرية ولكن الاحتلال لم يرض وقتذاك باختتام المشهد مع صواريخ المقاومة فاستمر بتشويش الصورة من خلال القصف المتقطع، والمقاومة لم تستلم  وردت على ذلك.

في ذات السياق، رأى المحلل والخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن ضربات الاحتلال على قطاع غزة محسوبة، ويحرص على عدم توسع التصعيد.

وأوضح أن "إسرائيل" تخشى من الرد الفلسطيني الذي حذر من ارتفاع وتيرة التصعيد والتي سيقابلها برد أقسى.

ولفت إلى أن خيار الحرب لدى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو متوقف على وجود مؤشرات لفشله في الانتخابات الإسرائيلية ما يدفعه الى الخوض بحرب واسعة، وفي المقابل تكون طريقة لتأجيل الانتخابات.

ونوه إلى أن تأجيل عودة نتنياهو من الولايات المتحدة  يدل على أنه يريد استمرار القصف دون الذهاب لعدوان واسع الأمر الذي يدل على إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر له، لاستعادة قوة الردع لديه أمام كل من يزايد عليه في البازار السياسي.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني بأكمله يخوض حرب شاملة في ظل الاعتداءات في الضفة وغزة والسجون الاسرائيلية.

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن أحداث غزة امس، هي انعكاس طبيعي، للحصار، وتلكؤ إسرائيل في الاستجابة لمطالب مسيرات العودة، وما يتعرض له الأسرى السجون.

واستبعد الدجني أن تكون المقاومة قد قصدت إطلاق الصاروخ على تل أبيب، مشيرا إلى أن خروجه بالخطأ، دفع الاحتلال لاستغلاله ضمن دعايتها الانتخابية، مؤكدا أنه عادة تلعب ضمن قواعد الاشتباك المعروفة.

وأكد أننا بمرحلة هدوء حذرة، والاحتلال أراد قصف مقر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من أجل تصدير الصورة لليبرمان الذي هدد فقط بقتله.

وأضاف أن الأحداث رسالة للمجتمع "الإسرائيلي"، ومعركة انتخابية، وفي المقابل المقاومة ردت عليها بشكل مدروس دون توسعة ذلك لحرب من أجل مصلحة المواطنين وواقعهم الاقتصادي.

وتوقع أن يذهب نتنياهو للمراوغة لإفشال مسيرات العودة.

وأضاف أن الهيئة العليا لمسيرات كسر الحصار أوصلت رسالة للاحتلال عبر المصريين أن المعادلة واضحة فالعودة لها مقاومة ناعمة، و كسر الحصار لها مقاومة خشنة، ورفع الحصار عن غزة سينهي كل ذلك.

وتوقع أن تدفع أحداث غزة أمس لمزيد من الضغط على نتنياهو من قبل الامم المتحدة وتخفيف الحصار عن غزة.

هذا ويبحث المجلس الوزاري المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو الأوضاع الميدانية بعد ليلة عاصفة من القصف الإسرائيلي، وسط حديث عن عدم اعتراف الاحتلال بالتهدئة التي تم الاعلان عنها، الأمر الذي يضع تساؤلات حول طبيعة الأوضاع خلال الساعات القادمة.